القدوة الحسنة ..بين شعار يرفع ومعول يهدم في فكر المحقق الصرخي
سليم العكيلي
عندما يضع الإنسان لنفسه قدوة يقتدي بها ويسير بسلوكها وأفعالها وتصرفاتها ، فبألتاكيد أنه قد وجد فيها تلك التكاملات والمؤهلات والنجاحات التي يطمح كل إنسان للوصول إليها أوإلى أجزاء منها ، فهي من جانب تجربة ناجحة ومشرفة قد سبقنا إليها من قبلنا من هم أعظم منا وأكثر شرفًا وعلوًا قولا وفعلا ، فقد تحركت من خلال سيرتهم الطيبة الدوافع والحوافز التى تؤكد النجاح والكمالات التي يستطيع كل إنسان أن يحققها عند السير والتخلق بما سار وتخلق عليه أولك العظمة من الناس ، أما الجانب الآخر فهم يعتبرون أماناً لنا من الوقوع في الأخطاء والشبهات ، ونور وضياء لنا من بحر الظلمات ، وخير ما يقتدى بهم هم الرسل والانياء والأوصياء-عليهم السلام- ، وقد أخبرنا القرآن الكريم بضرورة الاقتداء برسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- حيث قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب: 21]. وكذلك في نبيه ابراهيم-عليه السلام- بقوله تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ [الممتحنة: 4] وغيرها الكثير من الآيات التي تشير إلى الأسوة الحسنة وأهمية الأسوة الحسنة وأثرها في تنمية المجتمعات ونجاحها ، لذلك فالقدوة الحسنة قولا وتطبيق واقعي على الارض، لا أن يرفع شعار القدوة الحسنة ويكون خير مثال وتطبيق لأفعال شرار الخلق وفسادهم وطواغيتهم ، وبدلا أن يكون مثالا حسناً وصورة صغرى للقدوة التي جعلها شعارا ورمزا له من رسول أو إمام أو خليفة ، أصبح شينًا عليها وعلى تاريخها وعلى كل إنسان يريد السير على خطاها ونهجها وأخلاقها ، وما يرفع اليوم من شعارات باسم المهدي المنتظر- عجل الله تعالى فرجه الشريف- وعنوان المهدي ، ويرتكب في ظلها أبشع الجرائم والمحرمات والفساد والافساد في الأرض ، كما أنه نفس الحال عند الكثير ممن يرفع اسم وشعار الرسول الأكرم-صلى الله عليه وآله وسلم- وشعار الخلفاء وهو يرتكب في ظلهم نفس الأعمال الاجرامية والفساد والافساد في الأرض ، ماهي إلا خيانة وإساءة واجرام بحقهم جميعاً ، ومن هنا كان توصيف سماحة المحقق السيد الصرخي الحسني لأمثال هؤلاء بمثابة أولياء الشيطان وأولياء الطاغوت ، كما جاء في بحث ( الدولة.. المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول -صلى الله عليه واله وسلم- وهي بحوث تحليلية في العقائد والتاريخ الإسلامي حيث قال : (المهدي قدوة حسنة، المهدي إنسانية، المهدي عدالة، المهدي رسالة، المهدي جنة، المهدي رحمة، المهدي عطاء، المهدي تقوى وإيثار وأخلاق، أمّا أرفع اسم المهدي وعنوان المهدي وأرتكب المحرمات والفساد وأفسد في الأرض، لا يفرق عن الذي يحمل اسم النبي واسم الخليفة الأول أو اسم الخليفة الثاني أو اسم الصحابة أو اسم أمهات المؤمنين ، فهذا يشوّه صورة الإسلام وصورة الصحابة وأمهات المؤمنين والرسالة الإسلامية وذاك أيضًا يشوه صورة الإسلام وأهل البيت والرسالة الإسلامية، لا يوجد فرق بينهم ، هذا معول يهدم وهذا معول يهدم، هذا يخدم الشيطان وأولياء الشيطان والطاغوت وأولياء الطاغوت وذاك أيضًا يخدم الشيطان وأولياء الشيطان والطاغوت وأولياء الطاغوت ) انتهى كلام المرجع المحقق ، لذا فإن من يريد من الناس معرفة أنه قد سار على سيرة القدوة الحسنة أم لا ، فعليه أن يطابق مايفعله مع ما فعله المعصوم أو القدوة الحسنة من قبله من دون ميل أو تأويل .