المحقق الصرخي ..والعمل على تصفية النفس من رواسب الذنوب
سليم العكيلي
مثلما أن للذنوب والمعاصي التي يرتكبها الانسان اثارها السيئة وعواقبها الوخيمة على الانسان وحياته وبيئته ومجتمعه وفي مختلف مجالات الحياة ، فهي تجعل من الانسان فاقدا للارادة والعوبة بيد الشيطان لا يميز بين حق وباطل وبين حرام وحلال ، كيف لا وهي بمثابة الغشاوة التي تحجب الحقائق على قلب الانسان وتعمي بصيرته ، فقد جاء في الدعاء لإمامنا امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام ) الذي علمه لكميل بن زياد رحمه الله وهو يصف اثار تلك الذنوب وخطورتها ويتوسل الله تعالى ان يغفرها ولا يؤاخذنا بارتكابها حيث يقول (عليه السلام ) ( اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء ) ، هكذا هي خطورة تلك الذنوب على حياة ومستقبل الانسان ، لكن وكما للذنوب من اثار وعواقب وخيمة فأن للحسنات اثار اعظم بكثير من اثار تلك السيئات ، كيف لا وهي رحمة من عند الله تعالى خص بها عبادة رحمة منه وتفضلا ، حيث ان الحسنات يذهبن السيئات وكما جاء في قوله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}[هود: 114] وان الحسنة بعشرة اضعافها ، لذك فلابد من تصفية النفس من رواسب الذنوب من خلال المواظبة على الاعمال الصالحة التي تمحي اثار الذنوب وتشغل المساحة الاكبر في قلب الانسان وتحمي النفس من اثارها وانعكاساتها الخطيرة عليها ، ولا يتحقق ذلك الامر بالاستغفار والدعاء فقط بل يجب ايضا التطبيق الفعلي لتلك الاعمال الصالحة لكي تنعكس ايجابياتها على الانسان نفسه وبيئته ومجتمعه ، ومن هنا فقد اشار واكد سماحة المحقق السيد الصرخي الحسني في مقتبس من كلامه في كتاب الطهارة على تصفية النفس حيث قال ( علينا العمل على تصفية النفس من رواسب الذنوب وذلك بالأعمال الصالحة الباعثة على توفير رصيد الحسنات وزيادته وبالتالي تلاشي السيئات ولا يكفي مجرد قول استغفر الله ) .