من روائع اطوار الشور والبندرية سليم العكيلي لم تقتصر المجالس الحسينية وروادها من ارباب المقاتل والشعراء والرواديد على زمن من الازمنة او جيل من الاجيال ، فهي لكل الازمنة وكل الاجيال ، حيث ان لكل زمان نغمته الخاصة وطورة لمقبول والمحبب ، كما وان لكل جيل من الاجيال رغبته الخاصة وطوره المميز الذي يميل اليه ويتناغم مع احاسيه ومشاعره ، ولكون ان المجالس الحسينية هي مدرسة واسعة تستطيع ان تظم بداخلها مختلف الشرائح الاجتماعية لما تحمله من فكر سليم وثقافة مميزة وواسعة ، وبما ان المجتمع يتطور ويتجدد من حين الى اخر ، اذا فهي ثقافة تتطورة وتتجدد مع تطورات المجتمع وتوسعاته وتتماشا مع افكاره ورغباته مع الاحتفاض بالضوابط الشرعية والاخلاقية لتلك الشعائر المباركة , لذلك نجد ان هناك اذواق ورغبات تختلف من جيل الى اخر ، فلكل جيل ميول معين نحو طور من الاطوار يتناغم مع مشاعره ويندمج مع طريقة اللطم او العزاء فيه ، فتلاحظ ان اذواق جيل الراود حمزة الصغير او الرادود حسين الرميثي ( رحمهم الله تعالى ) يختلف عن اذواق جيلنا الجديد ، حيث ان تلك الاطوار القديمة تمتاز بثقل القصيدة وثقل اللطم ، اما اليوم وعند جيلنا الجديد تجد ان الرغبة لديهم في الخفة والسرعة في اللطم ( كما في طور الشور ) ، ولكل له اجره وثوابه مادام انه يعمل في دائرة العزاء الحسيني ، لذلك فلا ينبغي الخوف على من يدخل تلك الدائرة الحسينية ، فهي حصن وامان لم يدخلها ، وما كان خوف بعض رجال الدين او اتباعهم واعتراضهم على من يقومون بلطم وعزاء الشور والبندرية ماهو الا امر خاطىء وغير مقبول بل وصل الامر الى الضرب والتهيد بالحبس او التهديد بقطع الارزاق كمار نقلوه بعض الشباب في احدى الاستفتاءات حول جواز لطم الشور والبندرية ، بل يجب العمل على العكس من ذلك ، فلابد من الاهتمام بتلك الشعائر واحتضان الشباب من موجة الكفر والالحاد والحفظ عليهم من الافكار المنحرفة والممارسات الغير اخلاقية ، لذا يجب دعم تلك الاطوار من حيث اقامة الدورات التثقيفية للشعراء والرواديد والمنشدين والارتقاء بهم الى افضل المستويات وافضل القصائد ، وهذه القصيدة الرائعة وهذا الحضورالمميز هو احدى ثمرات تلك المجالس المباركة للشور والبندرية وهي تحتضن الشباب والاشبال وتحافظ عليهم، وهذه هي اهم غاية وهذا هو الهدف .