صِدْقُ النِّيَّةِ وَالإخلَاصُ سَاقَ لِابنِ الخَطّاب رِزْقًا وَتَشْرِيفًا لَم يَخْطُرْ بِبَالِهِ، فَصَارَ صِهْرًا لِلصّادِقِ الأمِين - الْمُفَكِّرِ الْإِسْلَامِيِّ ..مُبَيَّناً.
بقلم – أحمد الحياوي ...
قال تعالى : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم [الحجرات/13]
عندما نتحدث عن علي بن أبي طالب وعن عمر بن الخطاب -عليهم رضوان الله تعالى- نرى إنهما درسا في مدرسة الرسول الأكرم- صلى الله عليه وعلى آله- ذلك المنهج والرسالة النبوية العظيمة مــــــــــــن خلق وعلم وتقوى واعتدال فعلي-عليه السلام- الزاهد لم تعرف الدنيا حاكمًا خضعت له البلاد ، ودانت له الدول ، وهو يلبس ثوباً بثلاثة دراهم ، فإذا وجد فيه طولاً قطعه بشفرة ،وإما عن سخاؤه فهو أسخى رجل كان يقدم طعام إفطاره للمسلمين وإما عن شجاعته وجهاده فقد شهد له مع رسول الله وعمر- رض- المواقف ومحاربة أهل الشرك وكان فيها الفارس المقدم والأسد الغالب كما جرى في حمل لواء المسلمين وفي وقعة (بدر الكبرى )وفي (خيبر)حيث استدعى النبي- صلى الله عليه وآله- علي وأعطاه الراية فاقبل مهرول بها إلى الحرب وفي قتل مرحباً ودحا باب الحصن وقتل من اليهود مقاتلة عظيمة وله كمثلها في (الأحزاب – الخندق- حنين )فكان نعم الناصر والسند لرسول الإنسانية وقتل أحد الجبابرة وأشدهم عمر بن ود العامري حتى قال عنه الرسول الأعظم- صلى الله عليه وآله- ضربة علي لعمرو يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين ؟ فأي عبادة هذه تكون وأي صفات قد حملتها وعن العلم وهو القائل علمني رسول الله ألف باب من العلم ،يفتح لي من كل باب ألف باب وهو القائل لو ثنيت لي الوسادة لذكرت في بسم الله الرحمن الرحيم حمل بعير ..وعندما نتحدث عن عمر- رض- وهو من قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله-(إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق فرق الله به بين الحق والباطل والذي أحبه الرسول و تزوج من حفصة البنت الكبرى لعمر- رض- وعمرها 20عاما بعد استشاد زوجها فتجلت تلك الرابطة بالاحترام والمودة وأيضاً تواصلت المصاهرة والقرب بين عمر وعلي- عليهم السلام- حتى تزوح عمر-رض- من أم كلثوم بنت علي- عليه السلام- حفيدة الرسول الأكرم وبنت الطاهرة فاطمة وأخت الحسن والحسين لتكون خير النسب والذرية وأطهرها على الوجود .. واستمر عمر مجاهدًا بعهده حتى سقطت اعتي دول الغطرسة والفساد دولة الفرس وفتح بيت المقدس فأبو حفص قد شارك كذلك في غزوة أحد وحنين وكان لايفارق
رسولنا الكريم ولا مشورة علي- عليه السلام- وسار عمر- ر ض- رافعاً رايات الجهاد في بلاد فارس والروم حتى كانت موقعة القادسية سنة 14 هجرية والإطاحة برستم قائد الفرس على يد سعد بن أبي وقاص واستمرت ثورة عمر- رض- في فتح المدائن سنة 16 هجرية وسقطت عاصمة دولة الفرس نهائيا ومنها (الشام) نصيب ومصر والعراق بنيت بعهد عمر البصرة والكوفة حتى استشهد علي يد المجوسي الفارسي أبي لؤلؤة وإثناء صلاته رض فجرًا وحيث الدم يسيل منه وتارة مغمي عليه وتارة يفيق وعند علمه بقاتله قال (الحمد لله الذي لم يجعل منيتي على يد رجل سجد لله سجدة واحدة....يقول علي-عليه السلام- يستدل على عقل الرجل بحسن مقاله وعلى طهارة أصله وبجميل أفعاله ..هذا مارداه اليوم في تغريدا ته ومواقفه الشجاعة ذلك المفكر الغيور ابن العراق الصرخي عبر خطاباته وبحوثه كافة أراد أن تشرق شمس الحقيقة ويدحر كل باطل برجاحة عقله ووضوح مسعاه وإلى رضا الله الخالق والرسول والمؤمنون
... فيقول مغردًا ....
عاشرًا ـ [عُمَر صِـهْـر النّبِـيّ(صلّى الله عَلَيه وَعَلَى آلِه وَصَحْبِه وَسَلّم ....{حَفْصَـة...أمّ كُلثُوم...فَاطِمَـة}(عليهن السّلام)
أ ـ فِي سَنَة(2هـ) أو قَبْلَها... وَعَلَى مَنهَج المَوَدّة بِالقُربَى، وَالارتِبَاط، سَبَبًا وَنَسَبًا وَصِهْرًا، بِرَسولِ الله(صَلّى الله عَلَيه وَآلِه وَسَلّم)، سَعَى سَيّدُنَا عُمَر(رض) لِمُصَاهَرَة الرّسول الكَريم(عَلَيه وَعَلى آلِه الصّلاة وَالتّسليم)، فَخَطَبَ فَاطِمَةَ الزّهرَاء(عَلَيها السّلام)، لَكِن شَاءَ اللهُ أن يَتَزَوّجَ أمَّ كُلثُوم ابْنَة فَاطِمَة(عَلَيهما السّلام) بَعْدَ حِين
بـ ـ فِي سَنَة (3هـ) بَعْدَ اسْتِشْهَاد زَوْج حَفْصَة(رَضِيَ الله عَنْهما)، عَرَضَ أبُوهَا عُمَر(رض) تَزويجَها عَلَى أبِي بَكْر وَعُثمَان(رَضِيَ الله عَنْهما)...ثُمّ ذَهَبَ مَهْمُوماً مَكْسُورَ الخَاطِر لِرَسولِ الله(عَلَيه وَعَلَى آلِه وَصَحْبِه الصّلاة وَالسّلام)، شاكِيًا رَفْضَهما التّزويج، فَلَم يَتَأخّر الرّسولُ الكَريمَ(صَلّى الله عَلَيه وَآلِه وَسَلّم) فِي كَشْفِ كَرْبِهِ وَإزالَةِ هَمِّهِ، فَعَلَى الفَوْرِ قَدَ خَطَبَ(عَلَيه وَعَلَى آلِه الصّلاة وَالسّلَام) أمَّ المُؤمنينَ حَفْصَة(رض)، فَتَشَرّفَ ابنُ الخَطّاب(رض) بِالمُصَاهَرَة المُبَارَكَة
جـ ـ صِدْقُ النِّيَّةِ وَالإخلَاصُ سَاقَ لِابنِ الخَطّاب(رض) رِزْقًا وَتَشْرِيفًا لَم يَخْطُرْ بِبَالِهِ، فَصَارَ صِهْرًا لِلصّادِقِ الأمِين(صَلَواتُ الله وَسَلَامُه عَلَيه وَآلِه وَصَحْبِه) مِن خِلَالِ أمِّنَا حَفْصَة(رض)، ثُمّ مِن خِلَالِ أمّ كُلثُوم بَدَلَ أمِّها فَاطِمَة(عَلَيهما السّلام)، حَيْثُ حَقّقَ الإمَامُ عَلِيّ(عَلَيه السّلَام) لِلخَلِيفَةِ عُمَر(رض) أمْنِيَّتَه بَعْدَ (17) عَامًا تَقْرِيبًا
د ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ عُمَرُ(رض): {لَقَدْ أُعْطِيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَأَنْ تَكُونَ لِي خَصْلَةٌ مِنْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ حُمْرِ النَّعَمِ}، قِيلَ وَمَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ(رض): {تَزْوِيجُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ)، وَسُكْنَاهُ الْمَسْجِدَ...وَالرَّايَةُ يَوْمَ خَيْبَرَ}
[المستدرك3للحاكم، البدايه والنّهايه7لابن كثير، فرائد السّمطَین1للجويني، العَسل المصفّى1للعاصمي، نظم درر السمطين للزرندي، البيان الجلي لابن رويش، الغدير3للأميني]
هـ ـ لله دَرُّكَ يا عُمَر......... يتبع..... يتبع
الصَّرخيّ الحسنيّ
twitter: @AlsrkhyAlhasny
@ALsrkhyALhasny1
instagram: @alsarkhyalhasany