لاستراتيجية الحقيقية في القضاء على الفكر الداعشي في فكر المحقق المعاصر
سليم العكيلي
يعد الفكر الداعشي وما يحمله من افكار وممارسات ارهابية متوحشة ، بمثابة الكابوس المرعب والموت المحدق الذي يهدد كيان الشعوب واستقرارها ، باعتبار ان هذا التنظيم يكفر كل من لايؤمن بعقائده وافكاره واهدافه المستقبلية ، وقد وضعت الامم المتحدة هذا التنظيم ضمن لائحة اخطر التنظيمات الارهابية ، بيد انه تستخدمه بعض الاطراف الدولية مشروعا تخريبيا لبنى اقتصاد البلدان في العالم وخصوصا في الشرق الاوسط ، وهذه هي احد طرق تصدير العولمة بشكلها الاخر ، لذلك نجد اليوم وفي كل حين نسمع تصريحات وتحذيرات من خطورة عودة الارهاب الداعشي الى العراق او بلاد الشام ، بيد ان المجاميع الارهابية نراها مؤمنة ومحصنة ويحافظ عليها في اماكنها وفي السجون والمعتقلات وبشكل عجيب وغريب ، لذلك فأن النصر الذي تحقق على يد ابنائنا من الجيش والشرطة وبجميع صنوفها وتشكيلاتها لم يصل الى النصر الحقيقي التام ، وهذا بتصريح العديد من القادة العسكريين والمحللين ، نعم فانه انهى التواجد الداعشي على الارض ، وحرر مدننا من تلك العصابات ، لكن قوة وقابلية المواجهة العسكرية لم تستطع تحرير الفكر وتقويضة ، لذلك نحن الى اليوم ومنذ التحرير نعيش خطر عودة داعش الى العراق ، لذلك فأن العقل والمنطق يأمرنا بأن نضع استراتيجية مكملة لذلك الانتصار نستطيع من خلالها تقويض وتحديد وانهاء ذلك الفكر المتطرف ، والحد من تمدده وتوسعه واستقطابه للكثير من شبابنا المسلم ، ومن هذا المنطلق ومن ضمن المسؤولية الشرعية والعلمية والاخلاقية ، فقد تصدى سماحة المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني ، وضمن مشروعه التوعوي في نشر فكر الاتدال والوسطية ، فقد اعد سماحته سلسلة من البحوث التحليلية والموضوعية في العقائد والتأريخ الاسلامي ، وهي قراءة وتحقيق ونقد وتحليل وتصحيح للكثير من الاحداث والامور التي جرت و مر بها تأريخنا الاسلامي ، بالاضافة التطرق الى الكثير من الشخصيات التي حكمت تلك الفترة وما هي افكارهم وعقائدهم ومصائبهم التي وقعت على رؤس المسلمين ، والتي اصبحت اليوم منهجا وفكرا ومشروعا فاسدا سار عليه الكثير من اصحاب الافكار المتطرفه ومنهم وعلى رأسهم اصحاب الدولة الاسلامية المزعومة (دواعش العصر ) ، لذلك فقد اعد سماحة المحقق مشروعا استراتيجيا يمكن من خلاله انها والغاء ذلك الفكر حيث تصدى في بحثه الموسوم ( وقفات مع .. توحيد ابن تيمية الجسمي الاسطوري ) ، حيث ناقش فيه افكار ابن تيمية واساطيره وخرافاته وتجسيمه لله تعالى ، وبين عشوائيته والتقاطه وتشويشه للتأثير على عقل وفكر السامع والمتلقي والقارىء ، والذي يعتبر هذا الشخص هو المرجع وهو المنظر وهو الاساس الذي يقوم عليه الدواعش في تشريعاتهم ودولتهم ، كما وجاء بحثه الموسوم الاخر بعنوان ( الدولة المارقة ... في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول " صلى الله عليه واله وسلم ") ، حيث وضح فيه تأريخ تلك الدولة التيمية وقادتها وسلاطينها وما سطر عنهم من جرم وخيانات وابادة بحق الشعوب الاسلامية ، وما غيروا من سنن الرسول وال بيته والصحابه في تصديهم لخلافة المسلمين من تغيير عقائدهم من خلال الترهيب والترغيب والدس والتحريف والتدليس في روايات واحاديث النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) ، لذلك فأن من خلال هذه الاستراتيجية التي وضعها سماحة المحقق ، يمكن من خلالها محاكات اصحاب تلك العقائد ، واسقاط اهم الركائز التي تستند عليها افكارهم ومعتقداتهم ، فالانسان مهما بلغ من الكبر والعصيان والطغيان فلا نيأس من هدايته وايمانه ، قال تعالى في سورة طه وهو يخاطب النبي موسى واخيه هارون (عليها وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام ){ (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى (44) } ، هذه هي الاستراتيجية ، وقد سجلها سماحة السيد المحقق على شكل محاضرات موجودة على موقعه ويمكن لاي شخص الاطلاع عليها وتقييمها ، بالاضافة الى انها طبعت على شكل اجزاء يشمل كل جزء مجموعة من العناوين والاساطير ، لذلك لابد لهذه الجهود ان يستثمرها كل انسان يملك من الايمان والغيرة والوطنية من اجل الحفاظ على شعبنا وشبابنا وامتنا الاسلامية .