المبعث النبوي ..بناءً للنفس وتربيةٌ للذات ..في فكر المحقق الأستاذ
سليم العكيلي
يعتبر يوم السابع والعشرون من رجب الأصب وهو ذكرى يوم المبعث النبوي الشريف لسيد الكائنات الرسول الأكرم محمد بن عبدالله-صلى الله عليه وآله وسلم- ، هو نقطة تحول كبيرة في حياة المجتمعات والإنسانية كافة , فبعد أن كان الإنسان يعيش على شفاء حفرة من النار ، نتيجة للجهل والتخلف والعصبية التي كانت تسود حياة المجتمعات سابقاً ، فكانت المجتمعات والانسان ان ذلك يعيش حياة الغاب ، فالأمان مفقود فالجار يثب على جاره والقبيلة تغزوا وتسلب وتسبي فتيات وأموال القبيلة الأخرى ، وأغلب رقاب الناس كانت مملوكة بسبب الفقر والحاجة ونتائج الربا وغيرها من أساليب استغلال العباد ، فجاءت الرحمة الإلهية لبعثة المصطفى-صلى الله عليه وآله- لتنتشل الناس من ذلك الواقع المرير والمظلم والانتقال بهم إلى عالم النور والأخلاق والعدالة والإنسانية ، ومن خلال الصبر والحكمة والأخلاق والمعرفة والتسديد الإلهي الذي كان تتمتع به شخصية الرسول الكريم-صلى الله عليه وآله- فقد استطاع وبفترة قياسية من الزمن من ذلك المجتمع والأمة المتخلفة إلى مجتمع جديد وأمة هادية ، تحمل ثقافات جديدة ، ملؤها الحب والتأخي والألفة والرحمة ، وهذا الأمر لم يأتِ بسهولة ، بل تحمل الرسول الأكرم أقسى أنواع الظلم والأذى والتعذيب النفسي والجسدي من أجل تبليغ هذه الرسالة العظيمة وترسيخها في نفوس الناس ، من هنا فإن ذكرى المبعث النبوي الشريف سوف تظل الذكرى المتجددة التي لا تنتهي حاجتنا منها إلى التأمل والاعتبار .. وبناء النفس وتربية الذات والإنابة إلى الله تعالى لتتحول هذه الذكرى في حياة المسلمين إلى محطة سنوية فيها لصاحب الذكرى نبينا الأعظم -صلى الله عليه وآله وسلم- ، لذلك فلابد لنا من توحيد القلوب والافكار بحب النبي المختار ونبذ مختلف أنواع العنف والتطرف والعصبية ، ولنكون أمة كما أرادها الرسول وبذل مهجته في سبيلها ، وكما أشار سيدنا الأستاذ الصرخي الحسني في إحدى شذراته بقوله (لتوحيد القلوب والأفكار بحبّ النبي المختار
لنكتب الشعر وننشد ونهتف ونرسم وننقش للنبي الكريم وحبه وعشقه الإلهي الأبدي، لنستنكر العنف والإرهاب وكل ضلال وانحراف ولنوقف ونمنع وندفع وننهي الإرهاب الأكبر المتمثل بالفساد المالي والإداري والفكري والأخلاقي وكل فساد، لنستنكر كل تطرف تكفيري وكل منهج صهيوني عنصري وكل احتلال ضالّ ظلامي، إذًا لنغيظ الأعداء من المنافقين والكفار، بالالتزام بالأخلاق الإلهية الرسالية وتوحيد القلوب والأفكار ومواصلة الإخوان مع عفوٍ ومسامحةٍ بصدقٍ وإخلاصٍ.) انتهى كلام الأستاذ ، نعم هكذا هو الوفاء ، وهكذا لابد أن يكون رد الجميل ، وهكذا لابد لنا نقر عين الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم- بوحدتنا وتكاتفنا وإيماننا .