المحقق الصرخي والتفكير الموضوعي
سليم العكيلي
يقول امامنا السجاد ( عليه السلام ) في جانب من جوانب مناجاته في الصحيفة السجادية وهي مناجاة الشاكرين (فَآلاؤُكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسانِي عَنْ إحْصائِها، وَنَعْمآؤُكَ كَثِيرَةٌ قَصُرَ فَهْمِي عَنْ إدْرَاكِها فَضْلاً عَنِ اسْتِقْصآئِها، فَكَيْفَ لِي بِتَحْصِيلِ الشُّكْرِ، وَشُكْرِي إيَّاكَ يَفْتَقِرُ إلى شُكْر، فَكُلَّما قُلْتُ: لَكَ الْحَمْدُ، وَجَبَ عَلَيَّ لِذلِكَ أَنْ أَقُولَ: لَكَ الْحَمْدُ ) أنظر كيف يصف الامام (عليه السلام) نعم الله والاؤه واحسانه وتفضله على الانسان وان الانسان مهما شكر ومهما تعبد ومهما فعل من خير لايجاز نعمة واحدة من نعم الله تعالى عليه , فنعم الله تعالى على الانسان لاتعد ولاتحصى ,وان الانسان يعيش بلطف الله ورحمته وفضله ولولاها لهلك واندثر , لذلك لابد على الانسان ان يعرف قدر نفسه , وليعلم ان نفسه ومايملكه هو بيد الله سبحانه , لذلك على الانسان ان يمرن نفسه على التخلص من هوى النفس والشيطان والدنيا وان نجعل من انفسنا خاضعة ذليلة لمن خلقها وسواها اقصى درجات الخضوع , وقد وضح لنا المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني في كلمة له في كتاب الصلاة كيفية التفكير والتقييم الموضوعي للنفس حيث قال ( يصل التواضع والخضوع اقصى درجاته عندما نفترش الارض بجباهنا ونحن نعترف بالجميل للمولى ونقر له بالعبودية والحاجة الدائمة اليه تعالى , وبتكرار هذه الافعال والتفكير والتمعن في معانيها واهدافها , يحصل التفكير والتقييم الموضوعي الواقعي النقي المتوازن الصحيح للنفس ومنزلتها مما يؤدي الى التحرر من النفس الامارة والهوى والشيطان والدنيا )