- بقلم احمد الحياوي...
قال الله-عز وجل- : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ
في ظل الظروف التي نعيشها تتراكم علينا مصائب جمة منها اقتصادية ،ومنها اجتماعية ومنها سياسية ، ترافقها صعود الدولار، والأسعار والسلع والأغذية المستوردة والمحلية ،،والأمراض المستشرية وكورونا وسلالتها ،ومدارس معطلة ، وعلم متوقف ،وبطالة شبابها، ومخدرات في كل مكان وجريمة منظمة ، وقتل في وضح النهار، وعصابات ومليشيات منفلتة وسياسين سراق وتقاسم للكعكات بينهم ؟وإعلام مسيس ومأجور ، فما أغرب واقعنا العراقي فهل أصبحنا في مصيدة أعمالنا وقرارتنا ، لانفلت من قبضتها أم نحن الذين وضعنا أيدينا فيها ؟ لماذا يزداد بنا البلاء هل بفعل فاعل أم نحن الذين ارتضينا من الأساس في واقع مرير وصعوبة الحياة ونجعل الحقيقة دائمًا خلف ظهورنا...
يقول الفيلسوف المفكر الإسلامي الصرخي ،في مقدمة الكلام مبيناً بعدها على موضوعات مهمة ومنها موضوع افناء الشيوعية للفرد ومضاعفاتها الخطيرة ،وهي ضمن المبحث السادس ،من سلسلة البحوث الفلسفية ،في فلسفتنا باسلوب وبيان واضح ...فيقول
لايخفى على المجتمع الإسلامي الذي يعيش المآسي المريرة بعدما أشبع الجهل والفتن ومضلاتها والمفاسد وسوء الأخلاق والتخنث والإلحاد والتطرف والإرهاب والتشرذم والتناحر، فأصبحت الفتن والانحرافات تعصف بالمجتمع الإسلامي الذي مزقته التيارات المنحرفة وأخذته ذات اليمين تارة وذات الشمال تارة أخرى ، وجعلته كريشة في مهب الريح، إلى إن سلم عنانه لأفكار لأتمت بأي صلة إلى إنسانيته وتراثه وثقافته ...وهي تنطوي بمطلبين أولهما ":التصادم والتصارع بين الفرد والمجتمع
وثانيهما .:مضاعفات النظام الشيوعي الخطيرة ؟...
فالأول ...من السهل أن ندرك في أول نظرة نلقيها إلى النظام الشيوعي المخفف أو الكامل ، وأن طابعه العام هو افناء الفرد في المجتمع ، وجعله آلة مسخرة لتحقيق الموازين العامة التي يفترضها ذلك النظام فهو على النقيض تمامًا من النظام الرأسمالي الحر الذي يجعل المجتمع للفرد ويسخره لمصالحه ، فكأنه قد قدر للشخصية الفردية هي الفائزة في أحد النظامين وهو الرأسمالي الذي أقام تشريعه على أساس الفرد ومنافعه الذاتية
فمني المجتمع بالمآسي الاقتصادية التي تزعزع كيانه وتشوه الحياة في جميع شعبها، وكانت الشخصية الاجتماعية هي الفائزة في النظام الآخر الشيوعي الذي جاء يتدارك أخطاء النظام السابق ، فساند المجتمع ،وحكم على الشخصية الفردية بالاضمحلال والفناء فأصيب الأفراد بمحن قاسية قضت على حريتهم ووجودهم الخاص، وحقوقهم الطبيعية في الاختيار والتفكير...
أما المطلب الثاني من المضاعفات :
1-الخطيرة والجسيمة أن العلاج الذي قامت به الشيوعية على الرأسمالية له مضاعفات تجعل ثمن العلاج باهظاً ، وطريقة تنفيذه شاقة على النفس لا يمكن سلوكها إلا إذا فشلت سائر الطرق والأساليب فإن من شأن العلاج القضاء على حريات الأفراد لإقامة الملكية الشيوعية مقام الملكيات الخاصة وذلك لأن هذا التحويل الاجتماعي الهائل على خلاف الطبيعة الإنسانية العامة إلى حد الآن على الأقل كما يعترف بذلك زعماؤه-اعتبار أن الإنسان المادي لا يزال يفكر تفكيرًا ذاتياً ويحسب مصالحه من منظاره الفردي المحدود ....
وأخيرًا بسطور مما قاله أيضاً.... أستأذنا الفيلسوف المعاصر...
كيف يمكن أن يطمع بالحرية- في ميدان من الميادين- إنسان حرم من الحرية في معيشته ،وربطت حياته الغذائية ربطاً كاملاً بهيئة معينة ، مع أن الحرية الاقتصادية والمعيشية هي أساس الحريات جميعاً ؟ إنتهى كلام المحقق...
: www.al-hasany.net