محرّم، شهرٌ الحزن والفراق، في ضمير ووجدان المحقق الأستاذ
- بقلم احمد الحياوي-
إن شهرمحرّم،سالت فيه وأريقة أطهروأشرف الدماءٌ الزاكيةٌ وهي دماء ابن خير البرية الحسين وأهل بيته وأصحابه-عليهم السلام- فثورته ومن ثم استشهاده قد جسدت عنوان المظلومية والشهادة من أجل مبدأ الحق والاصلاح وعلى رمال الطف بكربلاء قبل ألف وثلاثمائة سنة، ولكن نشعر وكأنها حدثت بالأمس القريب، فأصبح الحسين الوجيه، هو قبلة كل الأحرار وأن أي مظلوم يريد أن يعبّر عن ظلامته يتذكرتلك الواقعة ومعركة الحق ضد الباطل
الإمام الحسين-عليه السلام- أفضل قدوة لنا وفاز كل من اقتدى به وأصبح سلام الله عليه خالدًا على طول الزمان أما أهل الكفر يزيد وأتباع الشرك والإلحاد والقتلة ملعونين إلى يوم الدين.
إن رسالة أبا عبد الله-عليه السلام- العالية في إعلاء كلمة الدين والحق رسالة فكر واعتدال وإصلاح و لم تفارق نفوس البشرية من أصحاب الضميروالعقل فما عاد السكوت يُجدي نفعًا على من ظلم وافترى وكذب وما عادت الصدور قادرة على حبس ما يعتلج فيها من هموم وبالأخص من أهل الفساد والمستأكلين باسم الدين ... فالأمور قد بانت، وزمن الصمت والخوف والتملق قد ولّى وعباد ة الأشخاص والكهنة والمصالح قد كشفوا ، لذا أصبح قول الحقيقية واتباعها واجب على كل من عاهد وآمن بالله-عز وجل- و بالمثل والقيم والإسلام والموعظة الحسنة خصوصًا بقضية الحسين-عليه السلام- و مع الناصرين المصلحين لدين الله والعترة الطاهرة ومع من سارعلى طريق الحق و الشهادة وبصدق ويقين وأمانة
ولنجسد فكر الحسين- سلام الله عليه- في إعانة الفقراء والمساكين من الذين اليوم يصعب عليهم حتى شراء الدواء لمرضاهم !1وهناك آلاف من الشباب العاطل عن العمل ولايجد ماينفقه حتى على أهله وعياله !
نلاحظ مدارس من بيوت الطين وسقفًا من الصفيح المتآكل في بلد النفط والخيرات وغيرها من الأمور دون حلول وبحاجة إلى إصلاح حقيقي.
الحسين-عليه السلام- عطاء ورمز وشموخ وعزة قال كلا للباطل لم يساوم ونلاحظ اليوم آلاف المفسدين والتي تعترّي فيها حالات الفساد المستشري في جميع المؤسسات ليس لها رقيب !!
أين أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من هؤلاء أوليست المقولة ياليتنا كنا معكم فنفوز والله فوزًا عظيما !!
وهل ادينا ما علينا في ايام عاشورا ومحرم ام هي فترة وجيزه وينقضي الحال وينتهي معها يكائنا ولطمنا وانتهى الامر ويرجع البعض وكما كان و لعادته القديمة !!
أين حقوق المظلومين !!،هل تعلمنا من إمامنا الحسين-عليه السلام- زادًا لأيامنا القادمة ولآخرتنا واتخذنا صفات التقوى والاعتدال والوسطية وإيمانًا بعقيدتنا وبأبي الأحرار طريق أم لانعتبر ولانسمع ولانرى أم كل زمان نجد أمثال يزيد وشمرًا والشيطان الأكبرعلى روؤس العباد !!
وهل تعلّمنا العبر والدروس في استشعار الخطر على الدين، وعدم الرضوخ للباطل وأنّ صوت المظلوم لابد أن يُسمع و لابد للحقيقة من نور يجتليها من بعد الظلام
يقول السيد الأستاذ
{الإمام المهدي هو الذي يجني الثمار النهائية لثورة الحسين ونهضته
تشير الأدلة العقلية والنقلية إلى أن الإمام المهدي-عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه- هو الذي يجني الثمار النهائية لثورة الحسين ونهضته من تحقيق الأهداف الإلهية في ظل إقامة الدولة الإسلامية العالمية الإلهية فالإمام الحسين-عليه السلام- بتضحيته أرسى القواعد الأساسية لدولة العدل الإلهية وشيد بنائها النظري والمعنوي في أذهان الناس وقلوبهم ويبقى التكميل والتجديد والتشييد الخارجي للبناء والذي يمثل التطبيق للقانون الإلهي الذي ينص عليه قوله تعالى : (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. } انتهى كلام المحقق الصرخي.
محرّم، شهرُ حزن وفراق، شهرٌ فيه دماءٌ زكيةٌ تُراق، فيه السبط الأبيُّ تسحقُ خيولُ الغدرِ جسدَه الشريف وتُساق، فيه تعلو صيحات الغدر والشقاق والنفاق، فيه قومٌ يغدرون الحقّ وهم في طلب الدنيا في سباق، محرّمُ، تتناثر فيك بضرب السيوف قطع أجسادٍ طاهرةٍ للجنّة هي تشتاق، فيك الطفُ يحتضن أشلاءً بهيةً ينبثق منها الدم بالإشراق.
بحسرةٍ وألم نستقبل شهر الحزن ونعزّي الرسول الأعظم وآله لا سيّما خاتمهم المهدي والصحب الأبرار، والإنسانية جمعاء والأمة الإسلامية وعلماءها العاملين الكرام، يتقدّمهم السيد الأستاذ الصرخي المعلّم الممهّد للإمام الهمام.
https://6.top4top.net/p_13410bl841.jpg...