لماذا ننادي بقيادة الاعلم ؟
سليم العكيلي
ان محاولات تسفيه قضية الاعلم والتقليل من اهمية قيادته في المجتمعات الاسلامية ، له مخطط عدواني بحد ذاته بل انه مؤامرة كبرى يروم من خلالها بعض المتأمرين والمغرضين والمعادين للاسلام والمذهب تضعيف ومن ثم هدم القاعدة المتينة والرصينة التي وضعها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) لحماية المسلمين وامانهم ونجاتهم بل وتقدمهم ، حيث ان تقديمه لامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام ) والاشارة اليه في كل محفل من محافل المسلمين وتوجه الناس لاطاعته واتباع اوامره باعتباره الولي والاعلم والاصلح والمؤهل بعد رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) كما في قوله «أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب» وقال «أعلم أمتي بالسنّة والقضاء بعدي علي بن أبي طالب» وقال كما روت العامة والخاصة قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (أقضاكم علي) والقضاء هو الفقه فهو اذاً أفقههم ،وهنا تقديم علي (عليه السلام ) لم يكن لسبب القرابة ولا الرغبة ولا الميول وانما كان التقديم لسبب الاهلية والاعلمية ، وباستطاعته ومن خلال مؤهلاته يمكنه الحفاظ على الامة ومسيرها وتقدمها ، والجميع يعلم بالنتائج التي انعكست بعد ازاحة الامام عن منصبه وكيف ان الامة قد سلكت طرق شتى وقد ساء وضع الكثير من المسلمين بعد ذلك ، وهاهي نفس تلك المؤامرات اليوم ازاحة العديد من العلماء الربانيين عن الساحة العلمية وقيادة المجتمع ، فمنهم من تم تصفيته ومنهم من يعاني اليوم من تلك المؤامرات ، والذي ساعد على نجاح تلك المؤامرات هو خضوع الناس وقبولهم بأي قيادة دينية مهما كانت مكانتها العلمية ومساواتها مع جميع العلماء من الجانب العلمي اهمالا منهم ومسامحة ، وهكذا امر هو من خذل القيادات الحقيقية المتمثله بالاعلم للوصول الى قيادة المجتمع وانقاذه ، ونسي الناس وتناسوا ما جاء به الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) وال بيته (عليهم السلام ) وما اشار اليه العلماء في رسائلهم العملية بوجوب تقليد الاعلم ، لان الاعلم هو الادق والاصوب والاقدر في تحديد الحكم الشرعي واعطاء الموقف العملي لكل حادثة ، وان من مساوئ تعدد القيادات يؤدي الى ضعف الامة وتفرقها وتشتتها، وما نراه اليوم هو اصدق مثال على تفرق الامة وتشرذمها وبغض بعضها للبعض الاخر من حيث عدم الاتفاق على ابسط الامور ، وقد روي عن صادق ال البيت (عليه السلام ) ( ماولت امة امرها رجلا قط وفيهم من هو اعلم منه الا لم يزل امرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا الى ما تركوا ) ، وهذه الرواية خطرة وتشير الى هلاك الامة وانحدارها بسبب تقديم غيرالاعلم ، فكيف بها وكما يقول السيد المحقق الصرخي الحسني اذا قدمت من ليس اصلا بمجتهد او بعالم ! ، وقد نقل عن فيلسوف العصر الشهيد السعيد محمد باقر الصدر( رضوان الله تعالى عليه ) انه قال في القيادة ( ان القيادة لاتصلح إلا لنبي او وصي نبي او مرجع اعلم جامع للشرائط ) ، لذلك فلابد للانسان المؤمن ان لايكون ازدواجيا في ايمانه وان لايكون ايمانه كايمان اليهود يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ، ومن هناك نستنتج انه لا نجاة لنا ولا خلاص لنا إلا بقيادة الاعلم ومن دونه فالامر سفال في سفال وكما تشاهدون ، لهذا ننادي ونطالب دائما وابدا بقيادة الاعلم .