بقلم احمد الحياوي
الله أكبر لا إله إلا الله »
بهذه الكلمات المنطوية على الإيمان بكلّ ماله من معنى يستقبل بها الرسول-صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام ) سبطه فيغرسها في أعماق نفسه ، ويغذي بها مشاعره ، وعواطفه لتكون انشودته في بحر هذه الحياة.السبط ،وما هي الّا لحظات وإذا بالوحي يناجى الرسول ، ويحمل له « التسمية » من الحقّ تعالى يقول له جبرئيل : « سمّه حسنا »
تولى الحسن بن علي-عليه السلام- الإمامة في 21 رمضان 40 هـ بعد استشهاد الإمام علي-عليه السلام -، وبايعه في اليوم نفسه أكثر من أربعين ألف شخص، لكن رفض معاوية خلافته، وسيّر جيشا نحو العراق، فوجّه الإمام عسكرًا بقيادة عبيد الله بن عباس لمواجهته، وذهب هو مع جيش آخر من جماعته إلى ساباط، وسعى معاوية على بث الإشاعات بين جيش الإمام الحسن-عليه السلام -؛ ليوفر الأرضية والأجواء المناسبة للصلح، وفي هذه الظروف تعرّض الإمام الحسن-عليه السلام- للاغتيال فجُرح، ونُقل إلى المدائن للعلاج، وتزامنا مع هذه الأحداث، بعث جماعة من رؤساء الكوفة رسائل إلی معاوية، وواعدوه أن يسلموا الحسن بن علي إليه أو يقتلوه، فأرسل معاوية رسائل الكوفيين إلى الحسن بن علي-عليه السلام -، واقترح عليه الصلح. وقَبِل الإمام الصلح مع معاوية، وسلّم الحكم إليه على أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله، ولا يعيّن خلفا لنفسه، ويضمن الأمان للناس وخاصة شيعة الإمام علي-عليه السلام -، لكن معاوية لم يفِ بهذه الشروط، ولقد استاء بعض أصحابه من هذا الصلح، وأعربوا عن رفضهم له بوصفهم الإمام الحسن-عليه السلام- بـ"مذل المؤمنين".وبعد أن وقّع الإمام الصلح مع معاوية رجع سنة 41 هـ إلى المدينة، وبقي هناك حتى آخر عمره، وكان يحظى بالمرجعية العلمية في المدينة، كما أن مكانته الاجتماعية في هذه الفترة كبيرة من العلم والحكمة وحقن الدماء .
وعندما أراد معاوية أن يأخذ البيعة لولده يزيد أرسل إلى جعدة بنت الأشعث زوجة الإمام الحسن (عليه السلام ) مئة ألف درهم، لتدس إليه السم، فنفذت الأمر، واستشهد على أثر ذلك السم، ليولد بين احضان النبي الاكرم وقدأوصى أن يُدفن عند قبرجده النبي -صلى الله عليه وآله وسلم -، لكن مروان بن الحكم وعدد من بني أمية بقيادة عائشة بنت أبي بكر منعوا ذلك، فدُفن في مقبرة البقيع. إنه الحليم ورد أن رجلا من أهل الشام رأى الإمام الحسن -عليه السلام- فبدأ بالإساءة له، فتركه الإمام حتى سكت، ثم ابتسم في وجهه، وقال له: كأنك غريب في هذا البلد، فنحن نقضي جميع حوائجك، فبكى الرجل، وقال: الله أعلم حيث يجعل رسالته.كم هي المعاناة كبيرة وأوجه الشبه بين أهل البيت-عليهم السلام- لأنهم حملوا رسالة الإسلام وبين زماننا هذا حتى يكون به الصادقين الأطهاروالعلماء مطاردون حتى أصبحت حركة التسليك هي الأخطر على الاطلاق ، وكان السلوكية محيطين وملتصقين بكل مكان من العالم وقد أحكموا السيطرة على المرجعيات! ينتهجون التفسيق والتكفير والقتل ، وبرغم أنهم يتميزون بالغباء ، وتغير الولاء إلى جهة تؤيدهم وتدفع لهم ،
وماأشد على الناس والمجتمع اليوم من الجاهل والسلوكي الذى يلبس رداء عالم !! إنهم ذئاب بعمامة ولباس الدين
إن من علائم انحطاط أي أمة أن يتساوى العلماء والجهلة، بل أكثر من ذلك، أن يعلو الذين لا يعلمون على الذين يعلمون،
أي زمن هذا الذي نعيشه؟ زمن بلغ فيه احتقار العلم ومراتبه ودرجاته الزبى. أينما ترهف أذنيك، وحيثما تجول قدماك، تعثر على دكتور ومفكر وفيلسوف وباحث استراتيجي، فتتعجب كيف لأمة حوت كل هؤلاء، أكثر من أي أمة فوق الأرض، لا تزال في الدرجة الأدنى من سلم التطور الإنساني؟!
وأي أمة هذه التي تحتقر هذه الألقاب الجليلة، التي لا يستحقها سوى العلماء الذين لايزالوا يقولون الحق والمعروف وقوامهم الاعتدال والتقوى ، فتطلقها جزافا على كل من لا يفكّ حرفاً! أي جريمة نقترفها بحق العلم والمعرفة بخفة ولا مبالاة قل نظيرهما!
في النصف من شهر الصيام، تزينت السماء بالوئام، وتناثرت على الأرض ورود السلام، قد وُلِد لآل البيت ثاني إمام، ونورُه امتزج بالقمر عند التمام، (حَسَنُ) خُلُقٌ ومُسمّى بإحكام، رمز عدل وكرم وإكرام، فبمولده نبارك لجدّه الرسول محمد سيد الأنام، وآله لاسيّما المهدي الهمام، والإنسانية وأمّة الإسلام، وعلمائها الأعلام، يتقدّمهم حفيده السيد الأستاذ الصرخي الحسني القامع للباطل بكل إقدام.
15 رمضان ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى -عليه السلام-
https://6.top4top.net/p_1234c08jr1.jpg