الاستاذ المعلم ...والاسلوب الاروع في محاكات الناس والتطور
سليم العكيلي
العدالة والسماحة والالفة والتعايش مع الاخرين شيء مطلوب ، وقد اكدت عليه الشريعة الاسلامة بشكل كبير ، فالتطرف والعزلة يزرعان في قلب الانسان القساوة والشعور بالافضلية والتعالي على الغير ، من خلال التشدد والانغلاق وعدم قبول الاخر والاستماع اليه والى ما يحمله من افكار ومعتقدات وهموم ومقترحات ، واليوم نرى هنا وهناك خطابات شديدة اللهجة من قبل الشعوب الاسلامية وغير الاسلامية تجاه رجال الدين والمراجع والحوزات العلمية وبكلا الاتجاهين السنية والشيعية ، خصوصا من الفنانين والمثقفين والرياضيين وغيرهم من شرائح المجتمع ، وهذا الامر جاء نتيجة عدم مواكبة رجال الدين وعلماء الشريعة التطور الحاصل في مختلف المجالات والافكار المختلفة التي يحملها شبابنا ومثقفينا اليوم والتي لا تتوافق مع الكثير من الافكار والممارسات والتشريعات في الزمن الماضي ، وقد تسببت تلك الفجوة الى المزيد من الابتعاد والتعصب واتخاذ المواقف الصلبة تجاه الدين والشريعة الاسلامية السمحاء ، ولا اعتقد بان الاسلام قاصر على ان يواكب التطور والتقدم ، فالاسلام مثلا لايعادي الفنون ولا الرياضة ولا الجمال ولكن يهذبها ويخرجها بطريقة افضل كي تتماشى مع الجميع ، وماهو الضرر من ان يفتح المرجع او رجل الدين بيته او برانيه للقاء الناس والسماع لهم وتوجيههم ولو على الاقل في الاسبوع مرة او مرتين ، وماهو الضير من النزول الى الشارع والاستماع للناس والاحتكاك بالشباب والفقراء والمساكين ولو بالشهر مرة واحدة ، كي يعرف المرجع ماهي الخطة التي يضعها ، وماهو التشريع الذي يناسب ويواكب الحدث ، والمشكلة الكبرى والكارثة العظمى انهم يقفون بوجه من يريد ان يكسر ذلك الطوق ويوافق ذلك التطور والتغير وضمن احكام الشريعة وقوانينها ، وخير ما فعله سماحة المرجع الديني الاعلى وتبنيه مبدأ الوسطية والتقوى والاعتدال ، وفي جميع خطاباته الوطنية والاجتماعية والدينية ، بالاضافة الى نزوله الى الشارع ولقاءه شيوخ العشائر والوجهاء والشباب والاستماع الى مشاكلهم ومتطلباتهم ورغباتهم ، كما وصور لهم بأن رجل الدين هو انسان بسيط لايختلف عنهم ، وانه يمارس وضيفته كما انهم يمارسون اعمالهم ووظائفهم ، فكان اطعامه للطعام وخدمته للزوار وصب القهوى للضيوف بيده وممارسة التصوير الفوتوغراف بالاضافة الى مجاملة الشباب وممارسة بعض الرياضات التي يعشقها الكثير ، جعلت منه رجل محبوبا بين الناس وخصوصا الشباب ، واصبح رجل تقبل منه النصيحة اذا خرجت ، لان القلوب توجهت وانفتحت له ، لكن هذه اليد الكريمة ، وهذا العقل المتفتح المنير ، لم تتركه تلك الطبقة المنعزلة ومليشاتها ، فحاربة وعزلته عن مجتمعه واحبائه وبمختلف الاساليب القمعية والوحشية والارهابية ، وهاهي اليوم تقع المؤسسة الدينية بمشكلة عظيمة وخطيرة يصعب حلها أو تداركها ألا بالرجوع الى أهلها وقادتها الحقيقيون .