بقلم أحمد الحياوي
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾
فاطمة الزهراء-عليها السلام- بنت رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-، أمُّها خديجة أمُّ المؤمنين، كانت أصغر بنات النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وكانت سيدة النساء في زمنها، والحديث لايقتصر عنها وعن بطولاتها وتقواها .
ولدت- سلام الله- عليها قبل البعثة بقليل، تزوجها الإمام علي- عليه السلام- في ذي القعدة من سنة اثنتين بعد وقعة بدر، لها من الأولاد الحسن، والحسين، والمحسن، وأم كلثوم، وزينب، أبناء علي بن أبي طالب، وكان-عليه الصلاة والسلام- يحبها، ويكرمها، ويسرُّ إليها، ومناقبها غزيرة، وكانت- رضي الله- عنها صابرة، دينة، خيرة، قانعة، شاكرة لله- عز وجل- .
السؤال المهم حول ولادة المحسن ومماته وهل أسقط بعصرة الباب أم مات صغيرًا وعن تلك القرابة والمصاهرة في عهد نبي الإسلام ؟
فيسأل العديد من الناس- ومن حقهم ذلك- لماذا أهملوا ذكر جوانب أخرى تتبع حديث الولادة والوفاة والمصاهرة بين عمر وعلي ، ولم يهملوها عند باقي الصحابة وأهل البيت ؟ فمثلاً
يذكروا لنا أصحاب المصادر سواء الفريق الذي قال أنّ المحسن كان مولوداً ومات على عهد جده, أو الذين يذكروا اسقاطه خلف الباب ؟, ولكنّهم ذكروه موجوداً ومعدوداً مع أبناء الإمام أمير المؤمنين من فاطمة : جميعاً، فنقول لهم: ما دامت قد صحت عندكم جميعاً ولادته، فلماذا تغفل مصادركم وغيرها تعيين تاريخ الوفاة أو الاسقاط_ المزعومة؟
وهكذا قالوا وقالوا: فلماذا أغفلوا جميعاً عن المصاهرة بين علي وعمر-عليهما السلام- وروح العلاقة الطيبة والتراحم حتى يتهمونه الأخير ..؟أنه السبب الذي من خلاله أسقط المحسن بعصرة الباب والمسمار؟؟وعن أيّ شيء استندوا ؟ ولماذا بقوا على هذا الموروث العقيم الفاقد للدليل والبرهان والشرعية ؟؟؟
يقول أستاذ الفكر الإسلامي المعاصر المحقق الصرخي في قضية المحسن مغردًا
[{عُمَر ـ أمّ كُلثوم ـ عَلِيّ}(عَلَيهم السّلام)…مُصَاهَرَة…تَنْسِف أسْطورَة البَاب وَالإسْقَاط]
الكَلام فِي أمور:
1ـ مُصَاهَرَة عُمَر (رَضِيَ الله عَنه) لِعَلِيّ(عَلَيه السّلام) ثَابتَة فِي كُتبِ الحَديثِ وَالسِّيَر وَالتّاريخ وَالتّراجم وَالرّجَال وَالأنساب، الشّيعِيّة فَضْلًا عَن السّنِّيّة
2ـ قَالَ الطّبرسيّ:{أوْلاد أميرِ المؤمنينَ(عَلَيه السّلام): أُمّ كُلثوم، تَزَوّجَها عُمَرُ بن الخَطّاب(رض)}[إعلام الوَرَى للطّبرسي، أعيان الشّيعة1للأمين]…..وَقَالَ ابنُ الطّقطقي:{أمّ كلثوم أمّها فَاطِمَة الزّهرَاء(عَلَيها السّلام)، تَزَوّجَها عُمَرُ بن الخطّاب(رض) فَوَلَدَت لَه زَيدًا}[الأصيلي]…..وَقَالَ الخَطيبُ: {أمُّ كُلْثُوم بِنتُ عَلِيّ(عَلَيه السّلام): أمّها فَاطِمَة الزّهراء(عَلَيها السّلام)، تَزَوّجَها عُمَر(رض) فِي السّنَة السّابِعَة عَشَرَة، فَوَلَدَت لَه زَيدًا، وَرُقَـيّـة} [الرّوضة الفيحاء للخطيب، مغاني الأخيار3للعيني انتهى كلام الاستاذ...]
ونقول هذا ابن الجوزي في صفة الصفوة نقل عن ابن إسحاق، ذكر المحسن وقوله ومات صغيراً, ولم يعقب عليه بشيء.
الدولابي (ت310 هـ) في الذرية الطاهرة نقل قول ابن إسحاق: فذهب محسن صغيراً, ولم يعقب عليه بشيء.
_ ابن حزم في جمهرة أنساب العرب) قال: وتزوج فاطمة علي بن أبي طالب فولدت له الحسن والحسين والمحسن, مات المحسّن صغيراً . وقال): ولد علي بن أبي طالب الحسن أبا محمد، والحسين أبا عبد الله, والمحسّن, وزينب, وام كلثوم. وقا) عند ذكر أولاد الإمام من فاطمة (عليهما السلام): أعقب هؤلاء كلهم حاشا المحسّن, فلا عقب له مات صغيراً جداً إثر ولادته....
#عمر_صهر_الامام_علي