من شبهة المعاد الى شبهة الالحاد وأمل الظهور في فكر المحقق الصرخي الحسني
سليم العكيلي
تعتبر ظاهرة التشكيك بين الناس من اخطر الظواهر الاجتماعية التي يعيشها المجتمع الاسلامي ، خصوصا اذا تعلق ذلك التشكيك بأهم جزء في حياة الانسان وهي عقائده ، والجميع يعلم ان مثل ذلك التشكيك مع وجود المنظريين لهذا التشكيك يزداد كلما ابتعدنا عن اصل التشريع ، سواء كان الانبياء منهم ام الائمة ( على الانبياء وعليهم افضل الصلاة والتسليم ) ، حيث تصبح هناك فجوة او فسحة يستطيع من خلالها تسريب الشكوك الى قلوب اهل الدنيا والضعفاء من المسلمين للتشكيك في عقائدهم ونكرانها ، ولا نستبعد ان تتحول تلك الشكوك والنكران الى ظاهرة تنتشر في اوساط المجتمعات الاسلامية بشكل كبير وملفت للنظر ، وهذا الامر ناتج عن ترك فريضة مهمة من فرائض الدين وهي فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فترك هذه الفريضة او هذه القاعدة سوف تكون الاساس في جلب الويل والمصائب والمحن على الشعوب الاسلامية ، فقد لايجد الانسان من يعضه او ينبهه او يردعه عن الاخطاء والمعاصي والذنوب ومن ثم يسلك السلوك المنحرف وربما الالحاد نتيجة الابتعاد عن تعاليم الله تعالى وشريعته السماوية ، ومثل هذه الظاهرة وهي ظاهرة التشكيك قد حدثت واستفحلت في المجتمعات المسيحية قبل ظهور الاسلام ، حيث اصبح التشكيك في الاصل الخامس من اصول الدين وهو ( المعاد ) وكيفية انبعاث الناس من جديد ، وقد وقف اصحاب الكنيسة في موقف العجز عن اقناع المجتمع في حقيقة وجود هذا الاصل ، لكن الله تعالى لم ينس عباده ، فقد ادخر لهذا الامر ما يبطل زعم المشككين وينهي مخططاتهم ، حيث ادخر اصحاب الكهف لاكثر من ثلاثمئة سنة ليبعثهم من جديد واثبات حقيقة المعاد بتجسيد مادي رآه الناس بأم اعينهم ، واليوم نرى تسرب ظاهرة جديدة الى المجتمعات الاسلامية اخطر من ظاهرة انكار المعاد بل هي انكار الخالق ووجود سبحانه وتعالى ، وهي ظاهرة الالحاد التي تعصف اليوم في مجتمعاتنا الاسلامية ، نتيجة لتراكمات اجتماعية وسياسية واقتصادية ادت الى نشوء حالة نفسية سيئة لدى اغلب المسلمين ، وقد عجزة المؤسسات الدينية عن وضع الحلول الناجعة لها والخروج بالمجتمعات من الماسي والالام في الوقت المناسب لها ، ومع وجود بعض رجال الدين الربانيين والعارفين امثال المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني الذي نراه يبذل اقصى الجهود من اجل ارجاع الناس الى فضيلة العلم والمعرفة والايمان الحقيقي ضمن مشروع توعوي متكامل في الدرس والبحث والوسطية والاعتدال ورد الشبهات ، ونسأل الله تعالى ان يعجل بظهور صاحب الاطروحة الامثل والمنهاج الاعدل أمل الشعوب وذخيرة الله لليوم الموعود الذي قيل عنه ( هلك في أي واد سلك ) الذي سوف يرفع شبهة الالحاد ويرفع الظلم عن العباد ويملى الارض قسطا وعدا بعد ان ملئت ظلما وجوراً الامام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) .