الأستاذ المحقق ..الحوار العلمي ينقذ الأمة من الظلام والضلال
سليم العكيلي
لقد رسم لنا القرآن الكريم آداب الحوار وضوابطه وأساليبه ، وجعل من تلك الضوابط والأساليب الكلمة الطيبة والحكمة والموعظة الحسنة للوصول إلى أفضل النتائج وأنفعها ، حيث قال تعالى في سورة النحل ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(2) وهذه الآية تشير إلى كيفية إدارة الحوار بالطرق العلمية والتربوية والأخلاقية ، بعيدًا عن التعصب والغلظة والتهجم ، هكذا حوار وهو يقع مع غير المسلمين ،فكيف إذا كان الحوار بين المسلمين أنفسهم ، والجميع يعرف أهمية وعظمة ذلك الحوار للارتقاء والوصول بالأمة إلى أفضل المستويات والأخذ بها إلى أفضل طرق الحياة والنجاة ، ولايمكن تحديد ذلك الحوار في زمان معين ، بل قضية الحوار والنقاش العلمي تبقى قضية حاضرة وفاعلة ومستمرة في كل وقت وزمان ، ففيها حياة المجتمعات وفي ساحاتها يظهر العلم ويرتفع العلماء ، كيف لا وهي تظهر لنا قدرة وامكانية وكفاءة القادة والمتصدين ، فيخشاها من تلقف القيادة بمكر وخداع ، ويرغب فيها من عمل بالعلم والفكر والابداع ، لذلك تجد الحوار والنقاش العلمي من أفضل الطرق والوسائل الموصلة إلى الحق وصاحب الحق ، فالكثير من الناس اختلطت عليهم الأمور وأصبحت لاتميز بين الحق والباطل وبين الصادق والكاذب وبين الدليل والشبهات ، بسبب التراشقات وتبادل التهم وسوء الظن ، ومن أجل حسم تلك الأمور ورفع تلك الشكوك وإيضاح ذلك الاختلاف وأسبابه ومناشئه ، يأتي الحوار العلمي هو الحل الأمثل في حسمها وانهائها وبشكل مباشر وصريح ، لكنك تجد بأن أتباع الشيطان ومطاياه يحاولون قدر الامكان توجيه تلك القضية نحو الظلام والضلال والتفكيك والانحلال ، وقد أشار المحقق السيد الصرخي الحسني إلى ذلك الأمر في مقتبس من بيان (56) وحدة المسلمين في نصرة الدين حيث قال :( تبقى قضية الحوار والنقاش العلمي فاعلة وحاضرة ، ويبقى الشيطان ومطاياه فاعلين من أجل حرف القضية عن مسارها الإسلامي الرسالي الفكري الأخلاقي إلى مسار العناد والمكر والخداع والنفاق ، فيوجهون القضية نحو الظلام والضلال والتفكيك والانشطار والتشضي والفرقة والصراع والضعف والذلة والهوان الذي أصاب ويصيب الأمة الإسلامية من قرون عديدة ) انتهى كلام المحقق الصرخي ، إذا فإن هناك نصب وتربص بكل حوار ونقاش علمي يراد منه إعلاء كلمة الحق وقادة الحق والأخذ بأيد المسلمين إلى وحدة الصف وبر الأمان وسعادة أبدية في ظل قيادة حقيقية تتمتع بالعلم والاخلاص والإيمان .