ملحمة الطفّ الخالدة - في ضمير المحقق الاستاذ
-بقلم احمد الحياوي-
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} سورة التوبة: 20
الإمام الحسين (عليه السلام) بعد أن خطب خطبته الأولى، بجيش عمر بن سعد يوم العاشر من المحرّم، خطب عليهم ثانية لإلقاء الحجّة، بعدما أخذ مصحفاً ونشره على رأسه، فقال: (يا قوم إنّ بيني وبينكم كتاب الله وسنّة جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله))، ثمّ استشهدهم عن نفسه المقدّسة، وما عليه من سيف النبي ودرعه وعمامته، فأجابوه بالتصديق.
فسألهم عمّا أقدمهم على قتله؟ قالوا: طاعةً للأمير عبيد الله بن زياد.
فقال (عليه السلام): (تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً، أحين استصرختمونا والهِين، فأصرخناكم موجفين، سَللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم إلْباً لأعدائكم على أوليائكم، بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، فهلاّ لكم الويلات تركتمونا، والسيف مشيم، والجأش طامن، والرأي لما يستحصف، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدَّبا، وتداعيتم إليها كتهافت الفراش، ثمّ نقضتموها، فسُحقاً لكم يا عبيد الأمّة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومحرّفي الكلم، وعصبة الإثم، ونفثة الشيطان، ومطفئي السنن.
ويحكم أهؤلاء تعضدون، وعنا تتخاذلون، أجَلْ والله غدرٌ فيكم قديم، وشجت عليه أُصولكم، وتأزرت فروعكم، فكنتم أخبث ثمر شجٍ للناظر، وأكلة للغاصب.
ألا وإنّ الدعي بن الدعي ـ يعني ابن زياد ـ قدْ ركز بين اثنتين، بين السلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحُجور طابت وحجور طهرت، وأُنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان الناصر).
قال المحقق الصرخي دام ظله
((كل من يرفع شعار ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما
وكان صادقاً في دعواه فقد اصبح واضحاً عنده ان نصرة الحسين ﴿عليه السلام ﴾ ممكنة ومتوفرة لكل من يريد النصرة حقيقة فالنصرة تتحقق بالأخذ بالثأر وتحقيق الأهداف الحسينية وهذهِ الأخيرة تتحقق بالظهور المقدس على يد صاحب العصر والزمان ﴿عجل الله فرجه﴾ فمن أراد النصرة فاليعجل بالظهور المقدس وذالك بتحقيق شرط الظهور وتحقيق التكامل في نفسه ونفوس الاخرين.. ))انتهى كلام الاستاذ
بكِ يا عرْصة الطفّ القاسية، أقمارٌ سقطت من أجل الحقّ، صرعى ظمأى مثخنة بالجراح، مرويّة بدماء الشهادة الزاكية، قمر يسقط يتلوه قمر، وشهب الغدر تُقذف من كل جانب، إنها عاتية.
حسين، يتلوه العباس، علي الأكبر يتلوه القاسم، ثم الصحب الأخيار والأنصار، وهب المسيح يتلوه برير الجريح، وهكذا بدأت صرخة الحقّ التي لا تنتهي حتى يثأر للمظلومين في البسيطة حفيدُ القمر الأكبر، هو أنت يا مولاي المهدي الحجة المنتظر، فلنواسِ أجدادك الرسول والآل بهذا المصاب الأكبر، و الصحب الأبرار والإنسانية والأمة الإسلامية والعلماء العاملين يتقدّمهم السيد الأستاذ السيد الصرخي صاحب الدليل بالفكر.
10 محرم ذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه - عليهم السلام-
https://4.top4top.net/p_1347seabh1.jpg