المحقق الصرخي ..وتوجهه الفكري النافع لهذه الأمة
سليم العكيلي
لقد تميزت المسيرة المليونية لأبي الأحرار الإمام الحسين-عليه السلام- لهذا العام بميزة لم تكن موجودة في الأعوام السابقة ، من خلال ردف ذلك المسير وتزويده بالعلوم والمعارف الإسلامية عن طرق المكتبة الإسلامية بعد رفع شعار ( نحن حسينيون نحن نقرأ) ، كون أن نهضة الإمام الحسين وثورته المباركة لم تقتصر على جانب واحد من جوانب الحياة المختلفة بل شملت جميع الجوانب وعالجت العديد من الممارسات والسلبيات التي كانت موجودة في المجتمع الإسلامي ، ولعل من أهم تلك الجوانب هو الجانب التوعوي والمعرفي لهذه الأمة ، حيث أن الإنسان الواعي والمثقف والمتفقه في أمور دينه يكون أقل عرضة لأخطار الأفكار الضالة والمنحرفة ، ومن هنا وفي هذا الزمان ومن هذا المنطلق حيث كان للأستاذ والمحقق السيد الصرخي الحسني ومرجعيته الرسالية ، توجهها الفكري النافع لعامة الناس المعروف من خلال آثاره العلمية وتأكيده على تبني المنهج العلمي والفكري المعتدل في التعامل مع إحياء شعائر الله تعالى ومنها الشعائر الحسينية المقدسة ، فسماحة المحقق الصرخي لم تكن كتاباته ومؤلفاته في حقل فكري واحد من الحقول العلمية ، بل تعددت حقول المعرفة العلمية لديه ، فقد كتب بالفقه والأصول والفلسفة والتاريخ والمنطق والسياسة والاقتصاد والعقائد والتفسير والألفاظ وغيرها من المؤلفات والمحاضرات الصوتية والمرئية وهذه هي الشمولية بعينها ،
لذلك فإن من أهم صفات الزائر الحسيني الإيمانية التي تجعله في مقام التكامل الفكري والأخلاقي هو أن يكون قارىء من الدرجة الأولى ليكون ملمًا بدينه بعلم يعينه على دنياه التي تأثرت بالإنحرافات الإلحادية واللأخلاقية متخذًا من الشعار ( أنا حسيني أنا أقرأ ) منهجًا تنويريًا نافعًا يأخذ بيدي إلى بر العلم والمعرفة والأمان ولهذا كان لتصدي الأستاذ المحقق الصرخي ببحوثه العالية ( الدولة.. المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول ووقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري) إلى الدعوات الضالة المنحرفة الأثر البالغ في خلاص الأمة من براثن الفكر التكفيري الظالم الذي إنتهجه أئمة التيمية بمجمل خزعبلاتهم التي أسست للقتل والإنحراف الذي أهلك الحرث والنسل .