للمتظاهرين ..بجهودكم الذاتية تحققون النصر وترسمون المستقبل
سليم العكيلي
يقول المفكر والاديب الفرنسي (رومان رولان ) المدافع عن السلام في كلام له يقول فيه ( يعلمنا التأريخ ان الطبقة المضطهدة لاتستطيع ان تتخلص من سادتها الا بجهودها الذتية ) ، وهذا هو عين المنطق وعين الواقع الذي عاشته جميع الشعوب المستضعفة في تحقيق الحرية والتخلص من السلطات المستبدة ، فالشعب الحقيقي هو الشعب الذي يمتلك الارادة في اجبار الطواغيت على تحقيق جميع متطلباته واحتياجاته ، فالشعب هو مصدر السلطات وعليه ان لا ينسى ذلك الامر ابدا ، وان جميع زمام الامور اليوم بيده ، فهو قادر على استبدال من يريد ويضع من يريد ، ولا يكون خاضعا متذللا تحت رحمة الظلمة والظالمين ، يقول تعالى (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) ، سوا كانت نار وعذاب الدنيا من القهر والاستعباد والظلم أم نار الاخرة التي استحقها الشعب من خلال ذلك الركون والعون في ظلم الاخرين مع ظلم السلطة الحاكمة ، لذلك لابد لهذا الشعب الابي الذي حمل الثورة على الاكف بشعارها السلمي المنتصر ، ان يلتفت جيدا الى نفسه ، ويحذر خطورة الانتهازيين من استغلال تلك الانتفاضة ومصادرتها وخصوصا من قبل ممن شارك في العملية السياسية ووزرها ، والذين هم اليوم يحاولون الارتقاء والعودة من جديد على حساب دماء الشهداء والمضحين من ابناء الشعب العراقي ، كما يجب الحذر من الاعلم الممول الذي تقف وراءه جهات وشخصيات ظاهرها جميل ومؤيد ، وباطنها مملوء بالخطط والمؤامرات في استغلال تلك الانتفاضة ومحاولة زج ممن يرغبوا فيه ويجدون فيه الولاء لهم بتقديمه وترشيحه والترويج له ، لذلك فالشعب اليوم هو سيد الموقف وبيده جميع زمام الامور ، وهو كما يقول (رومان رولان ) لابد ان يخلص بجهود ذاتية ، لان المترف والمنتفع من الطبقة السياسية وغير السياسية لم يذوقوا مرارة الالم والعذاب والحرمان الذي عاشه الشعب العراقي منذ سقوط النظام الى يومنا هذا ، لذا يجب الحذر والحيطة وسد جميع المنافذ والطرق والثغرات امام كل من يحاول سرقة تلك التضحيات ومصادرة تلك الجهود وتسخيرها لنفسه ولغيره للعودة بها مرة اخرى بالشعب الى المربع الاول ، كما ويجب اخذ العهود والمواثيق والتعهدات الخطية والكلامية على كل مرشح يريد المشاركة في العملية السياسية ، سوا في رئاسة الوزراء ، ام في البرلمان ، أم في غيرها ، ولا تغرنكم البرامج السياسية المقدمة من هنا وهناك ، فالكثير ممن قدم من الكتل السياسية من برامج في سابق الامر ، جعلت من الفرد العراقي سيدا للعالم ، ولكن الواقع وبعد تحقيق الرغبات السياسية كان عكس ذلك تماما ، فالثبات الثبات على المبدأ والسلمية المنتصرة .