اخر الاخبار

السبت , 8 سبتمبر , 2018


المحقق الصرخي :والموقف الأخلاقي من الشعائر الحسينية
سليم العكيلي
لم يكن يجهل الامام الحسين (عليه السلام ) مصيره ومصير تلك القافلة التي خرجت معه متوجهة من ارض الحجاز الى العراق حاملة معها الاهل والعيال والاصحاب ، ولم يكن يجهل تقلبات قلوب تلك الاقوام من اشباه الرجال ، فسوابقهم مشهودة مع امير المؤمنين وابنه الامام الحسن (عليهما الصلاة والسلام ) الذين ملاؤا قلب امير المؤمنين باعتراضاتهم وتقلباتهم وتقاعسهم ، لكن هنالك هدف اسمى جاء لتحقيقه الامام الحسين (عليه السلام ) والذي وضحه سلام الله تعالى عليه بقولته المشهورة "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومن ردّ عليَّ أصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين". اذا هناك هدف عظيم جاء لتحقيقه يخص الاسلام وشريعة الاسلام التي انتهكت بشكل غير مسبوق وأصبحت تحت رحمة الفسقة والزناة من بني امية ، وكان ثمن ذلك الهدف هو دمه الطاهر ودم اهل بيته واصحابه وسبي عياله ,اذا كم هو عظيم هذا الهدف ، الذي لاينحصر بفترة زمنية معينة بل تحقق نتائجه على طول الزمان والى اليوم الموعود وظهور الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) الذي سوف تتحقق على يدية المباركة النتيجة الكلية باظهار دينه على الدين كله ، لكن هذه المسيرة الطويلة منذ واقعة الطف الى يوم الظهور تحتاج الى رجال يعملون من اجل تلك الاهداف التي تحافظ على كيان الامة من الانحرافات وفقدان الارادة وتسلط الظلمة ، فعند سماع قول امامنا الصادق (عليه السلام ) وهو يقول (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ) فعلينا ان نحي الامر بالهدف والفاجعة لان كلاهما مكملا للاخر في حفظ الامة ، لكننا للاسف الشديد احيينا الفاجعة ونسينا الهدف ، لذا يجب علينا ان لا نكون كالقوم الذين خرجوا لمحاربة الامام الحسين ( عليه السلام ) والذي وصفهم الشاعر الفرزدق بقوله اما القلوب فمعك واما السيوف فمع بني امية ، حتى قال له الامام الحسين (صدقت فالناس عبيد المال والدين لعق على السنتهم يحوطونه مادرت به معايشهم ، فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون ) . وعلينا ان نعرف جيدا ماهو الهدف والغاية من الشعائر الحسينية هل هي لتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والافساد ام اننا نمارسها نحوا العادة والعادة فقط وليس لانها عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى , ومن هنا يوجه سماحة المحقق السيد الصرخي الحسني سؤالا لانفسنا في بيان 69 من محطات في مسيرة كربلاء حيث يقول فيه ( لابد من ان نتوجه لانفسنا بالسؤال , هل اننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير الى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لانه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحرافات والوقوع في الفساد والافساد فلا نكون في اصلاح ولا من اهل الاصلاح ، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جده الصادق الامين (( عليهم الصلاة والسلام )) انتهى كلام المحقق ، اذن فلا يحاول احداً بان يقنع نفسه انه يحضى برضى الحسين وقبول الحسين وقرب الحسين (عليه السلام ) باللطم والبكاء والسير الى كربلاء وغيرها من تلك الافعال وهو يعمل خلاف الاهداف التي خرج من اجلها الامام واراد تحقيقها بثورته المباركة .


القراء 383

التعليقات


مقالات ذات صلة

المحقق الصرخي.. استثماروتوظيف ثورة الرسول المباركة هي تجسيد للتوحيد المحمدي الأصيل

شهداء المبدأ والعقيدة مرآة كشفت زيف الاحتلال وأذنابه

المحقق الصرخي .. محمد يحقن دمائنا .. محمد يوحدنا

الأستاذ المحقق ..... النوايا السليمة هي الأساس في قبول الأعمال ورفضها

المحقق الصرخي الحسني ..مصادر التيمية تكشف جرائم يزيد وفساده

يوم الغدير عيد وغاية وهدف في فكر الفيلسوف الاسلامي الصرخي

الجود بالنفس اقصى غاية الجود ... شهداء باب الدار انموذجاً

حكم قتل الحيوانات المؤذية كالكلاب والقطط في الشريعة الإسلامية في فقه المحقق الصرخي

حكم عمل (التاتو) للنساء في الشريعة الاسلامية في فكر المحقق الصرخي

المرجع المعاصر ...كورونا خطر يزول بعد الموت فلا حرج في دفن الاجساد والصلاة عليها

المسامحة والمصالحة تهزم الذات وتدفع البلاء وتنزل الرحمة في فكر المحقق الأستاذ

المبعث النبوي ..بناءً للنفس وتربيةٌ للذات ..في فكر المحقق الأستاذ

المفكر الإسلامي : الإمام الكاظم لم يكن سياسياً بالسياسة الدنيوية

قصائد الشور التضامنية مع التظاهر السلمي : وطني اليه انتمي ..واليه اهدي اشعاري والحاني

المحقق المعاصر ..الامام الكاظم ( عليه السلام ) مثالاً للتضحية والفداء

فيروس كورونا وخطر العدوى بعد الموت في فكر المحقق المعاصر

المحقق المعاصر ...ابن الأثير يكشف حقيقة المغالاة والتدليس

علم الرجال في فكر المحقق الأستاذ

علم الرجال في فكر المحقق الأستاذ

علم الرجال في فكر المحقق الأستاذ

الفيلسوف المعاصر وحنكته في توجه التظاهرات نحو تحقيق الهدف

المفكر المعاصر .. المطالبة بالحماية الدولية هو الحل الامثل في الوقت الحاضر

المحقق الاستاذ ... تدمير الاقتصاد والسياحة الدينيّة والآثار له أصل تيمي تكفيري !!!

الأستاذ المحقق - طالبوا بالحماية الدولية لإيقاف نزيف الدماء

المحقق المعاصر يضع النقاط على اهم المخرجات التي تؤدي الى قطف ثمار الثورة

المحقق الاستاذ: معيارُ الإمامةِ جهادُ النفسِ وبناؤها وليس غزوات التيمية المارقة

لاستراتيجية الحقيقية في القضاء على الفكر الداعشي في فكر المحقق المعاصر

المعلم الاستاذ : الاعمار والسلام والامان بيد الشباب

من شبهة المعاد الى شبهة الالحاد وأمل الظهور في فكر المحقق الصرخي الحسني

للإلحاد ظواهر سلبية أنتجها الفكر المتطرف في فكر الفيلسوف الصرخي

المعلم الأستاذ / قيس والسفياني عداء متأصل ومواجهة مستقبلية

للمتظاهرين ..بجهودكم الذاتية تحققون النصر وترسمون المستقبل

لماذا الاعلم ... لمن لا يعلم ؟

المحقق الاستاذ / النظام الراسمالي يفقد النظرية الفلسفية الواقعية للحياة

المعلم الأستاذ ...الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة دليل على وعي وثقافة المتظاهرين

الراب الإسلامي يواكب التطور والخطوة الأولى في هدم سياسة التطويع

العلماء الربانيين أمناء الرسل... الصرخي الحسني مثالا للسلام والسلمية

المعلم الأستاذ ... سبيل السلمية والسلام شعار لايسقط

وقت صلاة الليل في فكر المحقق الاستاذ

السيد الصرخي والسيد السيستاني ...الشباب المتظاهر هم النقطة الجوهرية في تغيير المعادلة السياسية .



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net