المحقق الاستاذ / النظام الراسمالي يفقد النظرية الفلسفية الواقعية للحياة
سليم العكيلي
لم يرتكز النظام الراسمالي على فهم فلسفي (واقعي ) مادي للحياة ، فهو نظام ينطوي على الخداع والتضليل وقلة الاناة ، فمحاولة فصل النظام الاجتماعي عن الايمان بالله تعالى هي قمة الجهل والتجاهل وهي المادية بعينها ، والتي يرتكز عليها هذا النظام وان لم يصرح بها ، فقد ذكر سماحة المحقق السيد الصرخي الحسني في كتاب ( فلسفتنا باسلوب وبيان واضح ) وفي المطلب الثاني وفي عنوان (فصل الراسمالية للنظام الاجتماعي عن الايمان بالله ) بطلان هذا الاعتقاد وبيان وضوح مادية هذا النظام حيث قال : الواضح جداً
أ- ان الانسان في هذا الكوكب ان كان من صنع قوة مدبرة مهيمنة عالمة با سراره وخفاياه ، بظواهره ودقائقه ، قائمة على تنظيمه وتوجيهه ، فمن الطبيعي ان يخضع في توجيهه وتكييف حياته لتلك القوة الخالقة ، لانها ابصر بامره ، واعلم بواقعه ، وانزه قصداً ، واشد اعتدالاً منه ،
ب_ وان هذه الحياة المحدودة ان كانت بداية الشوط لحياة خالدة ، تنبثق عنها وتتلون بطابعها ، وتتوقف موازينها على مدى اعتدال الحياة الاولى ونزاهتها ، فمن الطبيعي ان تنظم الحياة الحاضرة بما هي بداية الشوط لحياة لافناء فيها ، وتقام على اسس القيم المعنوية والمادية معاً ،
اذن فمسالة الايمان بالله تعالى وانبثاق الحياة عنه ليست مسالة فكرية خالصة لا علاقة لها بالحياة ، لتفصل عن مجالات الحياة ويشرع لها طرائقا ودساتيرا مع اغفال تلك المسألة وفصلها ، بل هي مسألة تتصل بالعقل والقلب والحياة جميعا ً.
والدليل على مادية الرسمالية وتبنيها عدم اتصال الحياة والنظام الاجتماعي بمسالة الايمان بالله ، يستفاد من الديمقراطية الراسمالية نفسها : حيث ان الفكرة فيها تقدم على اساس الايمان بعدم وجود شخصية او مجموعة من الافراد بلغت من العصمة ، في قصدها وميلها وفي رايها واجتهادها ، الى الدرجة التي تبيح ايكال المسالة الاجتماعية اليها والتعويل في اقامة حياة صالحة للامة عليها ، وهذا الاساس نفسه لاموضع ولامعنى له ألا باحدى الحيثيتين :.
1_ اذا اقيم على فلسفة مادية خالصة ، لاتعترف بامكان انبثاق النظام الا عن عقل بشري محدود ، وهذا يعني ان النظام الراسمالي مادي بكل ما للفظ من معنى ، لكنه قد استبطن المادية ولم يجرؤ على الاعلان عن ربطه بها وارتكازه عليها .
2_ واما ان يكون الراسمالي جاهلاًبمدى الربط الطبيعي بين مسالة الواقعية للحياة ومسألتها الاجتماعية ، فلم يتصور او لم يستحضر ان الخالق المدبر العالم المحيط الحكيم هو المدبر للخلق والواضع للنظام الاجتماعي المهيمن المتقن وقوانينه المتكاملة التي فيها صيانة للفرد والمجتمع في الدنيا والفوز والفلاح للحياة الخالدة في الاخرة ، فانكر الراسمالي النبوة والرسالة السماوية من الاصل او انه انكر العصمة الذاتية او المكتسبة للانبياء والاولياء فنفى كليا وجود شخصية او مجموعة من الافراد بلغت او تبلغ من العصمة في قصدها وميلها وفي رأيها واجتهادها ، الى درجة التي تبيح ايكال المسألة الاجتماعية اليها والتعويل في اقامة حياة صالحة للامة عليها ، وبهذا يكون قد تبنى المادية عمليا .