بقلم أحمد الحياوي
لقرون وأعوام قد خلت ونحن نعيش في ضعف وأوهام شتى لازمتنا وعاصرت الحياة دهرا الى يومنا هذا فالبعض لا يميز بين الحقيقة والوهم , وبين التغرير والاساطير, وعدم الاهتمام ومنها
قضية المحسن ابن علي عليه السلام حيث توارثت عدة أحاديث ومنها هل كان المحسن موجود! ام قد سقط او ولد ومات صغيرا ! فها هما العالمان المفيد والطبرسي رضى الله عنهما يشيران ويؤكدان لنا عن عدم وجود المحسن من الأساس ويضيف لنا ذالك الاستاذ والمفكر الاسلامي الذي لطالما عودنا ببحر علومه ووسطيته وافكاره النيره وهو يرشدنا لطريق الحق والصواب ويرفع
الغموض والشكوك عنها لما يمتلكه من قوة البصيرة والعلم والحجة والبرهان لهذه القضية وغيرها من القضايا المهمة من خلال ما تناقل عبر موقعة الرسمي في تويتر..مغردا ..
مَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف29
لا تَقلِيدَ في أصول الدّين.....لَا تَقلِيدَ فِي العَقَائِد
أمورٌ لَا تُرضِي الطّـائفِيّ وَالتّكفِيريّ مِن كُلّ المَذَاهِب!! لَكِنّها تُوافقُ وَاقِعَ وَسَطِيَةِ الدّينِ وَالضّمِير وَالأخلَاق
الحَديثُ طَوِيلٌ عَن [المحسن]بن أميرِ المُؤمنِين(عَلَيه السّلام)، فَهوَ بَينَ مَن يُنكِر وجودَه أصْلًا، وَبَينَ مَن يَقولُ بِوِلَادَتِه وَوَفَاتِه فِي حَيَاةِ جَدِّهِ رَسولِ الله(عَلَيه وَعَلَى آلِه الصّلَاة وَالسّلام)، فَإثبَاتُ كَونِه سُقْطًا يَحتَاجُ لِلكَثيرِ مِن المَؤونة!!وَأكتَفِي بِبَعْضِ الإشَارَات:
أوّلًا: البَعْضُ يُنكِر وجودَ المحسن:
أـ الشّيخ المُفِيد(رض) يَتَبَنّى القَولَ بِعَدَمِ وجودِ المحسن، حَيث قَالَ فِي الإرشَاد:{أولادُ أميرِ المُؤمنِينَ (صَلواتُ الله عَليهِ) سَبعَةٌ وَعشرونَ وَلداً ذَكَراً وَأُنثَى: الحَسـنُ وَالحُسَـينُ وَزَينَبُ الكُبرَى وَزَينبُ الصُّغرى(أمّ كلْثوم)، أُمّهم فَاطمَةُ البَتولُ سيِّدةُ نسَاءِ العَالَمِينَ(عَلَيهَا السّلام)}!!
ب ـ الوَاضح جِدًّا أنّ مَبنَى المُفِيد(رض)، النَّافِي لِوجودِ المحسن، يُبطِلُ يَقِينًا دَعوَى الإجمَاع عَلَى وجودِه!!
جـ ـ فِي آخِرِ المَطلَب وَبَعدَ أن انتَهَى مِن ذِكْرِ جَمِيع أولَادِ أمِيرِ المُؤمنِينَ(عَلَيه السّلام)، قَالَ الشّيخُ المُفِيدُ(رض):{وَفِي الشِّيعَةِ مَن يَذكرُ أنّ فَاطِمَةَ(صَلَوَاتُ الله عَلَيها) أسقَطَتْ بَعدَ النّبِيّ(صَلّى الله عَلَيه وَآلِه وَسَلّم) وَلَدًا ذَكَرًا، كَانَ سَمّاه رسولُ اللّهِ(صَلّى الله عَلَيه وَعَلَى آلِه وَسَلّم) مُحسنًا، وَهوَ حَمْلُ}، وَهَذا يؤكّد بُطلانَ ادّعَاء الإجمَاع الشّيعِي عَلَى وجودِ المحسن!!
د ـ إضَافةً لِنَفْيِ الإجمَاع، فَإنّ قَولَه{ وفي الشِّيعَةِ من يَذكرُ..} يَدلّ بِوضوحٍ عَلَى قِلّةِ وَضَعْفِ مَن يَقولُ بِوجودِ المحسن!! بَل لَـم يَنْسُـبْه إلَى عَالِمٍ، وَلَا يَرتَقِـي أن يَكونَ روَايَة أصلًا!!
هـ ـ بَعدَ أن ثَبَتَ بُطْلَان الإجْمَاع عَلَى وُجودِ المحسن، فَإنّه وَبِالأوْلَوِيّة القَطْعِيّة يَثبُتُ بُطلانُ الإجْمَاع عَلَى إسْقَاط المحسن!!
وـ الأوْلَى مِن كُلّ ذَلِك.....يَثبُتُ بُطْلانُ الإجْمَاع عَلَى.....إسْقَاطِه فِي حَادِثَةِ بَيْتِ الزّهرَاء(عَلَيها السّلام)!!
ز ـ فِي تَضْعِيفِ وَتَوْهِينِ القَوْلِ والقائلينِ بِوُجودِ المحسن...لَم يَكْتَفِ الشّيْخُ المُفِيدُ بِالقَولِ{وفي الشِّيعَةِ من يَذكرُ}...بَل زَادَ عَلَيه{ فَعَلَى قَوْلِ هَذِهِ الطّائِفَةِ} وَهُوَ تَأكِيدٌ عَلَى الضّعْفِ وَالوَهْنِ الّذِي لَا يَرتَقِي لِرَأيٍ مُحتَرَمٍ وَلَا لِرِوَايَةٍ وَلَو ضَعِيفَة تَستَحِقّ الذّكْرَ أو الإشَارَة!!
قَالَ:{أوْلَادُ أمِيرِ المُؤمنِينَ (صَلواتُ الله عَلَيهِ) سَبعَةٌ وَعشرونَ وَلَدًا ذَكرًا وَأُنثَى...}، وَبعدَ أن ذَكَرَ أسمَاءَ الجَمِيع وَبَعْضَ مَا يَتعَلّق بِهم، قَال:{وَفِي الشِّيعَةِ مَن يَذكرُ أنّ فَاطمَةَ (صَلَوَاتُ الله عَلَيها) أسقَطَتْ بَعْدَ النّبِيّ(صَلّى الله عَلَيه وَآلِه وَسَلّم) وَلَداً ذكَراً، كَانَ سَمّاه رَسُولُ اللّهِ (عَلَيه السّلام) مُحسنًا، وَهُوَ حَمْلُ، فَعَلَى قَوْلِ هَذهِ الطّائِفَةِ أوْلادُ أَميرِ المُؤمنينَ(عَلَيه السّلام) ثَمَانِيَةٌ وَعشرونَ }[الإرشاد1]
ح ـ عَلَى مَبْنَى الشّيْخ المُفِيد بِضعْفِ وَوَهْنِ القَوْلِ بِوُجودِ المحسن...فَإنّه وَبِالأولَوِيَة القَطعِيّة..... يَثْبتُ ضَعْفُ وَوَهْنُ القَوْلِ بِإسقَاطِ المحسن، سَوَاءٌ كَانَ فِي حَادِثَةِ بَيْتِ الزّهْرَاء(عَلَيها السّلام) أو قَبْلَ ذَلِك!!
ط ـ عَلَى مَبْنَى الشّيْخ المُفِيد(رض) فِي نَفْيِ وُجودِ المُحسن..... فَإنّه يَبْطُل وَيَنتَفِي وُجودُ الإسْقَاط لِلْمُحسن، لَا فِي حَادِثَةِ بَيْتِ فَاطِمة(عَلَيْها الصّلاة وَالسّلام) وَلَا قَبْلَ ذَلِك!!.....فَتَكون القضيّةُ مِن السّالِبَةِ بِانْتِفَاءِ مَوضُوعِها!! وَإثَارَة العَوَاطِف بها تَعْنِي التّغْرِيرَ وَالخُرَافَة!!
ثَانِيًا ـ الطّبرسِيّ يُطَابِقُ المُفِيد فِي نَفْيِ وُجودِ المُحسن:
أـ عَلَى نَفْسِ مَنْهَجِ وَمَبْنَى الشّيخ المُفِيد سَارَ الشّيخُ الطّبْرسِي فِي نَفْيِ وُجُودِ المُحسن، حيث قال{الحَسَن وَالحُسَين وَزَيْنَب وَأمّ كلثوم، اُمّهم فَاطِمَةُ(عَلَيهم السّلام)}.....وَفِي المُقَابِل قَد قَلَّلَ وَضَعّفَ وَوَهّنَ القَائِلِين بِوُجودِ المُحسن وَإسْقَاطِه، فقَالَ:{وَفِي الشّيعَة مَن يَذْكرُ أنّ فَاطِمَة(عَلَيها السّلام)أسْقَطَت ذَكَراً}!!
بـ ـ قَالَ الطّبرسيّ:{فِي ذِكْرِ أوْلَادِ أمِير المُؤمنِينَ(عَلَيه السّلام): وَهُم سَبْعَةٌ وَعشرونَ وَلَداً، ذَكَراً وَأنثى: الحَسَن وَالحُسَين وَزَيْنَب الكُبْرَى وَزَيْنَب الصّغْرَى(أمّ كلثوم)، اُمّهم فَاطِمَةُ البَتولُ بِنت سَيّد المُرسَلينَ(صَلَواتُ الله وَسَلامُه عَلَيه وَعَلَيهم أجمَعِين)}
جـ ـ بَعْدَ أن ذَكَرَ أسماءَ الإنَاث وَالذّكور، مَن أعقَبَ وَمَن دَرَج، وَاخْتَارَ ذَلِك وَبَنَى عَلَيه...فَإنّه فِي المُقَابِل قَد أشَارَ إلَى قِلّةِ وَضَعْفِ وَوَهْنِ القَوْلِ وَالقَائِلِين بِوُجودِ المُحسن وَإسقَاطِه، قال:{وَفِي الشّيعَة مَن يَذْكرُ أنّ فاطِمَةَ أسْقَطَت بَعدَ النّبِيّ(صَلّى الله عَلَيه وَآلِه وَسَلّم) ذَكَرًا، كَانَ سَمّاه رَسولُ الله(عَلَيه وَعَلَى آلِه الصّلاة وَالسّلام)مُحسنًا، وَهُو حَمْل}[إعلَام الوَرَى]
د ـ بِذَلِكَ، ينْكَشِفُ مَبْنَى العُلَمَاء وَسِيرتُهم فِي نَفْيِ وُجودِ المُحسن، المُستَمِرّ لِثَلَاثَةِ قرونٍ هِجْرِيّة(الرّابِع وَالخَامِس وَالسّادِس) الّتِي يُمَثّلُها المُفِيد وَالطّبرسِي!!
هـ ـ كَذَلِكَ، يَنكَشفُ نَفْسُ المَبْنَى وَالسّيرَة فِي القرون الهِجْرِيّة السّابِقَة(الأوّل وَالثّانِي وَالثّالِث) الّتِي جَاءَ مِنْهَا التّرَاث الرّوَائِي الّذِي قَرَأه وَفَهِمَه وَبَنَى عَلَيْهِ المُفِيدُ وَالطّبرسِيّ!!
ثَالِثًا ـ الإرْبلي وَأئِمّة العُلَماء وَالعُقَلاء...عَلَى نَفْـيِ المُحسن
عَلَى نَهْجِ المُفيد وَالطّبرسيّ وَالأئمّة المُعتَبرينَ قَد اخْتَارَ الإرْبلي نَفْـيَ وُجود المُحسن، حَيث بَيَّنَ فِي "كشف الغمّة2":
أـ إنّ العُلَمَاء الأئِمّة المُعتَبَرينَ قد نَفَوا وُجودَ المُحسن، قَالَ{مِن كتَاب صَفْوَة الصّفوَة وَغَيرِه مِن تَأليف الأئِمّة المُعتَبَرينَ: أنّ أولادَه الذّكور أربَعة عَشَر ذَكَرًا...الحَسَن وَالحُسَين(عَلَيهما السّلام)...وَأبو بَكْر وَالعَبّاس وَعُثمَان...وَعُمَر وَمُحَمّد الأوسَط}
بـ ـ عَن غَيْرِ العُلَماء مِمّن لَا يَستَحقّ الذِكْر، قَالَ: {وَذَكَر قَوْمٌ آخَرونَ زِيادَة عَلَى ذلك، وَذَكَروا فِيهم مُحسنًا، كَان سُقْطًا}
جـ ـ عَلَى سِيرَة العُقَلاء، فَقَد اخْتارَ قَوْلَ الأئِمّة المُعتَبَرينَ وَبَنَى عَلَيه، حَيث قَالَ:{فَالحَسَن وَالحُسَين وَزَيْنَب الكبْرى وَأم كلثوم، هؤلاء الأربَعَة مِن الطّهر البَتول فَاطمَة بِنْت رَسولِ الله (عَلَيه وَعَلَيهم الصّلاة وَالسّلام)}
ج-.....يتبع.....يتبع
الصَّرخيّ الحسنيّ
twitter: @AlsrkhyAlhasny
@ALsrkhyALhasny1
instagram: @alsarkhyalha