المفكر الإسلامي المعاصر-أستاذنا الصّدر الزَعِيم يَجهَل اسمَ كِتاب(مُؤَلَّف) ابن عَرَبي
بقلم احمد الحياوي
قال الله تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [البقرة/170]
العرفان والتصوف
اسمى البعض من الشيعة طريقه في عبادة الله أو الطريقة في "الوصول إلى الله"، كما أطلقوا عليها بالعرفان، حتى يتميزون عن غيرهم أو بالأحرى عن الصوفية من السنة، الذين سبقوهم بفترة ، وخصوصاً من ابن عربي صاحب (الفتوحات المكية) أويطلقون عليه الشيخ الأكبر، وتأثير الشيعة به واضح جداً،
إذن، فإن التصوّف والعرفان هما معنيين، أو اسمين لمفهوم واحد، أرادوا به أن يميزوا أنفسهم واحدهم عن الآخر من الطائفتين، وإلا الطريقة هي ذاتها، فهناك أوراد وصلوات وأدعية لكل منهما، لكن قد تختلف تلك الأوراد والصلوات والأدعية، من حيث الكلمات، لكن المضمون والنتيجة واحدة.
لا توجد فوارق بين التصوف، الذي تسير على نهجه أهل السنة ، من الذين اتخذوا طريقة التصوف. والعرفان الذي خاضت به بعض الشيعة من الذين اختصوا في هذه المجال، وصار يطلق عليهم عرفاء،
فليس هناك إثبات أن بعض المتصوفين ينتجهون الرقص والغناء وقد بحثت في المصادر ولم أجد هكذا كلام قط فمن أين جاء به أستاذنا الصدر- رض- !!
وعن ابن عربي في أول أمره قد اشتغل بالكتابة في ديوان الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب. ثم تزهد وتفرد وتوحد وأكثر من السفر والسياحة وعمل الخلوات فخرج تصوف أهل الوحدة ، توفي ابن عربي سنة (638 هـ) وخلف كثيراً من المؤلفات أوصلها الزركلي إلى نحو أربعمائة كتاب ورسالة، أشهرها (الفتوحات المكية) و(فصوص الحكم).لكن هل اتبعه أهل العرفان أم أخذوا نصائح العرفان منه وذابوا في كلامه ولم يفرقوا بينها
حيث يقول أستاذنا الصدر- ر ض- أنها كانت تسمى فتوحات إسلامية !! كما أنها ليست حروب قبلية !!و ليست هفوات واضطراب وتسليك وتشويش! لا يا أستاذنا الصدر رحمك الله . إنها تسمى فتوحات مكية وهي مولفات؟ كما ذكر عددها أعلاه
ثم إن ابن عربي وأتباعه الذين لا يحسنون الظن بالشيعة ويصفونهم بأوصاف الفسق والمنحرفين من الأولى أن لا يثق الشيعي الإمامي المخلص بآرائهم وأقوالهم، ولا نقول أن أقوال ابن عربي كلها باطلة؛ ففيها الصحيح والسقيم وفيها الغث والسمين، ولكن مقتضى الاحتياط في الدين هو عدم الثقة بما يكتب إلابعد التأكد من صدق الكلام وقبوله العقل
ونحن لا نريد بذلك تجهيل العرفاء أو الحكم عليهم كما يجري من سلك ذلك المنهج والمسلك، إلا أن العرفان بما وصل إليه من اصطلاحات وغيرها، إذا كان لا يمت إلى تقوى الله وعبادته والاخلاص في وحدانيته واتباع نهج وأخلاق رسولنا الأكرم- صلى الله عليه وعلى آله أجمعين- والمذهب والاعتدال ومن صفات المعصومين-عليهم السلام- بصلة، ولم يأت ما يصححه أو يجيزه في روايات أهل البيت- صلوات الله عليهم-.فيكون في الهاوية
على أن لدينا منهج معتبر وطريق مختصر وهو مضمون الإيصال إلى الغاية القصوى والعاقبة الحسنى و الإلتزام بحذافير الشريعة من أداء الواجبات واجتناب المحرمات وترك المكروهات والعمل بالواجبات والمستحبات، وقراءة القرآن الكريم، والدعاء والمناجاة، وزيارة أهل البيت وإحياء أمرهم-عليهم السلام-، وإقامة الشعائر الدينية، والعمل بمضامين وصاياهم، وعدم الاقتحام في الشبهات...إلخ. فهذا هو المنهج السليم الموصل إلى أرفع المقامات في الدين والدنيا والآخرة.
فمن رأى أن منهج العرفاء وطرقهم ومسالكها أفضل من الطريق الذي شرعه أهل البيت-صلوات الله عليهم- فليعمل بها هنيئاً له، فنحن إنما توخينا النصيحة والإرشاد ودعونا إلى ما نعتقد أنه هو الصواب.
وهنا تغريدة المفكر الإسلامي الصرخي-حفظه الله- قد كشفت لنا الكثير فلنرى لما قاله --
32- قَال: غِنَاء...رقص...درباشة...إدخَال السّيوف فِي الجسم!!!
1- قَالَ الأستَاذ الصّدر:{وَدَدت الإشارَة...هُنا فَرق بَينَ هذا العِرفَان وَالصّوفِيّة...المهمّ يوجَد عِدّة فروق وَصِفَات...المُتَصوّفة يَتَجوّزون أكثر مِن اللّازم فِيبَعض الأمور، مِن قَبيل أنّهم يَتَجوّزون فِي الغِنَاء، وَيتجوّزون فِي الرّقص، الرقص الصّوفِي عندَهم شَيء رَئيسي، في حِين أنّه لَم يَنصح أحدٌ مِن أهلِ البَاطِن مِن الإمَامِيّة بِشَيء مِن الرّقص، وَلَا بِشَيء مِن الغِنَاء...وَكذلِك لَم يَنصح وَاحِد مِنّا بِمَا يُسَمّى بالدّربَاشَة وَإدخَال السّيوف فِي الجسم}!!...
2- الوَاضِح أنّها مَعلومَات سَطحِيّة فَارغَة لَا تَصِل إلَى أدنَى مستَوًى ثَقَافي فِكري عِندَ عَوامّ النّاس!! وهذا يكشفُ عَن جَهْلِ الأستَاذ بِحَقيقَةِ وَمَعنى التّصوّف وَالعِرفَان!!
3- هَل يوجَد مَنهَج عِلميّ يَقبَل دَعوى الأستَاذ فِي أنّ الفَرق بَينَ التصوّف والعِرفان، الشّيعي وَالسّنّي، يَكون بالغِنَاء والرّقص والدر باشة وَإدخالِ السّيوف فِي الجسم؟!!
4- اِرجعوا إلَى ما صَدَر عَن رَفيقَيه فِي زَعامَة العِرفَان، الخميني والسبزواري، فَهل تَجِدونَ عِندَهما مَا يُشير إلَى هَذا الفرق الغريب العَجِيب الذي ذَكَرَه الأستَاذ؟!...
5- يَرحَمُكم الله، أرْشِدونَا إلَى أحَد العَارفين أو مِمّن يَدّعي العِرفَان مِن الشّيعَة يَقول بِما قَالَه الأستَاذ؟!!
6- إذَن، مِن أينَ جَاء الأستَاذ بِهذا؟! هَل أتَی بِه مِن أسلافِه كما في قانون المعجزات، أو مِن شيوخ المنابر(الروزخونيّة) أو جلسات تحضير الجن(أوالأرواح)، أو نحوها، أو مِن مَصَادر وَاقعِيّة وَدِراسَة وَتَحقِيق؟!!
قَالَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ:{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[الإسراء36]
لمتابعة الحساب على:
تويتر: AlsrkhyAlhasny@
الفيس بوك: Alsarkhyalhasny
الإنستغرام: alsarkhyalhasany@