الفيلَسُوفُ المَعَاصِرُ. الإِمامُ الكَاظِمُ - لَمْ يَكُنِ سياسيًّا اوزعيمٌا لأحْزَابٌ بَلَّ كانَ إماما تقيَّأَ زَهَدًا عَابِدٌ مُخَلِّصاً
بقلم احمد الحياوي
قال الله تعالى:(سأصرف عن آياتي الذين يتكبّرون في الأرض بغير الحق وان يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها وان يروا سبيل الرشد لا يتّخذوه سبيلا وان يَروا سبيل الغيّ يتخذوه سبيلا)
إنّ سيرة الإِمامُ الكَاظِمُ(عليه السلام) ومواقفه من قسوة وجبروت حكم الرشيد لم تكن استسلام بل كان الإِمامُ (عليه السلام) صلباً قويا في مواقفه يتحدّى بها كل انواع الظلم والمكائد التي فرضها الرشيد من خلال حكمه وبمعونه اعوانه ولم يسكت عن باطل
فكان الامام صبورا وَرِعاً شَديدَ التَّقْوَى شَديدَ التَّنَسُّكِ وَالعِبَادَةِ وَمَخافَةِ اللَّهِ وَاحْتِرَامِ الشَّرِيعَةِ عبرخطوات الالتزام بالتقية كقيمة تحصينية، تحافظ على الوجود الاسلامي ، فقال(عليه السلام): «التقية ديني ودين آبائي، ولا ايمان لمن لا تقية له»
ان الامام ( عليه السلام ) وكما وصفه المحقق الاستاذ الصرخي قي كتابه نزيل السجون بقوله : ( لَمْ يَكُنِ سياسيًّا بالسياسة الدنيوية , ولم يكن زعيما كقادة الجهاز الحاكم الظالم ,ولم يكن مسؤولا او زعيما لجناح مسلح .. كعصابات السلب والنهب وسفك الدماء والارهاب ,, ولم يكن منتهزا وصوليا عابدا للمناصب والواجهات كالمنتفعين الوصوليين العملاء الاذلاء في كل مكان , بالتاكيد فانه لا يمثل جهة وحزبا معارضا , كالاحزاب المتصارعة على الدنيا والمنافع الشخصية الخاصة . كان اماما تقيا نقيا زاهدا عابدا ناسكا مخلصا عالما عاملا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر….. اذن لماذا هذا العداء والنصب والبغضاء؟!) ، اذا ومن خلال هذه الجريمة العظمى التي ارتكبت بحق ولي من اولياء الله وامام معصوم مفترض الطاعة من قبل طاغية من طغاة الحكم والاستبداد هارون الارشيد ، نستنتج بان الطغاة وطلاب الحكم لا يترددون ولا يتهاونون في ارتكاب أي جريمة او مجزرة بحق شعوبهم او شعوب العالم او بحق علماء زمانهم او بحق كل مؤمن او مؤمنة وبحق كل شريف ووطني مخلص لبلده من اجل بقاء ملكهم ومناصبهم وثرواتهم وواجهتهم ، ولكل زمان ائمته ولكل زمان طغاته
سيدي، يا سميَّ الكليم موسى مَنْ كلَّم الله
سيّدي كاظم الغيظ، أيّها الإمام الناصح التقيّ العابد الزاهد، أيّها المخلص والعالم والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الذي لا يعرف الذلّة في سجن الأعداء، أيّها الصابر المحتسب لربّه أجر الابتلاء، يا علَم رفرف بالحقّ رغم أنوف الأعداء، أيّها العابد الزاهد بالعِلم سقّاء، يا سميَّ الكليم موسى مَنْ كلّم ربَّ السماء، عشتَ سعيدًا بالوسطية والاعتدال والإيمان، ومتَّ شهيدًا مظلومًا كأجدادك السعداء، فلنعزّي بمصابنا بكَ جدّك المصطفى وآله الأتقياء، لاسيَّما حفيدك القائم بالحقّ والعطاء، والبشرية جمعاء، وأمّة الإسلام وعلماءها الأنقياء، يتقدّمهم السيد الأستاذ الصرخيّ الحسنيّ كاشف زيف ولاية الأشقياء.
25 رجب ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم- عليه السلام-
http://www.mediafire.com/convkey/5b43/qvau4u3lus4lmuhzg.jpg