خدمة الإسلام من السيد الشهيد باقر الصدر الى المحقق السيد الصرخي دائمة
سليم العكيلي
لقد اختلطت وامتزجت مشاعر الحزن والالم واللوعة والانيين مع مشاعر الفرح والسرور والفخر والاعتزاز ،لما قدمه ذلك العملاق الثائر والمفكر الكبير وفيلسوف العصر محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه ) من علوم ومنافع وتراث رائع اغنى بها المكتبة الاسلامية من خلال بحوثة وكتبه واراءه في مختلف المجالات السياسية والحوزوية والاقتصادية والفلسفية وغيرها من المجالات ،تلك الشخصية التي انبهرت لها مكونات كثيرة وشخصيات مختلفة وعلى مستوى رؤساء دول عربية واسلامية ، بل وتجاوزة الى اوربا والغرب ، نتيجة لعبقرية وفكر هذا الرجل ، لكن للاسف الشديد لم نجد الانصاف الحقيقي ولا الشكلي لهذا الرجل من السلطة الحاكمة وممن كان يعيش معهم ويحمل همومهم ومعاناتهم ، حيث لم تكن السلطة هي الجهة الوحيدة في معاناته وهمومه بل ان هناك من الاوساط العلمية والحوزوية من عمل ضده وحارب افكاره ومشروعه ومرجعيته ، وقد وجدت السلطة من ذلك العداء والنصب فرصة سانحة للقضاء عليه والتخلص من اخطاره وافكاره المعارضة للنظام الحاكم ، وما ينقله الشيخ محمد رضا النعماني عن التقارير التي كانت ترفع من قبل بعض الاشخاص الى القيادة بشكل مباشر ، هي الاخطر على سماحة السيد الشهيد الصدر كما ذكرها فاضل البراك ( مدير الامن العامة في الكوفة ) للشهيد عند اعتقاله , محمد باقر الصدر المعروف بنضاله ومقارعته للبعث الكافر ، كان يتهم بالعماله والخيانة من قبل بعض رجال الدين ويعتبرونها مسرحية دبرها له البعثيون وهو يمثل دور البطل فيها ، والغرض منها اعطاؤه حجما كبيرا في اوساط الامة ، ويخاطبونه اننا نعلم بانك عميل لامريكا ولن تنفعك هذه المسرحية ، يقول النعماني رأيت الشهيد الصدر قابضا على لحيته الكريمة وقد سالت دمعه وهو يقول ( لقد شابت هذه من اجل الاسلام ، افأتهم بالعمالة لامريكا وانا في هذا الموقع ؟!!) هكذا كان ُيُعامل شهيدنا الصدر من قبل الدولة والاوساط الحوزوية ، يقول الدكتور زكي نجيب محمود المفكر المصري الشهير ( ان اعدام مفكر ساهم في تنمية العقل العربي الاسلامي ، تثير لدينا مشاعر التقزز والاشمئزاز ، فالدول المتقدمة تكرم افذاذها ، اما العراق فيعدم مفكريه ) ، ان الخط التكفيري والعدواني الذي كان في زمن الشهيد الصدر الاول لازال الى اليوم يسير بمخططاته التكفيرية والتسقيطية ومن ثم التصفيه الجسدية للعلماء والقادة الربانيون في العراق ، وما جرى للشهيد الصدر الثاني (قدس الله سره ) ماهي الى تكملة واستمرار لذلك المخطط الاجرامي الخبيث ، وما يعانيه اليوم المرجع والمحقق والمفكر الاسلامي الكبير السيد الصرخي الحسني وتعرضه للعديد من محاولات القتل والتصفية الجسدية ، شاهدا على خطورة تلك العصابات الاجرامية التي عشعشت بداخل الحوزة العلمية وتجذرت فيها ، واصبحت خطرا محدقا بكل انسان وعالم وطني شريف يريد الخير للاسلام والمسلمين ، لكن حساباتهم المادية التي تصور لهم ان تصفية العلماء الربانيين هي بمثابة انهاء وجودهم في هذه الدنيا ، فنسوا ان القتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة ، وان في بعض تلك الدماء ما تحيي به الامم ويحفظ به الدين وتعلوا به الاصوات لتتحول الى ثورات تهتز لها عروش الظالمين جيلا بعد جيل ، فسلاما لك باقر الصدر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا .