المحقق الصرخي - حبُّ عليّ اتّباع لأخلاقه وعطفه
بقلم احمد الحياوي
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
إن عدالة علي- عليه السلام- التي نشأت من العدل الإلهي و سعيه لتطبيقه، قد أصبحت نموذجًا واضحًا لكل القادة و طلاب العدالة على مر القرون، و مصداقا مشرفًا للإنسان المسلم المتكامل الذي يستطيع أن يكون قدوة في جميع المجالات و خاصة في مجال الحكم والسلطة ، و نرى ذلك القدوة العظيمة يعرف نفسه بقوله: «إنما مثلي بينكم مثل السراج في الظلمة يستضيء به من ولجه، فاسمعو ـ أيها الناس ـ و عو، و أحضروا آذان قلوبكم تفهموا»وهذا السلوك الطبيعي السامي لأمير المؤمنين هو كان نتاج تربية الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم-، قد أشار عليه السلام إلى ذلك بأن الرسول الاكرم قد احتضنه طفلا و رباه كما في خطبته- عليه السلام- القاصعة. حيث يذكر أمير المؤمنين ويقول { وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَيَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَلَا يَرَاهُ غَيْرِي وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ-صلى الله عليه وآله وسلم- وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَتَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَلَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وَإِنَّكَ لَعَلَى
العدالة العظيمة التي سنها أمير المؤمنين ومولى الموحدين لكان لزاماً علينا أن نكتب كتب بل وحتى مجلدات والتي حتى تلك لا تحيط بهذا المحيط العظيم لعدل وعلم الإمام علي-عليه السلام- ولكن فقط نقول أن العدالة والمساواة كانت نصب عينيه وكانت ملازمة له في وجوده وكيانه ولهذا جاء في قوله «في العدل صلاح البرية»لتأتي أقواله في العدل :«في العدل الاقتداء بسنة الله و ثبات الدول»..وقال- عليه السلام-: «العدل حياة و الجور هلاك -يامن تحبون علي-عليه السلام- هل سرتم على سيرته وهل أنفقتم مثل مانفق وهل جمعتم من زاد الآخره غيرمتاع الدنيا ! وهل أصبحتم وأمسيتم راضين بقضاء الله وحكمته يامن تدعون العدالة !!وقد بلغ في زهد وعدل أمير المؤمنين مالم يؤت به أحد من الأولين والآخرين بعد رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-
ياأيها المنقلبون على دينكم من المتكبرين الكافرين يامن ادعيتم الإسلام أخزاكم الله في الدنيا قبل الآخرة ويامن ختم الله على قلوبهم النار والذل وأبعدهم عن الفردوس بسوء أعمالهم بماذا غدًا سوف تواجهون الله- عز وجل- !!هل على كثرة جرائمكم ضد الإنسانية !! أم على سبيكم العباد!! أم على التهجير و التشريد !!أم على النفاق والحرام والفساد وتزييف الحقائق !!
يقول المحقق الصرخي-دام ظله-
يا من تتبعون التكفيريين والخوارج والنواصب والدواعش، التفتوا إلى أنّ حبّ عليّ المقرون بالعمل الصالح والتقوى هو المنجي، وحبّ عليّ يعني اتّباع نهجه وأخلاقه ورحمته وعطفه وعدالته وأبوّته- عليه السلام-، فإذا كان عليّ لم ينتقم من قاتله فكيف تفجّرون أنفسكم بين الأبرياء وتقتلون الأطفال والنساء، التفتوا إلى أنفسكم ولا يُخدع أحدكم بكلمات يُراد بها التغرير والانحراف والضلال، التفتوا إلى هذا.انتهى كلام الأستاذ
مقتبس من المحاضرة {8} من بحث: (ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد) تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي لسماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله-
8 ذي القعدة 1437هـ - 12 / 8 / 2016م
و أخيرًا أقول «ما ضرك أيتها الأيام لو جمعت قواك و طاقاتك فأنجبت في كل زمان إنسانا كعلي-عليه السلام- في عقله و روحه و نفسه، في كلامه و بيانه، و في قوته و شجاعته.
https://bit.ly/2KHNTXb