الحسين..علم وتقوى ووسطية وأخلاق.. المحقق الأستاذ إنموذجًا
بقلم احمد الحياوي
إنَّ معركة كربلاء التي قتل فيها الإمام الحسين-عليه السلام-، مع عدد من أهل بيته وصحبه، في العام 61هـ. الموافق 680م. مازالت تمثل واحدة من العناصر الحية للصراع القائم منذ الأزل، بين معسكرين متضادين هما: معسكري الحق والباطل، وليست كربلاء المعركة الأولى التي مثلت الحق، ولا الأخيرة؛ لكنها حملت من المبادئ والقيم والتضحيات والشهادة، عبر التاريخ
الحسين-عليه السلام -، خرج وقد بين للناس سبب خروجه بقوله:” إنما خرجتُ لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله، أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر… وهنا بَيَّنَ هدف حركته، ألا وهو الاصلاح والمواجهة للفساد الذي تمارسه السلطة الحاكمة، بقيادة يزيد بن معاوية.
لم تكن حركة الإصلاح الحسينية تهدف لكرسي السلطة، ولا الصراع على المنصب والجاه ، بينه وبين ويزيد، وليس كما في يومنا هذا بل لاحقاق الحق ونشر كلمة الله ودين الإسلام الحقيقي وانقاذ المجتمع والفقراء والمساكين من الظلم والبهتان والفساد واليس لأجل أهداف دنيوية، وإلا لما أصطحب معه الأطفال والصبية والنساء؟ إذن فالعقل يحكم أنه-عليه السلام- ضحى فقط لأجل الإسلام”والدين والسلام ليبقى المثل العالي وفخرًا للبشرية جمعاء وحمل معه المصداقية والاعتدال والوسطية والتقوى شعارا في ثورته المباركة.
إذن كان الصراع في معركة الطف، صراعاً لأجل المبادئ السامية، بين الإسلام والمنافقين من ادعوا أنهم مسلمين والدين بريء منهم
، فالإمام الحسين يرى أنَّ الدين المنّزل من السماء الذي جاء به النبي محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- ، قد أزيح وانطمر وأصبح اسمًا فقط ومغُيّبَا عن المجتمع،
وإن استمر الحال على ماهو ، فإن الضلال والطغيان والقهرمصير هذه الأمة.
إن المهمة صعبة والقضية كبيرة؛ فتحتاج لتضحيات ، لتثبِّت مبادئ دين الإسلام المحمدي الأصيل، الذي بُدِّل “بالدين الأموي” المنحرف.
قاتل الإمام الحسين-عليه السلام- من أجل قضيته، بكل الوسائل المتاحة له، وكان هدفه هو كشف زيف إدِّعاء أعداه، وبيان حقيقتهم المنافقة، التي تسلطت على المسلمين، فكان يسأل الجيش المحاصر له:” لِمَّ تقاتلوننا؟” فما كانوا يجيبون إلا بقولهم:” نقاتلك بغضاً منا لأبيك “! فأعداءه كانوا غير ملتزمين بالدين الإسلامي ولايعنيهم بشيء، كانوا يقاتلون من أجل المنافع الدنيوية والمال والمناصب، حتى أن الإمام الحسين خاطبهم:”إن لم يكن لكم دين؛ فكونوا أحرار في دنياكم”.
قَدَّمَ الإمام الحسين لأجل اصلاح المجتمع وحفظ دين الإسلام،ومعه أهله وولده وإخوته وصحبه، فلم يبق منهم سوى ابنه العليل، وطفل رضيع كان يتلضى عطشاً، فأخذه الحسين لجيش أعداءه، وطلب منهم أن يسقوه ويرجعوه، فما كان جوابهم إلا أن ذبحوا الطفل الرضيع بسهم، وهو بين يدي والده الحسين!
أسَّستْ دولة الأمويين لقتل الأبرياء والأطفال والنساء، وكما أراد المزيفون والإعلام الجائرحينها ومن اخفى الحقائق و شوه التاريخ أمثال أفكارابن تيمية وكيف أسسوا نهجًا عدوانيًا فكريًا مريضًا ضد الإنسانية يصدقه العاجزون عن التفكير ومن صدقهم وكان على أعينهم غشاوة عن الحق واتباعه لايميزون بين الصدق والكذب والافتراء حتى نرى ليومنا هذا لمن يقومون بقطع الرؤوس ويكبرون “الله أكبر”، حتى بُتنّا نرى اليوم أن الإرهاب، كالقاعدة وداعش وغيرها تقتل وتذبح بإسم الدين والإسلام،براء منهم فهذه العصابات تتبع ذلك الفكر التيمي و الأموي،والداعشي كلها عناويين في وجوه واحدة للقتل والدماء وهتك الاعراض والسبي والنهب والتهجير والتفجير ومصالح مشتركة تتعطش للدماء والاحتقان الطائفي والمذهبي بدم بارد كما
حصل مع قتل الحسين وأهل بيته وسبي نساءه.
كما قتل الآلاف من العراقيين الأبرياء وشردوا لم يقترفوا شيئا ولم يطلبوا إلابحقهم بالحياة الكريمة.
إنَّ الجيش المعادي للحسين، قد مثل الشر بكل صوره، فقتل الكبير والصغير حتى الطفل الرضيع، فأسَّسَ الدمويين التيمية الدواعش منهاجا لقتل الأطفال والرضع والأبرياء، حتى اليوم أنهم أبادوا ذرية نبيهم وسبوا نساء أهل بيته، وكأنهم يريدون أن يمحوا دين الإسلام ورسالته السماوية، لكن تضحية الإمام الحسين بشكلها المأساوي، كانت بمستوى القضية، التي أيقضت الناس من غفلتهم، وأعادت الدين لمساره الحقيقي، فكان المجتمع يحتاج لتلك التضحية بكل فصولها، حتى يتخلص من ظلمَّة الأحكام الجائرة والمتسلطة على الراقاب.
يقول المحقق الأستاذ يزيد قتل الحسين وأباح المدينة ثلاثة أيام
سير أعلام النبلاء ج4 ، الذهبي : يزيد بن معاوية افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس، ولم يبارك في عمره، وخرج عليه غير واحد بعد الحسين، كأهل المدينة قاموا لله وكمرداس بن أدية الحنظلي البصري ونافع بن الأزرق وطواف بن معلى السدوسي وابن الزبير بمكة .
أقول: الذهبي يقول هؤلاء خرجوا على يزيد، ولو تعلموا ماذا فعل في واقعة الحرة ؟ أباح المدينة ثلاثة أيام، اغتصبوا النساء، قتلوا الصحابة، مئات الصحابة قتلوا بهذه الواقعة، هذه المصادر التيمية تقول مئات الصحابة، والله العالم بواقع الحال؟ أكثر من 10 آلاف نفس بريئة قتلوا من نساء وأطفال ورجال وشيوخ .
مقتبس من المحاضرة الثانية من بحث ( الدولة..المارقة...في عصرالظهور...منذ عهد الرسول-صلى الله عليه وآله وسلّم-)
ضمن سلسلة_محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ_الإسلامي
و التاريخ الإسلامي
13محرم 1438 هـ - 15_10_2016 مـ انتهى كلام الأستاذ.
فاَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضَيِتْ بِهِ

#عاشوراءُ_قرآنٌ_تربيةٌ_أخلاقٌ_عزاءٌ
دينك ينادي | نور الرميثي | كلمات: حسن الهلالي

بقلم: #ah061729@gmail.com