مخالطة الفقراء والبسطاء هي تربية للنفس
سليم العكيلي
الانسان بطبيعته يعشق ذاته ونفسه وشخصيته ويرجوا لها الرفعة والعلو والواجهة والمنزلة العظيمة بين الناس ، وقد يخطأ الانسان في بعض او الكثير من الاحيان في سلوك الطريق الغير صحيح للوصول الى تلك المنازل والرفعة الدنيوية ، ويتصور انها الكفيلة بتحقيق تلك الامنيات او الرغبات ، ولكنها للاسف الشديد سوف تكون سببا في انزلاقه وانحداره ووقوعة في ذلك النفق المظلم الذي يكون غشاءا ليس فقط على بصره ، بل على بصره وبصيرته واحاسيسه ومشاعره تجاه الاخرين ، ويرى منهم اناساً ليس بمقامه ولابحجمه ولايصلون الى اقل مقايسس شخصيته ومكانته ورفعة شأنه ، وذلك الطريق هو طريق العجب والتكبر على الاخرين ، وقد حذر القران الكريم في العديد من الايات القرانية التي وصفت التكبر والمتكبرين واشارة الى كيفية نهايتهم وهلاكم وعذابهم ، كما في فرعون وقارون وهامان وغيرهما ، بالاضافة الى الاحاديث النبوية و القدسية واحاديث الاولياء والصالحين التي تحذر من ذلك السلوك والتطبع ، وقد وضع الاسلام والديانات السماوية منهاجا يكون حصنا وامانا من الوقوع في ذلك الشراك الخطير ، ومن ضمن ذلك المنهاج ، هي مخالطة الفقراء والبسطاء والمساكين ، لذلك تجد ان الرسل والانبياء والاولياء هم جلساء للفقراء ، وعونا لهم في جميع الاوقات ، وهم خيرة البشر على الارض ، لذلك فهم يعكسون الاسلام الحقيقفي والاخلاق وحقيقة التواضع ، وقد جاء مقتبس من البحث الأخلاقي " معراج النبي ومعراج المصلي " لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني - دام ظله -
حيث قال في مخالطة الفقراء والبسطاء هي تربية للنفس ((يجب على كل إنسان أنْ يربي نفسه وشخصيته ويروّضها عمليًا على التحرر من العجب والكبر، والتخلّق بأخلاق المتواضعين بمخالطة الفقراء والبسطاء ومبادرتهم بالسلام ومواكلتهم وإجابة دعوتهم وغير هذا من أخلاق أهل بيت العصمة - عليهم السلام)