التطبير بينَ المشروعيةِ والتبرّعِ بالدمِ - في فقه المحقق الاستاذ
بقلم احمد الحياوي
قال الله تعالى إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
قال الإمام الحسين(عليه السلام ): إن هذه الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها ، فلم يبق منها إلا صبابة كصابة الاناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل
وسئل (عليه السلام ) : كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟ قال: أصبحت ولي رب فوقي، والنار أمامي ، والموت يطلبني ، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي
ويبقى الحسين..العلم والتقوى والوسطية والاخلاق والتضحية منارا للعالم والبشرية الذي رفض الظلم والبهتان والافتراء ولم يصافح الباطل ولم يتخاذل عن الحق ورايته في اعلاء كلمه الدين والاسلام عاليا اخذ العبرة من ابي الاحرار وكيف ولماذا ومن اجل ماذا خرج وهل اراد الحكم والسلطة والشهرة والمال والرئاسة !!!
ام خرج الى الاصلاح والامر بالمعروف وانقاذ الفقراء وخلاص الامة من التسلط والكفر والالحاد والشرك نعم خروجه اصلاحي وتوعوي وجهادي رغم قوة وعدد الخصم الاموي الا ان طريق الشهادة والنصر لا يناله الا الابرار والصديقين
اذن فالبكاء هو من مصاديق التألم عرفا، والضرب على الصدور والحزن والنحيب
وأما الإدماء للجسد والتطبير فليس كذلك. وحينئذ فلا يشمله ما دل على الترغيب في الحزن والتألم
كما أنه لم يعهد من الأئمة (عليهم السلام)، ولا العصر القريب منهم إمضاء عام ولا خاص لهذا النوع من العزاء، والممارسات.مثل التطبير واسالة الدماء في كل مكان
والنظرة التي ينظر اليهم اعداء الدين والاسلام بأن مطلق الإضرار بالنفس حرام حتى لو لم يؤدّ إلى التهلكة أو للجناية على النفس بنقص العضو ونحوه ويمثلون بأنه لو جئت بشفرة وجرحت نفسك وضعت بعد ذلك دواء ليندمل الجرح، فحتى لو شفيت بعدئذ فهذا حرام، لأنه تعريض النفس للضرر، والإضرار بالنفس ظلم للنفس، وظلم النفس محرم ﴿ ... وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾
والتطبير والإدماء هو من الإضرار بالنفس فلا يكون هكذا --- .وهنا
يقول المحقق الصرخي في فكره الرسالي وفي القضية الحسينية ورسالتها السامية الانسانية التي تحفظ للإنسان حياته وكرامته ومن محطات المسير الى كربلاء وفي موضوع التطبير ومشروعيته --
بسم الله الرحمن الرحيم
(( السلام على جد الحسين وعلى ابيه وامه واخيه والسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين لقد ذكرنا في اكثر من مقام موارد مشروعية التطبيروفي هذا المقام نلزم اعزائنا بعدم التطبيرومن كان في نيته التطبير
وكان عاقد العزم عليه فليتوجه الى اقرب مشفى او مركز صحي للتبرع بالدم لمن يحتاجه من المرضى الراقدين ومن جرحى التفجيرات الارهابية ومصابي قواتنا المسلحة التي تقاتل الارهاب واما من صار التطبير واجبا عليه بعنوان ثانوي وكانت نيته خالصة لله تعالى وخالية من الريا فليقم بذالك في بيته او اي مكان بعيدا عن مراى الناس وستكون هذه فرصة مناسبة لمعرفة ان ممارسته للتطبير هل للعادة والواجهة والريا او انها خالصة لله !!
ونسئل الله التوفيق للجميع وقبول الصلاة والزيارة وصالح الاعمال))
المرجع الاستاذ السيد الصرخي 8- من محرم -1439ه 29-9-2017 م
https://youtu.be/uBsO7aymtd4