المحقق الصرخي - لنتعلم من الحسين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
بقلم احمد الحياوي
يقول الله تعالى في محكم آياته - وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (168) وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)
السَّلام عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ اللهِ وَعلَى الأرواحِ الّتي
حَلّتْ بِفِنائِكَ ، وَأنَاخَت برَحْلِك، عَلَيْكًُم مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً
مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ
مِنِّي لِزِيَارَتِكُمْ أهْلَ البَيتِ، السَّلام عَلَى الحُسَيْن ، وَعَلَى عَليِّ
بْنِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أصْحابِ
الحُسَين.
هل يمكن أن تُختصر الدروس والعبر التي حملتها قضية الإمام الحسين-عليه السلام- بسطور معدودة بالتأكيد لا ! لأن ذلك يحتاج إلى بحوث عديدة، وكتب لا تُعد ولا تحصى،إن التضحيات التي قدمها الإمام الحسين-عليه السلام- وجدنا فيها صوراً للشهادة عن المبدأ والعقيدة ، وحين نرى تسابق أصحاب الحسين وأهل بيته للاستشهاد بين يديه، ستواجهنا ملاحم وبطولات لأناس نذروا أنفسهم في سبيل الله، وحينما نقف أمام الوفاء تقابلنا صورة أبي الفضل العباس-عليه السلام- وعندما نريد الحديث عن الرجوع إلى الصواب، تواجهنا قضية الحر الرياحي - رضوان الله عليه - وهو يخير نفسه بين الجنة والنار، ومع هذه الصور هنالك الكثير من صور الإيثار والتضحية والفداء، ولكن تبقى قضية لسان الحق الناطق بعد استشهاد أبي عبد الله الحسين وثلّة من أهل بيته وأصحابه الأخيار، ألا وهي السيدة زينب - سلام الله عليها -، تلك التي حملت على عاتقها جبلاً من الأسى والحزن، ثم تقف بكل رباطة جأش وعنفوان وإيمان بالقضية، عند جسد أخيها المهشم بحوافر خيول الضلالة، لترفع رأسها ويديها إلى السماء وتقول جملتها التي أضحت درساً للصبر والشموخ: "اللهم تقبل منا هذا القربان".
يقول السيد المحقق الأستاذ --- لنتعلم من الحسين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لنسئل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيى بها النفوس والقلوب والمجتمعات - هل تعلمناها على نهج الحسين -عليه السلام- وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار-عليهم السلام- وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتيازفي معسكر الحق وعدم الاستيحاش من قلة السالكين -- مقتبس من بيان محطات في مسير كربلاء لسما حة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني -دام ظله-.
انتهى كلام الأستاذ
لقد بدأ رثاء الحسين منذ أحست النفوس بجسامة المصاب وفداحته وما كانت القلوب الشاعرة لتترك مثل هذا الحادث الذي هز و رجرج ، دون تصوير . . فتفجرت القرائح عيونا تستفيض بالعبرات . وأعتني رواد الشعر العربي بصوغها وسكبها في قوالب ذات شجى وأنين . . فهذا ( الجعفي ) يقول:
لقد فاز ألأولى نصروا حسينا وخاب ألآخرون أُولو الشقاق
فيـالك حسرة مـا دمت حياً تردد بين صدري والتـراقي
ولا يشك بأنك استمعت أنّات ونوائح الشريف الرضي :
لله ملقىً على الرمضاء غص به فم الردى بين أقدام وتشمير
تهابه الوحش لا تدنـو لمصرعه وقد أقام ثلاثاً غير مقبـور
ودونك مهيار الديلمي ( تلميذ الشريف) ناحباً :
حملـوها يـوم السقيفة أوزا راً تخف الجبال وهي صقال
ثم جاؤوا من بعدها يستقيـ ـلون وهيهات عثرة لا تقال