المرجع المعاصر ...كورونا خطر يزول بعد الموت فلا حرج في دفن الاجساد والصلاة عليها
سليم العكيلي
من المؤكد لدينا كمسلمين بأننا نؤمن بالغيبيات التي حددها الاسلام واوجب الايمان بها كالمعاد والحياة الاخرى الابدية ، لكننا ايضا نؤمن بالكثير من المحسوسات التي نجد فيها الراحة النفسية والاطمئنان وهي ايضا مكملة للحقائق الغيبية ، والقبور وزيارة القبور وما لها من اثار اخروية جيدة ، من التذكير بالموت ويوم القيامة والحساب ، كذلك انها تبعث الراحة النفسية في الجلوس بالقرب من قبور الاعزاء والاقارب والاحبة ، وكأنك تراه وتخاطبه تسمع خطابه ، وما يجري هذه الايام من دفن الاموات الذين اصيبوا بفايروس كورونا في اماكن صحراوية بعيدة أو غير معروفة ، ماهي ألا مصيبة اخرى تضاف الى مصيبة محبي وعوائل الميت ، لكن هل يعقل بأن الاسلام الذي اكرم الانسان في حياته لم يضع الحلول المناسبة لهكذا حالات ، فمثلما ان تتيح الدولة الى وزارة الصحة وتقاريرها الطبية وهي صاحبة الاختصاص في هذا المجال ، عليها ان تسمع من الفقيه الذي يطبق شريعة السماء وقوانينها في هذا المجال ايضاً ، فهي الاحرص على صحة الانسان وسلامته وحياته ، ومن هنا ومن ضمن اهمية رأي الشريعة المقدسة في هذا الامر ، فقد رفع استفتاء الى سماحة المرجع الاعلى السيد الصرخي الحسني عن كيفية دفن المصاب بفيروس كورونا وكيف التعامل معه ، وكان هذا نص الاستفتاء والجواب ،
إذا توفي شخص على أثر إصابته بمرض الكورونا المعدي، والذي يرى المتخصصون أنّه سريع السراية والانتشار وخصوصًا في اللمس، فما حكم تغسيل هكذا ميّت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه؟ أدامكم الله عزًا في خدمة الإسلام والمسلمين.
فاجاب المحقق الاستاذ
. بِسْمِهِ تعالى:
إذا كان بعد موته ينتقل الفايروس فعلى من يقوم بتغسيله وتكفينه أن يأخذ كل المستلزمات الطبية التي تقيه من العدوى، وأمّا الصلاة عليه ودفنه لايوجد محذور في أدائهما بالصورة المعتادة ، والله العالم . انتهى جواب الاستفتاء ،
وهذه الاجابة هي مطابقة لما صرحت به وذكرته منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكترونى أنه لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطر الإصابة بالأمراض الوبائية بعد وقوع كارثة طبيعية، وأن معظم مسببات الأمراض لا تعيش لفترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت. وأوضحت أن البقايا البشرية لا تشكل سوى خطر على الصحة في حالات قليلة، مثل الوفيات الناجمة عن الكوليرا أو الحمى النزفية .