الحروف المقطعة ...لغة لاتحتاج الى تكفير (الشور والبندرية ) أنموذجا
سليم العكيلي
ليست المشكلة بان ياتي التكفير وينسب الى المسلمين والى مذاهب المسلمين من قبل أعداء الاسلام من اليهود والنصارى والبوذية والمجوس وغيرهم , ولكن المشكلة والمصيبة العظمى أن يكفر المسلمين بعضهم للبعض الاخر , وتكفر المذاهب ابنائها , نتيجة الجهل والتعصب وعدم الحكمة والمعرفة , فكم من شاب وشابة نراه اليوم قد ترك الاسلام واعلن الدخول في ديانات اخرى نتيجة تصرفات ممن يحسبوا على الاسلام والمسلمين من رجال دين وسلاطين المسلمين وساساتهم , أين نحن اليوم من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وما كان يفعله مع الناس من اجل هدايتهم او الحفاظ على اسلامهم رغم الالم والاذى والمشقة التي كان يتعرض لها حيث كان اذا تعرض للاذى قال ( اللهم اهد قومي فانهم لايعلمون ) , ونحن اليوم نرى أخراج الناس من الاسلام وتكفيرهم من قبل بعض رجال الدين هو من ابسط الامور لديهم , دون حساب أي اهمية لمصير ومستقبل وحياة اولئك الناس وما ستؤول اليه نهايتهم , ففي الاونة الاخيرة تم تكفير العديد من الشباب المسلم وتم تفسيقهم ومحاربتهم في ارزاقهم ومعيشتهم نتيجة لادائهم ( طور الشور والبندرية ) في مجالس العزاء ورثاء اهل البيت ) ( عليهم السلام ) , مع العلم ان اغلب الشباب اليوم يعتبر تلك الاطوار هي الاقرب الى نفسه واحاسيسة ومشاعره , وبعد هذا التكفير والتفسيق فقد رفع عدد منهم استفتاء الى سماحة المحقق السيد الصرخي الحسني ليفصل لهم في ذلك الامر لعلمهم بحكمة ومعرفة وعلمية هذا الرجل , وهذا نص الاستفتاء وبعض نقاطه ,
سماحة المرجع الحسني (دام ظله)، السلام عليكم : ما هو رأيكم (بالذكر أو
#التسبيح) وهو إصدار أصوات وحروف وكلمات مقتطع منها بعض حروفها، وكل ذلك يستخدم في عزاء الشور، حيث أن بعض الرواديد يقتطعون حرفًا أو حرفين من أسماء
#المعصومين )عليهم السلام)، مثلًا (سين) ويقصد (حسين)، و (لي) ويقصد (علي) أو (ولي)، و (دي) ويقصد (مهدي)، و (طمة) ويقصد (فاطمة)؟! وقد تعرّض هؤلاء لحملات تكفير وتفسيق وتسقيط وعداء وقطع أرزاق خاصة من الجهات التابعة لمراجع الدين!! فيما يدّعي بعض المسبّحين أن ما يقومون به هو ذكر وتسبيح لله سبحانه وتعالى كتسبيح الزهراء عليها السلام (( الله أكبر..الحمد لله.. سبحان الله)) وكان الجواب في عدة نقاط نذكر منها.
1ـ اللهم اجعلنا من أهل القرآن اللهم آمين. لا يخفى على أجهل الجهّال، أنّه قد تنوّعت الاستعمالات القرآنية لظاهرة الحذف في اللغة بحيث صارت الأحرف المقطّعة أحد العناصر الرئيسة في
#القرآن_الكريم، كما في الآيات المباركة: {ن}، {ق}، {ص}، {حم}، {طه}، {طس}، {يس}، {الم}، {الر}، {طسم}، {المر}، {المص}، {كهيعص}، وورد في الروايات والتفاسير أن كلّ حرف منها يدل على لفظ أو أكثر وأن كلا منها يدل على معنى أو أكثر.
2ـ الحذف ظاهرة موجودة في اللغة العربية وتعدّ أيضًا من أساليب القرآن الكريم ويراد بها في اللغة: "قَطْفُ الشَّيْء من الطَّرَف كما يُحْذَف طَرَفُ ذَنَب الشّاة"، وفي الاصطلاح، أن يَحذِف المتكلم من كلامه حرفًا أو كلمة أو جملة أو أكثر ليفيد مع الحذف معاني بلاغية، بشرط وجود قرينة ولو حالية تعين على إدراك العنصر أو العناصر المحذوفة.
3ـ وللحذف أغراض عقلائية من قبيل الحذف للترخيم كقولنا: (يا سُعَا) في ترخيم (سُعَاد،) أو الحذف للتفخيم والتعظيم كما في قوله تعالى: { وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } والتقدير: يعلم السرّ وأخفى علمه، أو الحذف بقصد زيادة اللذَّة بسبب استنباط المعنى المحذوف كما في قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} أي وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ والبرد، وغير ذلك من أغراض وفوائد لغوية وبلاغية.
4 ـ في هذا المجال يقول الجرجاني عالم البلاغة: "ما من اسم حذف في الحالة التي ينبغي أن يحذف فيها، إلّا وحذفه أحسن من ذكره".
5ـ وابن الأثير قد اعتبر أنّ اللغة العربية تتصف بالشجاعة لقبولها الحذف؛ إذ يقول: "هو نوع من الكلام شريف لا يتعلق به إلّا فرسان البلاغة ومن سبق إلى غايتها وما صلى وضرب في أعلى درجاتها بالقدح المعلّى وذلك لعلوّ مكانه وتعذّر إمكانه.