المفكر الإسلامي : الإمام الكاظم لم يكن سياسياً بالسياسة الدنيوية
سليم العكيلي
لقد كشف إمامنا موسى الكاظم-عليه السلام- من خلال مظلوميته التي عاشها في ظل الحكومة العباسية إلى أمر جديد لم يكن في حسبان الكثير من الناس ، كما كشف جده الإمام الحسين-عليه السلام- بشهادته ومظلوميته حقيقة الدولة الأموية ، وخليفتها الفاسق يزيد بن معاوية ، فيزيد ادعا من خروج الإمام الحسين -عليه السلام- بأنه طلب للحكم ، وأنه خرج على إمام زمانه ، وغيرها من الادعاءات التي لاتصمد أمام أبسط الأدلة وأقلها ، لكن بماذا تدعي الحكومة العباسية سمها واغتيالها للإمام موسى بن جعفر الكاظم-عليه السلام- ، فهو لم يكن سياسيأ بالسياسة الدنيوية ، ولم يكن معارضا أو قائدًا معارضة ، ولم يكن طالباً للسلطة ، يقول المفكر الإسلامي السيد الصرخي الحسني ويتسائل في كتابه ( نزيل السجون ) حول سبب قتل الدولة العباسية للإمام بقوله (لم يكن سياسياً ...بالسياسة الدنيوية ، ولم يكن قائداً عسكرياً كقادة الجهاز الحاكم الظالم ، ولم يكن مسؤولا أو زعيماً لجناح مسلح ...كعصابات السلب والنهب ، وسفك الدماء والإرهاب ، ولم يكن منتهزاً وصولياً عابدا للمناصب والواجهات .. كالمنتفعين الوصوليين العملاء الأذلاء في كل زمان ) ، انتهى كلام الفيلسوف ، إذن فجريمة اغتيال الإمام الكاظم-عليه السلام- هي جريمة مع سبق الاصرار والترصد ، وهي جريمة فوق قانون الدولة أو الخلافة العباسية ، وتحتاج إلى تحقيق وحكم ، ولكننا نجد أن السلطة العباسية قد قفزت على قوانينها ، وتعدت خطوطها الحمراء بإرتكابها هكذا جريمة ، وهذا دليل على هاجس الخوف والرعب الذي ولده الإمام الكاظم في نفوس حكام الدولة العباسية ، فالدور الفاعل الذي كان يعيشه الإمام الكاظم في إحياء العلوم الإسلامية والتصدي للأفكار المنحرفة ، جعل منه قدوة وقائداً روحيًا للكثير من المسلمين ، مما جعل الدولة العباسية تحاول التخلص منه وإن لم تحصل على الحجة القاطعة التي تقنع بها أغلب المسلمين ، لذلك تجد أن ما يقال عن تقدم البلاد وتطور العلوم وازدهار الاقتصاد والحركة العمرانية هي الكفة الأخف في مقابل الدماء التي سفكتها تلك الحكومة الجائرة ، وتبقى شهادة الإمام الكاظم-عليه السلام- هي وصمة عار بوجه الحكومة العباسية وهارونها اللارشيد .