الصرخي الحسني والقسم الغليظ
سليم العكيلي
بدأت تنفك الشفرات وتتضح الامور ويرتفع الغموض في امة ترفع شعارها ليلا ونهارا وتنادي سرا وجهارا يالثارات الحسين ، وتدعوا ليلا ونهارا اللهم عجل لوليك الفرج واجعلنا من انصاره واعوانه والمستشهدين بين يديه ، وهي امنيه سواء اراد بها الانسان قلبا ولسانا أم هي مجرد كلمات يردد ها اللسان حين يسمع ذكر الامام المهدي ( عليه السلام ) ، ولمثل تلك الامنية العظيمة تحتاج الى جهد وعمل واخلاص وتوفيق من الله تعالى كي تتحقق ، ولكن عندما نرى احد المراجع الكرام وهو سماحة المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني يقسم بقسم غليظ ويقول ( اقسم بالله العلي العظيم علي وعلى نفسي وعلى مالي وعلى كل اعمالي من لم يلتحق بهذه القضية ومن لم يعتقد بهذه القضية ومن لم يعتقد بقضية السيد محمد الصدر سابقا اقسم بالله العلي العظيم على هذا الخط وعلى هذا القانون الطبيعي انه لايلتحق بقضية الامام المعصوم عليه السلام ) انتهى كلام المرجع ، حيث ان من يدقق في هذا الكلام يجد ان فيه علاقة متينة وهدفاً واحداً يراد تحقيقة من قبل كلا المرجعين في المجتمع كي يكون الركيزة الاساسية في السير للوصول الى الهدف المنشود وهوالالتحاق بالامام المهدي المنتظر( عليه السلام ) ، وبخلافه فأن المجتمع سوف تقيده الفتن ومضلات الفتن وتتلاعب به ايادي المكر والخديعة ومن تلبس بزي الدين والمذهب واصبح حاميا للمذهب والعقيدة ثم يغرقه في بحر الظلم والظلمات ، وسوف يقف بوجه إمام زمانه الذي ينتظره كما وقفت اجداده من قبل بوجه امام زمانهم وهو الامام الحسين ( عليه السلام ) ، ورواية ارجع يبن فاطمة لا حاجة لنا بك ، سوف تطبق وسوف يسمعها الموالي ولم يحرك ساكنا امامها ، بل سيصبح من المرددين لها بوجه الامام ، كما سمعها من شارك في قتال الامام الحسين (عليه السلام ) وهم ينادون يابن فاطمة ، اذن فما هو الاساس في الاتباع الذي قسم عليه المرجع الصرخي الحسني بهذا القسم العظيم ، واعتقد ان الجميع يعلم بان الامام (عليه السلام ) سوف يرفض من قبل الكثير من العلماء والمجتمع وانه سوف يأتي بدين جديد على العرب شديد ، والامام في احقيته واحقية دعوته لا يملك ألا الدليل والمناظرة وهما امران مرفوضان من قبل الجميع ، لانهما أمران يكشفان المقابل على حقيقته ، وسوف يسوفونها ويضعفونها ويقللون من شأنها ويشككون فيهما ، كما حدث هذا الامر مع الشهيد الصدر الثاني والسيد الصرخي الحسني ، ومن هنا ومن هذا المنطلق ونتيجة هذا الرفض تجد الامام يسند ظهره الى الكعبة ويقول (من حاجني فالله فأنا اولى الناس بالله ومن حاجني في محمد فأنا اولى الناس ... الخ المحاججة ) اذن فالدليل هو المنجي وهو من يوصل الى الامام ،وبخلافة لا تتحقق تلك الاحلام ولا تتحقق تلك الاماني ، واليوم نرى الناس تسيّرها العواطف والميولات والرغبات ، فتعطيها الدليل والحجة والبرهان وتحتج عليك برأي الشارع واتجاه الناس ورغباتها واستحسانها !!، واصبح الناس ينظرون و يتعاملون بعين العصبية والعداوة ولا يتعاملون بالعقل والتعقل والتحليل المبني على الادلة الشرعية والاخلاقية والعقلية ، فكيف يريد لنفسه وشخصه ان يلتحق بالامام وينصره ويطالب بثأره !، وهو يقف بوجه الدليل وهو اليوم الفيصل بين الحق والباطل .ألا يعلم الموالي بأن راية الامام اذا رفعت لعنها من في الشرق ومن في الغرب ، فلماذا وكيف يحصل هذا الاجتماع الباطل على امر او قضية ينتظرها الجميع ويدعوا لها ، فأين هم عشاق الامام من هذا الاجتماع ، الا يدل هذا على وجود تلاعب ومكر وخداع في وضع المقدمات الحقيقية لنصرة الامام ، ورفض الدليل ورفض المناظرة هي تغييب واخفاء وتسويف المقدمات الحقيقية للنصرة ومعرفة الامام (عليه السلام ) .