النظام الاسلامي هو النظام الوحيد الذي يحقق السعادة الحقيقية للبشرية
سليم العكيلي
مهما بلغ عقل الانسان من الفهم والنضوج والتكامل ، فأنه يبقى عاجزا وقاصرا وغير قادرعلى وضع دستور وقوانين وضوابط يستوعب من خلالها جميع متطلبات تلك الحياة الدنيوية وبجميع اشكالها وجوانبها وتفرعاتها ، وهو عاجزة ايضا عن تأمين مستقبل امن وحياة مطمئنة وتلاحم حقيقي بين ابناء البشر ، والاسلام والشريعة الاسلامية هي الوحيدة القادرة على تحقيق تلك السعادة وذلك الاطمئنان الذي تحتاج اليه البشرية ، من حيث ان النظرة المادية البحتة التي تنظر اليها بقية الانظمة الراسمالية والاشتراكية هي نظرة ناقصة في مفهوم فلسفة الحياة وفي مفهوم فلسفتها المادية ايضا ، ومن يطلع على تلك الانظمة يجد النقص الواضح والفجوات الكثيرة التي يستغلها اصحاب النفوس الضعيفة واصحاب النفوذ والمناصب ، وكذلك انها تفتح المجال الى انتشار حالات التفسخ والميوعة والانحلال الخلقي بين ابناء المجتمع ، لذلك فأن السبيل الوحيد الذي يمكن للعالم سلوكة لدرء الخطر عن الانسانية ومستقبلها هو تطوير المفهوم المادي للحياة ، وهذا هو السبيل الذي سلكه الاسلام ، وكما جاء في كتاب (فلسفتنا باسلوب وبيان واضح ) لسماحة المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني حيث قال في تطوير المفهوم المادي للانسان عن الحياة وهذا السبيل هو الذي سلكه الاسلام ، ايمانا منه بأن الحل الوحيد للمشكلة هو تطوير مفهوم المادي للانسان عن الحياة ، فلم يبتدر الاسلام الى مبدأ الملكية الخاصة ليبطله وانما غزا المفهوم المادي عن الحياة ووضع للحياة مفهوما جديدا ، واقام على اساس ذلك المفهوم نظاما لم يجعل فيه الفرد ألة ميكانيكية في الجهاز الاجتماعي ولم يجعل المجتمع هيئة قائمة لحساب الفرد ، بل وضع لكل منهما حقوقه وكفل للفرد كرامته المعنوية والمادية معا ، فالاسلام وضع يده على نقطة الداء الحقيقية في النظام الاجتماعي للديمقراطية وما اليه من انظمة ، فمحاها محواً ينسجم مع الطبيعة الانسانية ) انتهى كلام المحقق ، اذا فالعقل القاصرالذي لم يستوعب الحياة ، والنظرة المادية التي جعلت منها تلك الانظمة هي الاساس والمرتكز في تحقيق الرفاهية للمجتمع والانسانية ، هي نظرة قاصرة وذات منظور ضيق لايستوعب تلك الحياة البشرية بكل جوانبها ، لذلك تجد التفاوت الكبير بين الناس في هذه الحياة ، وتجد الثروات مكدسة ومتضخمة عند بعض الاشخاص ، بينما تجد الحاجة والعوز والفقر هو السائد بين طبقات المجتمع .