المحقق الصرخي.. استثماروتوظيف ثورة الرسول المباركة هي تجسيد للتوحيد المحمدي الأصيل
سليم العكيلي
لقد جسد رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- أروع معاني البطولة والتضحية والفداء في تبليغ رسالة السماء ليس تجسيداً معنوياً فحسب بل جسدها بكل معانيها المعنوية والمادية وبتعايشها السلمي والأخلاقي والإنساني ، فصور منها تعبر عن صبرة وتحمله المشقة في تبليغ الرسالة وما واجهه من معارضة وآلام ومشاكل ، وصور منها تعرض لنا الخلق العظيم الذي كان يتخلق به في مواجهته للإساءة والتهجم والاعتداء ، وصور منها تعبر عن التضحية والفداء في نشر الإسلام والحروب التي خاضها من أجل تحرير العالم من قيود العبودية والضلال والانحلال ، لذلك لابد لنا كامة لهذا الرسول العظيم من حفظ تلك التضحيات ليس كتاريخ مشرف فحسب بل إنما علينا تطبيق تلك الأخلاق والصفات السامية على وجه الأرض ، فالتشرف في التاريخ وحده لايكفي في نجاح وصلاح الأمة مالم يرتبط بحاضرها ومستقبلها ،
وكما عبر الأستاذ المحقق السيد الصرخي الحسني في مقتبس لكلام له بهذا الخصوص حيث قال :
{لا بدّ من استثمار وتوظيف الثّورة المباركة والتّضحية المقدّسة وامتداداتها وآثارها وتسييرها المسار الإلهي الرّسالي في نصرة إمام الحقّ وقائده ومؤسس المبادئ السّامية التّوحيدية الإسلامية الرّسالية الخالدة والمضحّي بنفسه وعترته الطّاهرة من أجل الأمّة وصلاحها وتكاملها وخيرها وعزّتها، أعني حبيب إله العالمين وسيّد المرسلين النّور الأكمل والسّراج الأنور النّبيّ الأمجد المسدّد المؤيَّد بالملائكة وروح القدس الأقدس- صلّى الله عليه وآله وسلّم-، ولا بدّ من تسييرها صدقًا وعدلًا في تحقيق وتجسيد التّوحيد المحمّدي المتأصّل بالإيمان بالله الواحد القهّار} شذرات من كلام سماحة المرجع الأعلى السّيّد الصّرخي الحسني -دام ظلّه.
نعم هكذا لابد أن تستمر وتتواصل تلك التضحيات وتلك الأخلاق والمبادىء السامية لمن يريد لهذه الأمة الصلاح والتكامل والنجاح ، ولابد لنا أن نعكس صورة الإسلام الحقيقي للعالم ونكون داعية له كما كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- لا كما نعكسه اليوم من إسلام صوري شكلي خالي من أدنى معاني الروحية والأخلاقية والإنسانية ، فإيماننا برسول الله يحتم علينا أن نسلك طريقة وأن نتبع أوامره ومنهجه ومبادءه ، وفاءً منا وتقديراً لرسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- وما بذله من عطاء وفداء وتضحيات .