الشعائر الإلهية هي الحبّ والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين في فكر المحقق الصرخي
سليم العكيلي
يعتبر التلازم والترابط والامتزاج بين شعائر الإمام الحسين-عليه السلام- وأهدافه التي خرج من أجلها شرطًا أساسيًا في تحقيق التكاملات الروحية والإخلاقية والمجتمعية وغيرها من التكاملات ، ويجد الإنسان فيها السير الصحيح والحقيقي والملموس في تحقيق الصلاح والاصلاح في المجتمع ، وبدون ذلك التلازم وذلك الترابط يبقى المجتمع أسير الشعائر والهتافات المجردة التي لاتسمن ولا تغني من جوع ، فلا يكتمل العشق الحقيقي والولاء الحقيقي بتجريد الشعائر عن أهدافها ، فالشعائر هي بمثابة النظرية والأهداف هي التطبيق لتلك النظرية التي ينتظر فقراء ومساكين العالم لتحققها ، فالكثير ممن سبق رفع تلك الشعائر واستغل بها عواطف أتباع أهل البيت-عليهم السلام- وحقق من خلالها ما يرغب إليه من سطوة وسلطان وجاه ومال ، كما رفعها أتباع بني العباس بشعائر ( الرضا من آل محمد ) وهو شعارات تجدها جميلة ولكنها فارغة المحتوى ، وما جاء في بيان محطات في مسير كربلاء لسماحة المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني-دام ظله- يوضح أهمية تلك الشعائر بضوابطها وتطبيقاتها وما هو الأثر الإيجابي الذي تعكسه على الفرد والمجتمع حيث قال :
( لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نُثبت فيها ومنها وعليها صدقًا وعدلًا الحبّ والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين- عليه السلام- ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين- عليه وعلى آله الصلاة والسلام- في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار) انتهى كلام المحقق ، إذن فالشعائر الحسينية هي بمثابة الحافز والدافع والمحرك لتحقيق العدالة الاجتماعية ، وهي الحرارة والشعلة التي ينطلق منها الاصلاح ، وهي مقدمة مستحبة لتحقيق واجب مفروض وفرع من فروع الدين وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .