الْمُفَكِّرِالْإِسْلَامِيِّ مُغرِّداً: الخَرَائج...غَثّ وَسَمِين...ضَعِيف وَغَيْر مُسْنَد
بقلم احمد الحياوي
يوجد هناك ضوابط دينية ومبادئ دنيوية ومقاييس أخلاقية تتحكم في المدح وتوجه مساره، مضيفةً عليه طابع المصداقية، ومعطيةً إياه مفهومه الصحيح، حيث أن المدح المطلوب في حقيقته هو ما كان نتيجة لفعل ما وليس مايدعو للمبالغة والمفاخرة والاستعلاء وقد قيل شعراً: إذا المرء لم يمدحه حسنُ فعاله*** فمادحه يهذي وإن كان مفصحاً ،ويكفي الممدوح أنه جعل للمادح سبيلاً إلى المدح ولكن ليس الإفراط الزائد عن المنطق والعقل، فلا يلهث وراء هذا المدح، بل يغلفه بغلاف المروءة والاحتساب، ذلك الغلاف الذي يتطلب منه البعد عن كل ما يقلل من استحقاقه للمدح ، مُحيِّياً فعله الجميل بعدم ذكره، ومعظماً إياه بتصغيره، أما المادح فمطلوب منه أن يضع المدح في إطاره المقبول والمعقول شرعاً وعرفاً، وأن يصونه عن مَنْ لا يستحقه ويحفظ ماء وجهه بالقناعة بعيداً عن ممارسات التملق والتزلف والنفاق التي ينزلق إليها بعض المادحين لعل خير ما يصور ذلك منزلة القطب الرواندي من قبل الأصفهاني وهو مادحاً الأول وكائنه يدعوا إلى إمام... ومرة يقول أنه شاعرا وكاتبا وأديبا وإلخ..؟ فحتى إن كانت منزلة ذلك الشخص عالية ، لا يجب أن يعتليها التكبر والإجلال والفخامة والعظمة ؟؟ كإن لم يخلق شخص غير ذلك المذكور.
ويقول بعد ..مدى اهتمام العلماء والباحثين والدارسين بها في العصور التالية، والمساهمة الفعالة والجادة التي قدمتها للعالم الإسلامي في مختلف عصوره؟!! وهنا هل أراد الكاتب .. أن يوسع من القاعدة الجماهيرية!؟ وعدد القراء !؟ بتلك المقدمات ؟!وأضاف الإطراء والثناء والمدح والمهارة والمبالغة !.
وهو يقطع النصوص ويضيف ويحذف ما يشاء ويقدم ويؤخر ويزيد في الكلام فهل يصلح ذلك من ناحية تجريد الخبر كما هو أو الكلام أو الحديث في غير سند ولادليل وتدليس وتغيره من أصله وهل يجوز من الناحية الشرعية والأخلاقية والعلمية ،!!؟
وهنا يطلعنا صاحب المكانة العلمية المفكر الإسلامي المعاصر بكل دقة وموضوعية ووضوح في تغريدته موضحا ما فيها من حقائق ومسائل نحن بحاجة إليها ورؤية فكرية ذات أثر علمي و ثابت بعيد المدى ...
[المُحسن وَالبَاب وَالإسْقاط...بَيْن...الحَقيقَة وَالخُرافَة وَالسّياسَة]
{مَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}[الكهف29]
[لا تَقلِيدَ في أصول الدّين...لَا تَقلِيدَ فِي العَقَائِد]
]أمورٌ لَا تُرضِي الطّـائفِيّ وَالتّكفِيريّ مِن كُلّ المَذَاهِب!! لَكِنّها تُوافقُ وَاقِعَ وَسَطِيَةِ الدّينِ وَالضّمِير وَالأخلَاق..
حَادِي عَشَر ـ [الْـجِـنّــيّـــة.....الظّـهــور الأوّل..... القَـرْن السّادس الهِجْري]:
1ـ [مُصَاهَرَة تَعْجِيزِيّة]: المُصَاهَرَةُ العُمَرِيّةُ المُبَارَكَةُ قَـد أثْبَتَت العَجْزَ، وَسَدَّت كُلَّ أبْوَابِ المَكْرِ وَالخِدَاع، وَكَشَفَت مَا عِنْدَ المُدَلِّسَةِ وَالجَهَلَةِ مِن شَعوَذَةٍ وَخُرَافَة
2ـ [الظّهور الأوّل]: أوّلُ ظُهُورٍ لِلْجِنِّيَّة كَان فِي كِتَابِ "الخرائج وَالجرائح" عَلَى يَـدِ الرّاوَندي المُتَوَفِّي سَنَة(573هـ)
3ـ [أَوْهَام شَاعِر أو سَاحِر]: لَا إشْكَال فِي كَوْنِهِ شَاعِرًا، فَرُبَّمَا يَكون اخْتِلاقُه لِخُرَافَةِ الجِنّيّة رَاجِعًا لِخَيَالَاتِ وَأوْهَامِ شَاعِر، وَإلّا فَمِنَ السّحْرِ وَالشّعْوَذَة!! قَال مُحَقّق الكتاب:{العَالِم الكَبِير، الشّاعِر...كَانَ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِن الأدَبِ وَالشّعْرِ، وَشعْره جَيّد، مُستَعذَب الألفَاظ، رَاقِي المَعاني.....عَدَّهُ العَلّامَة الأمِينِي فِي شُعَرَاء الغَدِير}[الخرائج والجرائح1]
4ـ [الخَرَائج...غَثّ وَسَمِين...ضَعِيف وَغَيْر مُسْنَد]:
أـ أن يَخْلِط الرّاوَنْدِي بَيْنَ الغَثّ وَالسّمِين، وَمَا هَبَّ وَدَبَّ، وَيَأتي بِروَايَات ضَعِيفَة وَبِلَا سَنَد، فَهَذَا شَأنُه وَلَه غَرَضُه، لَكِن اعْتِبَار ذَلِك مِن المَهَارَةِ وَالبَرَاعَةِ وَالإشْرَاقِ وَالتّألّق، فَهُوَ مِن السّخْفِ وَالاستِخْفَافِ وَالتّجّهيل، قَالَ تَعَالَى{وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ}[الإسراء72]
بـ ـ تَحَدّث الأبْطَحي الأصْفَهَاني عَن أهَمّ آثَار الرّاوندي فَقَال:{إنّ مَهَارَتَه وَبَرَاعَتَه تَظهَرَان فِي أحْسَن الوجوه إشْرَاقًا، وَأكْثَرهَا تَألّقًا....فَقَد مَهَرَ فِي عِلْمِ الحَدِيث وَصَنّفَ فِيه الكُتبَ الكَثيرَة....وَمِن أشْهَر هَذِه الكُتُب وَأكْبَرهَا: كِتَاب "الخرائج والجرائح"....وَهُو يُعَدّ مِن أعْظَم كُتُب المُعْجِزات...تَرْتِيبًا وَتَنْقِيحًا، وَتَوْثِيقًا وَإحْكَامًا، وَإحَاطَةً وَشمولًا}
[الخرائج والجرائح،تحقيق مؤسسة الإمام المَهدي فِي قُمّ، إشرَاف محمد الأبطَحي الأصفَهاني
جـ ـ حِينَمَا يَتَصَرّف أو يَتَلَاعَب بِالنّصوصِ وَالأسَانِيد، فَيُغَيّر فِي صِيَاغَةِ الرّوَايَات وَيُقَطّع المُتُون وَيَحْذِف مَا يَشَاء، وَيَبْتِر الأسَانِيد وَيَعْدِمها، فَأَقَلّ مَا يُقَال عَنْه، أنّه لَيْسَ مُحَدِّثًا وَأنّ كتَابَه لَيْسَ مَصْدَرًا لِلحَديث بَل لَيْسَ مِن كُتُبِ الحَدِيث!! وَهَذا مَا أَقَرّ بِهِ الأبْطَحي الأصْفَهَانِي لَكِنَّه دَلّسَ فَجَعَلَها مِن الإبْدَاع وَالمَهَارَة وَتَسْتَحقّ المَدْحَ وَالثّنَا!!
-]د..... يتبع..... يتبع
الصَّرخيّ الحسنيّ
twitter: @AlsrkhyAlhasny
@ALsrkhyALhasny1