الفيلسوف المعاصر وحنكته في توجه التظاهرات نحو تحقيق الهدف
سليم العكيلي
عندما يملك المقابل القوة والسلطة والنفوذ والإعلام والأموال ، ويقوم بتسخير جميع تلك القوى من أجل إبطال وتسويف وتسقيط هيبة التظاهرات والاعتصامات ، وتشويه سمعتها أمام الرأي العام داخل البلاد وخارجها ، غير أن المقابل لايملك ألا الشعارات والإعلام والهتافات ، فنحن في العراق نعلم جيدًا مكر وخداع وإجرام ووحشية تلك الجهات أو الأحزاب أو الحركات المسيطرة على مفاصل الدولة ، ولكن من يعيش خارج العراق لا يرى غير الإعلام ولا يعرف من الحقائق غير قطرة في بحر ، وربما يعلم ولكن يتغاضى ، وربما يشكك بها نتيجة تضارب الأنباء ، لذلك لابد من سلوك طريق أو طرق متعددة ، لإلفات الرأي العام ، وتكذيب جميع الأخبار التي تتهم التظاهرات بأنها مسيسة ، وإلزامهم أخلاقيًا وقانونيًا بحمايتكم وتصديق ثورتكم المباركة ، لذا فإن إشارة المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني في تغريدته على تويتر بخصوص الحماية الدولية تعطي لك اسلوبًا جديدًا ومتقدمًا وذكيًا في إجبار المقابل على سماع صوتك وتلبيت طلباتك خوفًا من ردود الفعل الشعبية لجميع شعوب العالم تجاه تلك المنظمات والسفارات والحكومات وخصوصًا الأمم المتحدة باعتبارها أسست لدعم وحماية الشعوب المظلومة والفقيرة والمضطهدة ، وكما جاء في تغريدته في النقطة الرابعة ( الضروري جدًا الحفاظ على زخم الحضور في كل الساحات ، لكن اجعلوا خصوصية لبغداد ، ففيها مركز السلطة وزعامات النظام ، إضافة للمنظمات الدولية وسفارات الدول ذات التأثير على القرار ، ومن هنا سيلتفت إليكم جداً ويسمعكم الإعلام والحكومات والأمم ، ويصدقون أنكم تريدون التغيير الحقيقي من أجل الحياة والسلام ، وأنكم غير تابعين لأطراف تتصارع على المناصب والمكاسب والاموال ، وسيكونون ملزمين أخلاقيًا وقانونيًا بحمايتكم وتسليم العراق إلى الشرفاء منكم ، وتأسيس نظام جديد مدني يسود فيه القانون والعيش الكريم والسلم والاعتدال ، والذي لايكون أبدًا أبدًا أبدًا إلا بالقضاء التام على السلاح المنفلت والمليشيات ، ومهما كان العنوان والمسمى !! قال السميع العليم { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} البقرة 11 } ، فأين أهل العقل والتدبر من هذا التوجيه وهذا التخطيط وهذا الأسلوب في كيفية الافلات من قبضة الصياد وجعله في القفص بدلا من الفريسة.