المحقق الاستاذ - يسير على نهج جدته فاطمة التي هي العلم .. والتقوى.. والصبر.. والانتظار
بقلم - احمد الحياوي
يقول تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
عن علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عز وجل كمشكاة فيها مصباح قال: "المشكاة فاطمة، والمصباح الحسن، والحسين الزجاجة كأنها كوكب دري قال: كانت فاطمة كوكباً درياً من نساء العالمين يوقد من شجرة مباركة الشجرة المباركة إبراهيم لا شرقية ولا غربية لا يهودية ولا نصرانية، يكاد زيتها يضيء قال: يكاد العلم أن ينطق منها ولو لم تمسسه نار، نور على نور قال: ابنها إمام بعد إمام يهدي الله لنوره من يشاء قال: يهدي لولايتهم من يشاء
عنه النبي (صلى الله عليه وآله): "إنّ نور ابنتي فاطمة من نور الله" لذا حينما ولدت في العشرين من جمادى الثانية ورد أن نوراً ظهر في مكة، وأن نوراً ظهر في عالم التجرد الملائكي لم تره الملائكة من قبل فعلمت أن النور هو نور فاطمة (عليها السلام).
وهي التقية المجاهدة الجهاد الأكبر التي قال عنها الحسن البصري: ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة، كانت تقوم حتى تورّم قدماها
وهي العفيفة التي لم يجد زوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) في منزلها شيئاً ليأكله فقال لها: ألا كنت أعلمتني فأبقيكم شيئاً، فقالت: يا أبا الحسن، إني لأستحي من إلهي أن أكلّف نفسك ما لا تقدر عليه.
وهي العالمة التي كانت تعلّم نساء المسلمين أحكام الدين بتوجيه من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهي صاحبة كتاب الأخلاق وكتاب التشريع ولوح فاطمة وكتاب الوصية ومصحف فاطمة الذي فيه أخبار المخطّط الإلهي لقافلة الوجود .
ما أحوجنا وما حوج النساء اليوم الى تلك الصفات الطاهرة في لبس الحجاب المحتشم والعفة والسمات الخلقية المحتشم وما أحوجنا اليوم ولنأخذ منها الصبر والتحدي ومواجهة كل الظروف التي رافقت مسيرة الإسلام وهي الصابرة المحتسبة سلام الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة اللذان هما رمزا للشهادة والصبر والعلم والإصرار والكرامة وكما يسير الشباب اليوم في العراق المطالب بالحرية والامان لهذا الشعب النازف التي نهشت لحمه ضباع الكفر والمفسدين ذنبهم انهم ارادوا الوطن وبانتظار الفرج ودولة مدنية يقودها ابناء هذا البلد الشجعان خالية من القتل والارهاب والفساد والالحاد والمرتزقة والعصابات والاحزاب الفاشلة
فاطمة العلم .. والتقوى.. والصبر.. والانتظار
أيها اليوم الحزين، كيف ارتضيتَ فيك أن تُزهَق روحها ؟!إنها فاطمة الزهراء، إنها التقوى والوسطية والعِفّة والأخلاق، إنها العلم والاحتجاج والصبر والانتظار، أَبَكيتَ دمًا أم دمعًا عليها؟! إنها أمّ أبيها، والسبطان سيدا شباب أهل الجنة ابناها، أظنّك يا يومَ وفاتها زُهِقتَ وتعذّبتَ لوعةً حينها، فبكَ وبشأنكَ العظيم هذا نعزّي أباها وبعلها وبنيها، لاسيّما حفيدها المهدي المنتظر مؤسس دولة عدل الله في الأرض التي تحويها، ونعزّي الإنسانية جمعاء بكلّ أديانها، والأمة الإسلامية وعلمائها العاملين يتقدّمهم السيد الأستاذ الداعي إلى السلم والسلام.
يقول المحقق الاستاذ في ذكرى استشهاد جدته فاطمة الزهراء عليها السلام
ونحن في عشية يوم الظلم العالمي وهو ذكرى إستشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة بنت النبي المصطفى محمد بن عبد الله (صلى الله عليهما وآلهما ) المظلومة المهضومة ، فإننا نضيف مظلوميتنا إلى مظلوميتها حتى نخلد مظلومية المستضعفين في الدنيا وفي عالم أرواح ونفوس المقدسين . انتهى كلام الاستاذ
13 جمادى الأولى ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء- عليها السلام-