الشجاعة صفة من صفات حُسين العصر وأتباعه ... المحقق الصرخي إنموذجًا
سليم العكيلي
إن للجرأ ة والشجاعة دوراً كبيراً في تعميق الايمان في نفوس الاشخاص وتطبيقه ، حيث أن تطبيقات الشريعة الاسلامية بأصولها وفروعها تحتاج الى جرأة وشجاعة رغم انها تكون متفاوتة نتيجة الاختلاف في الازمنة او في الامكنة اوفي الظروف اوالمواقف المختلفة فهي التي تحكم بمقدار الشجاعة التي يمتلكها الانسان المؤمن ، لكنها تعد بداية الانطلاق للعمل الصالح والدعوة له ، فمثلا فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة تحتاج الى شجاعة في تطبيقها والعمل بها من قبل المؤمنين ، ولكننا نراها اضعفت وابيدت وكانما لم يحذرنا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) في خطورة تركها وعدم العمل بتلك الفريضة العظيمة حيث قال (لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات، وسلط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء) ، وكذلك في قضية عدم الركون للظالمين كما جاء في قوله تعالى (“وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ) (113) ويقول (صلى الله عليه واله وسلم ) ( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ) ، والكثير من الايات والاحاديث التي تحتاج الى االجرأة والشجاعة في تطبيقها ، وقد سطر لنا التاريخ الاسلامي العديد من الابطال والقادة الشجعان واصحاب القلوب المؤمنة التي لاتخشى في قول الحق وتطبيقة لومة لائم ، فما سطره رسول الله واهل بيته (عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام) في نشر تعاليم الاسلام اروع البطولات واجملها التي نستلهم منها الدروس و العضة والعبر ، وهناك الكثير من الشخصيات الاسلامية في العصور السابقة ام الحاضرة التي جعلت قلوبها على الاكف من اجل تطبيق الشريعة الاسلامية فقارعة شتى انواع الظلم وواجهة اعتى انواع الطواغيت وجاهدت بكل ما تملك من اجل الاسلام والمسلمين ، وخير مصداق ومثال للشجاعة في عقدها الاخير هو سماحة السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه ) ومواقفه المعروفة في مواجهة النظام البعثي ، حيث لم يهتز ولم يتراجع عما يعتقد به رغم تعرضه لمختلف انواع التعذيب والالم والتهديد بالقتل ، وفتوته المعروفه ( لو كان اصبعي بعثيا لقطعته ) دليل على قوة القلب وصلابة الايمان ، وكنا نتمنى ان نرى خليفة حقيقي لهذا الرجل العظيم والعملاق في عصرنا هذا ، طبعا الشهيد محمد باقر الصدر لم يعرف بشكل كبير للناس ألا بعد ان اريق دمه بسبب خذلان القريب وقلة الناصر والتسقيط الاعلامي ، ولكن سبحان الله ، لابد من وجود حسين عصر يمثل الحق في كل زمان ويزيد الفاسق الذي يمثل الباطل والشيطان في الجهة المقابلة ، ولكن ليس كل من عرف الحسين التحق به ، فهناك الكثير قد وضع امامه العديد من الحجج والاعذار والاسباب الواهية كي يتخلف عنه ، فطريق الحسين طريق تضحية والتضحية تحتاج الى شجاعة ، كذلك طريق حسين العصر فهو طريق خطر ويحتاج الى جرأة وشجاعة لذلك نجد التخلف والابتعاد ، وهذا ما جعل الحق يتأخر في ظهوره ويستفحل الباطل واهل الباطل على الناس ومقدراتهم ومعايشهم ، ولكن حسيننا اليوم من نوع اخر ، فقد اخذ فكر وعلوم وشجاعة وعبقرية محمد باقر الصدر من جانب ومن جانب اخر افشل جميع المخططات المحلية والاقليمية والدولية التي ارادت الاطاحة به باذن الله ، من خلال ذكاءه الحاذق وتدبيره ومعرفة نوايا المقابل ، ذلك هو المرجع الاعلى والمحقق الكبير السيد الصرخي الحسني (دام ظله ) ، وماتعرض له في الاعتقال والحكم عليه في الاعدام في زمان الطاغية المقبور ، وكذلك ماتعرض اليه في الاعتداء الامريكي والبولندي على برانية في كربلاء ، وكذلك ماتعرض له من قصف داره وبرانيه بالطائرات ، دليلا على قوة وشجاعة وصلابة هذا الرجل ، ومدى الرعب الحقيقي الذي احدثه في قلوب تلك الانظمة والحكومات المختلفة ، هذا الرجل الذي ربما يكون الفتح على يديه ، وربما يكون ثمرة جهود العلماء الحقيقيون في اعداد الثلة المؤمنة وتهيئة المقدمات الحقيقية لذلك الظهور المقدس ، فالعلم الذي يملكه والمعرفة التي يحملها والتدابير التي يتخذها والاصلاح الذي يرفعه والتربية الروحية التي ينادي بها وربى بها انصاره ، وفشل جميع الشبهات والمخططات وانقلابها على اصحابها ، لهي اكبر دليل وبرهان ومؤيد على ان هذا الرجل هو حسين العصر وواجب الاتباع قال الله عز وجل: . (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) سورة النحل آية (43)