عَلِيّ مَع الحَقّ...عَلِيّ مَع عُمَر...عُمَر حَقّ..الْمُفَكِّرِ الْإِسْلَامِيِّ مُبَيَّنا
بقلم -احمد الحياوي
قوله تعالى :وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ.....
ورد في نهج البلاغة [ج 2 ص 505] ثناء علي على عمر- عليهم السلام- بقوله: "لله بلاء فلان ـ أي عمر ـ فقد قوم الأود، وداوى العمد، خلف الفتنة، وأقام السنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها، وسبق شرها، أدى إلى طاعته، وأتقاه بحقه"، هكذا كانت العلاقة في بهاء واعتدال بين أبي تراب والفاروق رضي الله عنهما....
نسأل الله أن نهتدي بهداهم من سلامة الصدور وحسن العلاقة والتراحم فقد ضقنا ذرعا ومرارًا مما يقال ويكتب ويوصف ضد الصحابة ومنهم عمر-رض- والقول أنه سبب كسر ضلع الزهراء -عليها السلام- وإسقاط جنينها المحسن ؟ فتلك كلها ذريعة أو حقد دفين على قيم ومعاني الإسلام ورسالة النبي السامية.. كيف يكون ذلك الاتهام بوجود أنقى وأطهر أصحاب. مع القدوة والمثل الأعلى وهو النور المصطفى الهادي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فينير القلوب ويكمل العقول ويهدئ النفوس .....فيروي لنا ابن أبي مليكه أنه سمع ابن عباس- رضي الله عنهما- يقول حين استشهد الفاروق، وضع عمر على سريره، فتكنفه الناس يدعون قبل أن يرفع وأنا فيهم، فوضع رجل فيهم منكبي، فإذا علي- سلام الله عليه-، فترحم على عمر- رضي الله عنه- وقال: ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك، وأيم الله أن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك،
لقد تجلت العلاقة الحميمة بينهما في عبقرية علي وصدق نصيحته وشدة حرصه وعظيم مودته وفي موقف أخر عندما استشار عمر الناس للخروج إلى نهاوند، حيث تجمعت جحافل الكفر والشرك لقتال المسلمين، فأبى علي- عليه السلام- ذلك وأشار على عمر- رض- بالبقاء وإرسال من يحل مكانه حفاظا على أمير المؤمنين وصونا لبيضة الإسلام والمسلمين، وخوفا من انفلات الأمر، فأخذ عمر- رض- بنصيحته، وتمسك بمشورته وأرسل النعمان بن مقرن المزني.
وبمثل ذلك أيضا أشار عليه عندما هم بالخروج لقتال الروم في معركة اليرموك قائلا: "إنك متى تسر إلى هذا العدد بنفسك فتلقهم بشخصك فتنكب لا تكن للمسلمين كافة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه فابعث إليهم رجلا مجربا، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهره الله فذلك ما تحب، وإن تكن الأخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين" [نهج البلاغة ج2 ص 309]، وعلى العكس تماما عندما طلب النصارى أن يأتي أمير المؤمنين لكتابة الصلح وتسلم مفاتيح المسجد الأقصى، فقد أشار علي على عمر بالخروج لما في ذلك من شرف تاريخي مجيد لا يتأتى لكل أحد في كل حين، مع الأمن الكامل ...ومع تلك العلاقة الحميمة اراد المبطلون تشويه تلك الحقيقية لكن من له وجدان وشعور واثر علمي هو من يوجه المجتمع لاعادة ذالك الترابط لا....
من يزيد من الفتن والافتراءات والخداع بأساطير وخرافات ليس لها أول ولا أخر...من هنا أشار العالم الْمُفَكِّرِ الْإِسْلَامِيِّ مُبَيَّنا..
عَلِيّ مَع الحَقّ...عَلِيّ مَع عُمَر(عَلَيهما السّلام)...عُمَر حَقّ]
أـ البَحْثُ غَيْرُ مَبْنِيٍّ عَلَى العِصْمَة وَلَا المِثَالِيّة المُطْلَقَة، فَالخِـلافُ مَوْجودٌ فِي أصْلِ ذَلِك وَفِي سعَتِه
بـ ـ مَورِدُ الكَلام فِي المَنهَج وَالسّلُوك العَام وَالسِّيرَة الطّويلَةِ الثّابتَة لِلعلاقَة بَيْن الإمَام وَالخليفَة، عَلِيّ وَعُمَر (عَلَيهما السّلام) وَالمُسْتَمرّة الآثار حَتّى وَفَاة عُمَر(رض) ثُمّ عَلِيّ(عَلَيه السّلام)
جـ ـ حَـادِثـة بَيْت فَـاطِمَة(عَلَيها السّلام) ، حَـادِثَـةٌ مُـنـفَـردَةٌ، وَمَسْبوقَة وَمَلْحوقَة بِسِيرَةٍ حَسنَة وَعلاقَةٍ ودّيّة وَمُتَمَيّزَة إلَى مُسْتَوَى الوزارَة وَالمَشورَة وَالنّصْح وَالمُصَـاهَـرَة
د ـ الإخلَاصُ وَالمصدَاقِيّة فِي نُصْرَةِ الدّين وَتَطْبِيقِ الأحكَام وَالسّنّة الشّريفَة، دَفَعَت الفَاروقَ عُمَر(رض) لِلْعلَاقَة الخَاصّة بالإمَامِ عَلِيّ(عَلَيه السّلام)، بِمُصاهَرَتِه واستيزاره وَمَشورَتِه الدّائمَة فِي الحُكْمِ وَالأحكَام، وَتُراثُنَا الإسْلَامِيّ مَلِيءٌ بِالشّوَاهِدِ عَلَى ذَلِك
هـ ـ مِمّا يَرجعُ إلَى مَعْنَى [عَلِيّ مَع الحَقّ] وَمُلَازَمَة الخَلِيفَة لِلحَقّ، قَالَ سَيّدُنَا عُمَر(رض): {أقضَانَا عَلِيّ(عَلَيه السّلام)}.....{أيْنَ مَفْزَعُهَا وَأَيْنَ مَنْزَعُهَا...فِي بَيْتِهِ يُؤْتَى اَلْحَكَمُ}.....{لَا أَبْقَانِي اللَّهُ بِأَرْضٍ(في بَلَدٍ) لَسْتَ بِهَا يَا أَبَا الْحَسَنِ}.....{أقْضَى الأمّة وَذو سَابِقَتِها وَذو شَرَفِها}.....{لَوْلَا عَلِيّ لَهَلَكَ عُمَر}.....{لَا عَاشَ عُمَر لِمُعْضلَة لَيْسَ لَهَا أبُو الحَسَن}.....{اللّهُمَّ لا تُنزِلَنَّ شَديدَةً إلّا وأبُو الحَسَنِ إلَى جَنْبِي}.....{يَابْنَ أبِي طَالِب، مَا زِلتَ كاشِفَ كُلِّ شُبهَةٍ، ومُوَضِّحَ كُلِّ حُكْمٍ}
[[صحيح البخاري(التفسير:سورة البقرة)، مسند أحمد(مسند الأنصار)، جمع الجوامع10للسيوطي، كنز العمال(14508)للهندي، الملاحم والفتن لابن طاووس، فضائل الأعمال لابن شاهين، المُستَدرك1للحاكم، البحار30، علل الشّرائع2للصدوق، شرح نهج البلاغة12لابن أبي الحديد، الاستيعاب3لابن عبد البر، تفسير السمعاني5، تفسير العياشي1، تفسير كنز الدقائق12، مناقب علي(ع)لابن مردويه، الطرائف لابن طاووس، فضائل الخمسة2للفيروزآبادي، تاريخ دمشق53لابن عساكر، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري، الغدير(3و6)للأميني، كنز العمال(14509) ]]
و ـ ..... يتبع..... يتبع
الصَّرخيّ الحسنيّ
twitter: @AlsrkhyAlhasny
@ALsrkhyALhasny1
instagram: @alsarkhyalhasany