المُصَاهَرَةُ العُمَرِيّةُ المُبَارَكَةُ كَشَفَت مَا عِنْدَ المُدَلِّسَةِ وَالجَهَلَةِ مِن شَعوَذَةٍ وَخُرَافَة.. المحقق الإسلامي محققاً
بقلم احمد الحياوي
الأبطحي الأصفهاني يجعل من الراوندي كأنه ملك من ملائكة السماء !!
فقد جعل من ثلاثة أرباع كتابه الخرائج والجرائح واصفاً الأخير بأنه النجم اللامع كمثل نجوم الدعاية والإعلان وليس لأجل خير البرية رسولنا الكريم وعترته الطاهرة-صلى الله عليهم أجمعين- واحقاق حق .. وزاد في الإطراء والتلميع والمقدمات والانبهاركأنما يسوق لبضاعة أو سلعة أو تجارة؟
حيث يقول الكاتب فإنّ كتاب قصص الأنبياء لأبي الحسين سعيد بن هبة الله قطب الدّين الرّاوندي لم يظهر ليومنا هذا على عالم الطّبع مع أنّه كتاب قيّم ثمين مشتمل على مطلب مهمّ وزين ، ألا وهو التاريخ الرّزين للأنبياء والمرسلين وقد أشار مؤلّفه الفذّ « في المقدّمة » إشاره لطيفة إلى تمجيده وتحبيره !! حيث قال : والكتب المصنّفة في هذا المعنى ، فيها الغثّ والسّمين والرّدّ والثّمين فجمعت ؟؟!!
فعن زواج عمر رض يشتمل على ما لا نصدق به!!، أو لا يصدق به كثير من الناس!!، وذلك أن المرأة التي تزوج بها عمر كانت من الجن،!! أي: ولما خطب عمر أم كلثوم، الله- سبحانه وتعالى- أرسل جنية وسلمت إلى عمر، وكذا، هذه الأشياء لا يصدق بها حتى المجانيين فضلا عن العقلاء إذن هوضعيف لاسنداً ولا نعتبره. هذا ما رواه القطب الراوندي ( ت 573 هـ ) في كتابه الخرائج والجرائح
فأين أنتم ..عن أبي عبد الله-عليه السلام-: حيث قال "لما خطب عمر- رض- من علي- عليه السلام- حتى قال له أمير المؤمنين: إنها صبية ...وبزواجهما رضا الله وفاطمة والرسول- عليهم الصلاة والسلام- ...
قال-عليه السلام-: بلى حيث شاءت، ثم قال: إن علياً-عليه السلام- لما مات عمر أتى أم كلثوم فأخذ بيدها، فانطلق بها إلى بيته.
أما أنها جنية أو إنسية ...غير أم كلثوم بنت علي-عليه السلام- ،وقد أرسلت إلى عمر- رض- ، وكذا وكذا، هذا غير موجود في رواياتنا أبدا،وغير منطقي ولايمت للعقل والمنطق بجهة ومعاذ الله أن يتفوه أئمة أهل البيت-عليهم السلام- بمثل هذه الأمور بالنسبة إلى ابنة أمير المؤمنين- سلام الله عليه- .
فيقول الأستاذ والمحقق الصرخي مبيناً لكل المجتمع الإسلامي باعتداله ووسطيته وفكره وهو يطلعنا بأدق التنفاصيل وأهمها ويطلعنا على من شوش وأضل التاريخ والحقائق وينقلنا هذا المفكر العراقي إلى بر الأمان والاطمئنان من صحة القول والحديث والأثر العلمي غير المتناقض حيث يقول مغرداً...
.حَادِي عَشَر ـ [الْـجِـنّــيّـــة.....الظّـهــور الأوّل..... القَـرْن السّادس الهِجْري]:
1ـ [مُصَاهَرَة تَعْجِيزِيّة]: المُصَاهَرَةُ العُمَرِيّةُ المُبَارَكَةُ قَـد أثْبَتَت العَجْزَ، وَسَدَّت كُلَّ أبْوَابِ المَكْرِ وَالخِدَاع، وَكَشَفَت مَا عِنْدَ المُدَلِّسَةِ وَالجَهَلَةِ مِن شَعوَذَةٍ وَخُرَافَة
2ـ [الظّهور الأوّل]: أوّلُ ظُهُورٍ لِلْجِنِّيَّة كَان فِي كِتَابِ "الخرائج وَالجرائح" عَلَى يَـدِ الرّاوَندي المُتَوَفِّي سَنَة(573هـ)
3ـ [أَوْهَام شَاعِر أو سَاحِر]: لَا إشْكَال فِي كَوْنِهِ شَاعِرًا، فَرُبَّمَا يَكون اخْتِلاقُه لِخُرَافَةِ الجِنّيّة رَاجِعًا لِخَيَالَاتِ وَأوْهَامِ شَاعِر، وَإلّا فَمِنَ السّحْرِ وَالشّعْوَذَة!! قَال مُحَقّق الكتاب:{العَالِم الكَبِير، الشّاعِر...كَانَ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِن الأدَبِ وَالشّعْرِ، وَشعْره جَيّد، مُستَعذَب الألفَاظ، رَاقِي المَعاني.....عَدَّهُ العَلّامَة الأمِينِي فِي شُعَرَاء الغَدِير}[الخرائج والجرائح1]
4ـ [الخَرَائج...غَثّ وَسَمِين...ضَعِيف وَغَيْر مُسْنَد]:
أـ أن يَخْلِط الرّاوَنْدِي بَيْنَ الغَثّ وَالسّمِين، وَمَا هَبَّ وَدَبَّ، وَيَأتي بِروَايَات ضَعِيفَة وَبِلَا سَنَد، فَهَذَا شَأنُه وَلَه غَرَضُه، لَكِن اعْتِبَار ذَلِك مِن المَهَارَةِ وَالبَرَاعَةِ وَالإشْرَاقِ وَالتّألّق، فَهُوَ مِن السّخْفِ وَالاستِخْفَافِ وَالتّجّهيل، قَالَ تَعَالَى{وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ}[الإسراء72]
بـ ـ تَحَدّث الأبْطَحي الأصْفَهَاني عَن أهَمّ آثَار الرّاوندي فَقَال:{إنّ مَهَارَتَه وَبَرَاعَتَه تَظهَرَان فِي أحْسَن الوجوه إشْرَاقًا، وَأكْثَرهَا تَألّقًا....فَقَد مَهَرَ فِي عِلْمِ الحَدِيث وَصَنّفَ فِيه الكُتبَ الكَثيرَة....وَمِن أشْهَر هَذِه الكُتُب وَأكْبَرهَا: كِتَاب "الخرائج والجرائح"....وَهُو يُعَدّ مِن أعْظَم كُتُب المُعْجِزات...تَرْتِيبًا وَتَنْقِيحًا، وَتَوْثِيقًا وَإحْكَامًا، وَإحَاطَةً وَشمولًا}
[الخرائج والجرائح،تحقيق مؤسسة الإمام المَهدي فِي قُمّ، إشرَاف محمد الأبطَحي الأصفَهاني]
جـ ـ حِينَمَا يَتَصَرّف أو يَتَلَاعَب بِالنّصوصِ وَالأسَانِيد، فَيُغَيّر فِي صِيَاغَةِ الرّوَايَات وَيُقَطّع المُتُون وَيَحْذِف مَا يَشَاء، وَيَبْتِر الأسَانِيد وَيَعْدِمها، فَأَقَلّ مَا يُقَال عَنْه، أنّه لَيْسَ مُحَدِّثًا وَأنّ كتَابَه لَيْسَ مَصْدَرًا لِلحَديث بَل لَيْسَ مِن كُتُبِ الحَدِيث!! وَهَذا مَا أَقَرّ بِهِ الأبْطَحي الأصْفَهَانِي لَكِنَّه دَلّسَ فَجَعَلَها مِن الإبْدَاع وَالمَهَارَة وَتَسْتَحقّ المَدْحَ وَالثّنَاء!!