بقلم احمد الحياوي....
رحلة ألسيد الصدر-رض- إلى إيران .. مُشاهدات وإنطباعات معه مراجع دين يمثلون رموزالبلد و بموافقة ورضى الحكومة يتم السفرمن العراق إلى إيران عام 1411 هجـ/1991م
فالإندهاش لاينقطع إزداد هذه المرة مع إمام صلاة الجمعة في إيران الخامنئي !
الذي أثار إعجاب الوفد الضيف بإسلوب إلقاءه وشخصيته القيادية الجذابة! فترى الشهيد الصدر يُسجل في إرجوزته إعجابه الشديد بشخصيّة السيّد الخامنئي الذي وصفهُ بأنهُ (إمامُ كُل البشر) ! بقوله :
وعندما إنتهى من الخطاب
جاء إلينا في ليوثِ الغابِ
“خامنئي” إمامُ كُل البّشر!
وصاعِدٌ بصيته المنتَشِر
هُناك شاهَدناه بالعيانُ ......إلخ القصيدة.... ولتكتمل الحسبة والعرفان ! معهم بعد ذلك في الفندق بجوار الموسيقى الروحيّة مع أشعار نَظِمها شُعراء فُرس عرفانيون .!!
وكان السيد الصدر- رض - قد أقنع أعضاء الوفد بضرورة زيارة مدينة أصفهان مُعلّلاً ذلك بأنّها فُرصَة العُمر التي لا تُعوّض خصوصاً مع إشتهار هذه المدينة بالآثار والسياحة العريقة والجميلة ، فحتّى لو تَمادى الزمان فإنهُم ليس من المعلوم أن يتمكّنوا من زيارة إيران مرّة أُخرى خصوصاً مع هذه الحفاوة والضيافة العظيمة من الجانب الإيراني الذي كان يُسَر بتحقيق جميع مطالبهم أياً كانت ! لكن حال العراق لايسر حيث استمرارالقصف الصاروخي من التحالف على العراق جعلت الوفد يصاب بغصة من الرّجوع الفوري أمرٌ لا بُد مِنه خاصّة وأن بيت ـ الكبيسي ـ كان قريباً من منطقة القصف بالقرب من النفق وهو قلق جداً على أحوال عائلته بالعراق
فما هي تلك المواقف والنتائج المتحققه ؟!وهل حملت في طياتها شخصية وعنوان المرجعية الرسالية الحقة والأعلمية والاجتهاد ! ومن منا لايحب السفر، لكن لابد من مراعاة على أن يتم ذلك بطريقة فيها مسؤولية أكبر". ولاسيما الوفد يمثلون رموزوكبار البلد الدينية ! وليس إنسان عادي مضطرب !والتي أخذت بطابعها منحى أكثر وفي السياحة والأكل والشرب وقصائد ومجاملات ورياء ومعالم العجب والتعجب والذهول والانصراف في إبداء والقاء الشعر والمدح والثناء لإرضاء نظام وطغيان الخامنئي وتسميته إمام كل البشر !! وليس شيء آخر فأين العلم والحكمة والاعتدال ؟ ورغم ذلك فإن الأخير لم يكلف نفسه حتى بالسؤال !وأن يقابل الوفد شخصيًا ؟لإمور أهم تخص سمعة ذلك البلد المضيف ....وبلد الوفد الزائر العراقي تتعرض لشتى أنواع القصف والاحتلال والقتل والدمار الذي بقيت آثاره إلى يومنا هذا وعلى الرغم من كل الأزمات، سواء كانت اضطرابات سياسية أوغيرها فالعراق حتى الساعة غارقاً بقادة سلوكيين وحيتان وتجار دين لسبعة عشر سنة يعاني العراقيون من الهم والعوز والاذلال! وبيع الضمائروالمناصب وقبلها ثلاثون سنة ظلم وجبروت والجديد الله العالم مايخفي لنا ....
المحقق الأستاذ مغردا -
أستَاذُنَا الصّدرُ(رض)..عَالِمٌ نَاصِحٌ..غَيرُ مَعصُوم ١٧- غَیْر مَعْصُوم...قَصْف وَدَمَار... سِيَاحَة وَآثَار...!! الفُرصَة فَاتَت، وَالغُصّة بَقِيَت مُلَازِمَة لِسَيّدِنَا الأستَاذ، فَقَد وَثّقَها فِي الأرجوزَة الإيرَانِية عَام(١٩٩١م)، وَذَكَرَها فِي لِقَائِه عَام(١٩٩٨م) قَبلَ وَفَاتِه بِأَشْهُر: أ- السّيَاحَة وَزِيارَة آثَار أصبَهَان(أصفَهان)، قَد اِعتَبَرَها الأستَاذ فُرصَةً مُبهِجَةً لَطيفَة، وَحَذّر رِفَاقَه مِن تَفوِيتِهَا فَتَصِير غُصّة، قال(رحمه الله) فِي أرجوزتِه الإيرانيّة: وَكَان فِي النّيّة وَالوجدَان...بِأن نَروح نَحو أصبَهَان قُلتُ لَهم: بِأن هَذِي فُرصَة...فَلا تردّوها عَلَينا غُصّة وَإنّها لَرِحلَة مَكفولَة...مُبهِجة لَطيفَة مَوصولَة فَاِهْتَبِلُوهَا يا رِفَاقِي فرصَة...كَي نَحتَبي فِي دَهرِنَا بحِصّة ب - أرَادَ الأستَاذ أن يُكمِلَ سَفرَتَه السّيَاحِيّة بِزِيَارَة آثار أصفَهان{الآثار القديمة..آثارٌ مشهورةٌ}، لكِن جَاءَهم خَبرُ قَصْفِ الأمرِيكَان لِمَلجَأ العَامِرِيّة مُخَلِّفًا مِئَات الضّحَايَا من النّسَاء والأطفَال، قَالَ: {بِقَصفِ مَلجَا بِه كَان البَشَر...قد كَثرت بِقَصفِه الرّزِيّة}..{حَيث تَكاثَر الجرَاح فِيهم...وَلَم يَكُن فِي القَوْمِ مَن يَحمِيهم}..{كَمَا سَمِعنا كثرَة القَتلَى بِه...فَهو المُهمّ أبَدًا فِي بَابِه}[أشعار الحياة ٣٠٧، الأرجوزة الإيرانيّة] ج- مِن الطّبِيعِي جِدًا جِدًا أنّ أيَّ إنسَانٍ سَيَتركُ السّيَاحَة وَالآثَار القَديمَة وَالآثَار المَشهورَة وَيرجِع إلَى بَلَدِه وَشَعبِه المَقتولِ المَفجُوع، خَاصّة وأن أعضاء الوفد قَد تغيّرت أحوالهم نحو القلق والحزن، {كَمَا سَمِعنَا كثرَة القَتلَى بِه...فَهو المُهمّ أبَدًا فِي بَابِه}..{عندئذ تحوّلت أحوالهم...فِي وَفدِنَا حزنًا عَلى مَا نَالهم}[أشعار الحياة ٣٠٧، الأرجوزة الإيرانيّة] د- لكِن مَع شَدِيدِ الأسَف وَالألَم لِلمَوقِف العَجِيبِ الغَرِيب!! حَيث يُصِرُّ الأستَاذ عَلَى إكمَال السِّيَاحَة، وَالتّرغيب لِرفاقِه بذلك!! قَالَ:{وَنحن إن عُدنا إلى العراق...}..{فلن نعود لربى إيران...ولو تمادى في مدى الزّمان}..{هذا ونحن قَد نَرى الحكومة...قَانعة بكلّ مَا نَرومَه}..{فَلَو طلبنا منهم الزيارة...لكل ما في الأرض من حضارة}..{لقبلوا منا عظيم الطلب...ولم نجد منهم إلينا من أبي}[أشعار الحياة ٣٠٦، الأرجوزة الإيرانيّة] هـ- وَلَم يُخْفِ مَشَاعِرَه بَل عَبّرَ بِكُلّ صَرَاحَة عَن أسَفِهِ بَل عَن عَظِيم أسَفِه لِمُغَادَرَة الوَفد إلَى العِراق دون زِيَارَة الآثَار وَمَغَانِي تُحَف أصبَهَان، قَال:{قَد غَادَرَ الوَفدُ مَغَانِي التّحَف...نَحو العِرَاق فِي عَظِيم الأسَف}[أشعار الحياة ٣٠٨، الأرجوزة الإيرانيّة]، وبعد سنين قال أيضًا: {هذا الرجل(الكبيسي)...رَجّعنَا بِكلّ صورَةٍ، جَرْنَا مِن إيرَان جَرّ!!!!!}[اللقاء الصوتي١، مواعظ ولقاءات ١٢٢] الصّرخي الحَسني لمتابعة الحساب: تويتر: AlsrkhyAlhasny@ الفيس بوك: Alsarkhyalhasny