أصبحت ثورة الحسين ونهضته وتضحيته هي الهدف والغاية التي ملكت القلوب
بقلم احمد الحياوي
قال تعالى: : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. الأحزاب:33.
وقال تعالى: { قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}. (الشورى/23).
قال رسول ألله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إن لقتل ولدي الحسين- عليه السلام- حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً
يقول المحقق الأستاذ (( أصبحت ثورة الحسين ونهضته وتضحيته هي الهدف والغاية التي ملكت القلوب وصهرت أمامها النفوس فانقادت لها بشوق ولهفة حاملة الأرواح على الأكف راغبة في رضا الله تعالى لنصرة أوليائه وتحقيق الأهداف الإلهية الرسالية الخالدة)) انتهى كلام الأستاذ.
يشترط لزوم وجود إمام عادل يقود الحرب ضد الظالم، ولا يرى شخصاً آخر غير الحسين-عليه السلام- مؤهلاً في تلك الحقبة الزمنية لإقامة العدل وقيادة الثورة ضد الحكم الظالم - الخروج على حكم بني أمية-.
و بعد ظهور فسق يزيد لعامة الناس، أوجب الحسين-عليه السلام -على نفسه الخروج على يزيد؛ لأنه كان أهلاً لذلك وقادراً
حيث أنّ الأوضاع الحاكمة في زمن يزيد وصلت إلى مستوى من الظلامة بحيث لم يغيّرها شيء إلاّ دم الشهادة. ونعتقد أنّ مثل هكذا ثورات ضد الظالم لا تتأتّى إلاّ من إنسان نادر الوجود والذي خُلق من أجل ذلك، ولا يمكن مقارنة حركته الإصلاحية بحركات أخرى تريد الإصلاح والتغيير؛ لأنّ مثل هؤلاء الناس يفهمون بشكل مختلف ويطالبون بشيء مختلف أيضاً.
يقول المحقق الصرخي في شذرات من الكلام ( كل من يرفع شعار ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما
وكان صادقاً في دعواه فقد أصبح واضحاً عنده أن نصرة الحسين -عليه السلام- ممكنة ومتوفرة لكل من يريد النصرة حقيقة فالنصرة تتحقق بالأخذ بالثأر وتحقيق الأهداف الحسينية وهذهِ الأخيرة تتحقق بالظهور المقدس على يد صاحب العصر والزمان -عجل الله فرجه- فمن أراد النصرة فاليعجل بالظهور المقدس وذلك بتحقيق شرط الظهور وتحقيق التكامل في نفسه ونفوس الآخرين))..انتهى كلام السيد الأستاذ.
إنّ امتناع الحسين- عليه السلام- من البيعة ليزيد لم يكن عناداً أو لمصلحة، وإنما كان على علم أنّ يزيد سيأخذه بالبيعة أخذاً عنيفاً، فإن بايع غشّ نفسه وخان ضميره وخالف دينه؛ لأنه كان يرى بيعة يزيد إثماً وشركا.
إنّ السكوت على الظلم لا يجوز بوجه من الوجوه، حيث أنّ المسلمين في الوقت الحاضر يحتاجون إلى أن ينهض حسيناً من بينهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم في الدفاع عن الحق
قال الإمام الحسين-عليه السلام- يوم كربلاء ، يصف أصحابه (( فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيرًا من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عني خيراً)) ، قد كان أصحاب الحسين-عليه السلام- صفوة البشرية يومئذ ، وسادة المسلمين ، فبعضهم كانوا من الصحابة ، والبعض الآخر من التابعين ، وجلهم حضر مشاهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- ، إضافة إلى ذلك منزلتهم الاجتماعية ، فهم زعماء المسلمين وفرسانهم ، وعلماء الأمة وجهابذتها ،
كما نجد لبطولة سيد الشهداء وشجاعته صوراً رائعة في شعر السيد حيدر الحلي فانظر إلى هذه الأبيات التي لا تحتاج إلى توضيح لما حوته من معنى رفيع وتعبير جميل:
عجباً للعيـــــون لم تغد بيضاً *** لمصابٍ تحمرُ فيه الـــــــــدموعُ
وأسىً شابت الليــــــالي عليه *** وهو للحشرِ في القلـوبِ رضـيعُ
أين ما طارت النفوسُ شعاعاً *** فلطير الردى عــــــــــليه وقوعُ
فأبى أن يعيش إلا عـــــزيزاً *** أو تجلى الكفــــــاحُ وهو صريعُ
فتلقى الجموع فرداً ولكـــــن *** كلُّ عضوٍ في الروعِ منه جموعُ
زوَّج السيفَ بالنفوسِ ولكـن *** مهرُها الموتُ والخضابُ النجيعُ
فاَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ الْمُسْلِمينَ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكَ مِنْهُمْ .