فيروس كورونا وخطر العدوى بعد الموت في فكر المحقق المعاصر
سليم العكيلي
بعد الانتشار السريع والكثيف لفيروس كورونا بين دول العالم ، والذي اودى بحياة العديد من الاشخاص ورقود الالاف في المستشفيات ، الامر الذي ادى الى اتخاذ الاجراءات المشددة في مختلف دول العالم للتقليل والحد من انتشارالفايروس ، وقد شملت تلك الاجراءات الوقائية المصابين حتى بعد وفاتهم ، من خلال طريقة الدفن وتحديد اماكن خاصة لهم ، وعدم المرور بالجنازة بين الاحياء السكنية ، وقد وصل الامر في بعض الدول من حرق جثامين المصابين قبل دفنهم والغاء جميع مراسيم الدفن والتوديع وغيرها كما في الصين ، هذا الامر الذي ادى الى زيادة الرعب والخوف في نفوس المواطنين ، هذا الامر الذي يتنافا مع احكام شريعتنا الاسلامية السمحاء التي اوصت بحرمة الاموات وطريقة التعامل مع اجسادهم كحرمتهم وهم احياء ، وقد روي عَنْ الإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): إِذَا غَسَّلْتُمْ المَيْتَ مِنْكُمْ فَأَرْفِقُوا بِهِ وَلَا تَعْصِرُوهُ وَلَّا تَغْمِزُوا لَهُ مَفْصَلًا. [وَسَائِلُ الشِّيعَةِ 2: 497] كما وَيُسْتَحَبُّ الرِّفْقُ بِالمَيْتِ فِي تَقْلِيبِهِ، وَعَركِ أَعْضَائِهِ، وَعَصْرِ بَطْنِهِ، وَتَلْيِينِ مَفَاصِلِهِ وَسَائِرِ أُمُورِهِ احْتِرَامًا لَهُ فَإِنَّهُ مُشَبَّهٌ بِالحَيِّ فِي حُرْمَتِهِ ، اذن فكيف هو التعامل مع دفن الاجساد المؤمنة والمسلمة التي توفيت بسبب هذا الفايروس في حكم الشريعة المقدسة ، وقد قدم استفتاء بهذا الخصوص الى سماحة المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني ، وهذا هو نص الاستفتاء والجواب ،
إذا توفي شخص على أثر إصابته بمرض الكورونا المعدي، والذي يرى المتخصصون أنّه سريع السراية والانتشار وخصوصًا في اللمس، فما حكم تغسيل هكذا ميّت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه؟ أدامكم الله عزًا في خدمة الإسلام والمسلمين.
فاجاب المحقق الاستاذ
. بِسْمِهِ تعالى:
إذا كان بعد موته ينتقل الفايروس فعلى من يقوم بتغسيله وتكفينه أن يأخذ كل المستلزمات الطبية التي تقيه من العدوى، وأمّا الصلاة عليه ودفنه لايوجد محذور في أدائهما بالصورة المعتادة ، والله العالم . انتهى جواب الاستفتاء ،
وهذه الاجابة هي مطابقة لما صرحت به وذكرته منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكترونى أنه لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطر الإصابة بالأمراض الوبائية بعد وقوع كارثة طبيعية، وأن معظم مسببات الأمراض لا تعيش لفترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت. وأوضحت أن البقايا البشرية لا تشكل سوى خطر على الصحة في حالات قليلة، مثل الوفيات الناجمة عن الكوليرا أو الحمى النزفية .