لماذا الاعلم ... لمن لا يعلم ؟
سليم العكيلي
عندما امن الناس بالله تعالى وانبياءه ورسله وكتبه واليوم الاخر ، فلابد ان للمؤمن ان يلتزم بما امن واعتقد به ، من ايات انزلة وشريعة فصلت وأحكمت ، ولا يكون كبني اسرائيل كمن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ، فالانبياء والرسل والاولياء الصالحين قد وضعوا الدستور الحقيقي للبشرية والذي يكفل امنها وسعادتها ومستقبلها ، ومن الطبيعي ان أي مخالفة أو عدم الالتزام او الاهمال لذلك الدستور وهو ( الشريعة الاسلامة ) فلابد ان يتوقع ويتيقن بأن النتائج سوف تكون غير جيدة وغير مرضية عاجلا ام أجلاً ، وهي ايضا ذنب وعصيان لله ورسوله وأولياءه الصالحين ، وما يحدث اليوم من سفك للدماء وفساد وارهاب ومجاعة وغيرها في مختلف بلدان العالم ، هي نتيجة لذلك العصيان وتلك الذنوب التي تسببت في نزول مختلف الابتلائات والمحن والمصائب ، وكما جاء في دعاء كميل ( اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم ..والتي تنزل النقم ...والتي تحبس الدعاء ...والتي تنزل البلاء ...الخ ) ، وعصيان وانكار وعدم الاخذ بما وصى به رسول الله (صلى الله عليه واله ) واهل بيته الكرام ( عليهم السلام ) هي من اعظم الذنوب واخطرها ، والعلماء واتباع العلماء والاخذ بما يأمر ويشرع به العلماء واجب على كل مكلف ، فهم كما يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ( ان العلماء ورثة الانبياء ) ويقول ايضا ( علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل ) ويقول ايضا ( الفقهاء امناء الرسل مالم يدخلوا في الدنيا ) ، ومن اجل التشخيص الادق ووحدة الصف والقيادة ومركزية القرار فأنه قال ( افقهكم علي ..اقضاكم علي ..اعلمكم علي ..الخ ) ، ومن الغريب والعجيب اننا نجد من المؤمنين من ينتقد ويعترض بين الحين والاخر على اتباع مرجعية السيد الصرخي الحسني لدعوتهم وتأكيدهم عن الفحص والبحث عن الاعلم واتباعه ووجوب طاعته ، ويتصور البعض منهم انها قضية لاتحتاج الى تلك الاهمية البالغة التي يعطيها اتباع المرجع الصرخي الحسني ، وان تقليد أي مرجع من المراجع (حفظهم الله ) يكفي ويبرء للذمة امام الله تعالى ، مع العلم ان في هذا التقليد فيه مخالفة صريحة لاراء العلماء ، حيث ان من شروط مرجع التقليد كما يذكرون هي الاعلمية ، فكيف يغفل المؤمن عن هذا الشرط المهم ، وقد اشار السيد الشهيد الصدرالثاني (قدس سره ) و جزاه الله خير الى هذه القضية المهمة في وجوب التقليد ويجب ان يكون بحجة شرعية حيث قال ({{كثير من التقليد كان بغير حجه شرعيه ، كان بحجه شرعيه ناقصه ، كان بهوى نفسي كان لمنفعة دنيويه .. لاينبغي ان تتكرر هذه الماساة مره ثانيه .... طبعا البقاء على تقليد الميت بدون إجازة الحي غير مجزي فحينئذ حذار ان يكون تقليدكم الجديد بدون حجه شرعيه التقليد دين الإنسان تصح به العبادات والمعاملات وينجو به الإنسان يوم القيامه فاذا كنت مهملا اومستعمل للدنيا اولشئ غير الأخلاص لله (سبحانه وتعالى) شيله وذبّه بالزباله!! اِلمَن اذبه؟! بالزبالة انذبّك اِلك المهل ، اذا كنت مهملا ، اتقو الله حق تقاته وقوّموا تقليدكم لايغرنّكم الغرور}} (خطبة الجمعة11)، والحجة الشرعية هي ان تطمئن بأمتلاك مرجع التقليد جميع شروط المرجعية ، بالاضافة الى ذلك ان قضية الاعلم والاعلمية هي ايضا قضية عقلية وبديهية يلجأ اليها الانسان في اغلب تعاملاته اليومية وفي مختلف المجالات ، الطبية والهندسية والبناء والتعليم وغيرها ، فلماذا لايبحث المؤمن ويجهد نفسه في معرفة الاعلم في الشريعة واتباعه ، فالكثير من الاحاديث التي وردة عن اهل البيت عليهم السلام تشير الى خطورة ترك الاعلم وعدم اطاعته ، والاعتراض عليه وتجاهله هي اعتراض على الله ورسوله والائمة الاطهار ، فالاعلم هو وكيل الامام في عصر الغيبة الكبرى وله ما للامام في الفصل والقضاء والحكم ، ومن تلك الاحاديث التي تشير الى خطورة هذا الامر ، ما روي عن الامام الصادق (عليه السلام ) قال :
[ ما ولت أمة أمرها رجلاً قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم سفالاً حتـى يرجعوا إلى ما تركوا ]بحار الأنوار ج10 / باب9 / ص134
وقال ايضا (من دعا الناس الى نفسة وفيهم من اعلم منه فهو مبتدع ضال)تحف العقول ص175
كذلك قولهم (المحاسن / ج/93 /ب18عقاب الاعمالج 49)من ام قوما وفيهم اعلم او افقه منه لم يزل امرهم في سفال الى يوم القيامة
ومنها قوله عليه السلام الاختصاص (المفيد /25 ) (من دعا الناس الى نفسه وفيهم من هو اعلم منه لم ينظر الله اليه يوم القيامة ) ، وهذا التأكيد دليل واضح على ضرورة قيادة الاعلم ، وما يحدث اليوم في العراق من تظاهرات ورفض للحكومة وفسادها ودستورها وشخوصها وانتماءاتها ، فقد شخصه واشار اليه ورفضه سماحة السيد الصرخي الحسني قبل اكثر من خمسة عشر سنه ،واثبت للجميع انه الادق والاعلم في تشخيص جميع الامور السياسية والاجتماعية وغيرها ، فهو كشف العملية السياسية وما تروم الية منذ بداية تشكيلها تحت سلطة الاحتلال ، كماورفض الجمعية الوطنية ورفض الدستور ورفض السرقات والاعتداءات على ابناء الشعب العراقي في السجون وخارج السجون ، وخرجوا في العديد من التظاهرات والمطالبات للحقوق المسلوبة من الشعب العراقي ، كما انه نصح وحذر ووجه على خطورة تسلط المفسدين واعادة انتخابهم ، وخطورة الانتخاب على حساب المذهب والقومية والعشيرة ، في حين كان الشعب في واد والصرخي الحسني وتوجيهاته في واد اخر ، واليوم تسفك دماء الشباب وتزهق الارواح من اجل استعادة ما سلبته تلك الجهات الحاكمة ، في حين كان الوطن يستعاد بجرة قلم ولكن (لا أمر لمن لا يطاع )، واذكر مرة اخرى بقول الامام الصادق (عليه السلام ) لمن يريد النجاة والامان والكرامة والحرية بهذا الشرط وهو [ ما ولت أمة أمرها رجلاً قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم سفالاً حتـى يرجعوا إلى ما تركوا ] .