عيد الاضحى المبارك - يفتح أبواب الإخاء والأخوة -المحقق الاستاذ راعيا للسلمٍ والسلامٍ
بقلم -أحمد الحياوي -
عيد الأضحى هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إذا فازوا بإكمال طاعة مولاهم وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته كما قال تعالى: [قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ] {يونس:58}
الإخاء في الإسلام هوالحجر الاساس التي أقامها واغرسها سيِّد المرسلين محمّد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) في بناءه المجتمع الإسلامي وفي المدينة المنوّرة عند الهجرة، حيث آخى بين المهاجرين والأنصار،
وبلغ هذا الإخاء درجة عالية في الإيثار فآثر الأنصار المهاجرين على أنفسهم في كلّ ما يحتاجون إليه، يقول الله عزّوجلّ عنهم في كتابه العزيز: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَن هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر/ 9). لقد اثبّت الرسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ركيزة الأمن والاستقرار في المجتمع بقوله: «إنّ المسلم أخو المسلم، لا يغشه ولا يخونه ولا يغتابه ولا يحل له دمه ولا شيء من ماله إلّا بطيبة نفسه». وايضا «كلّ المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه» وفي حديث آخر قال صل الله عليه وعلى اله سلم و«لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا ولا تحسسوا وكونوا عباد الله إخواناً».
جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) في الحث والتأكيد على طلب المؤاخاة قوله: «واطلب مؤاخاة الأتقياء ولو في ظلمات الأرض وإن أفنيت عمرك في طلبهم، فإنّ الله عزّوجلّ لم يخلق على وجه الأرض أفضل منهم بعد النبيين، وما أنعم الله على العبد بمثل ما أنعم به من التوفيق لصحبتهم»، فنِعمة مصادقة الأخوان هي نِعمة إلهية لا مثيل لها على الإطلاق.
يقول الفيلسوف والعالم المعاصر الصرخي الحسني دام ظله-
(ﻧﺮﻳﺪ أﻥ ﻧﺆﺳﺲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻄﻴﺒﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺤﺚ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻌﺪ أﻥ ﻳﺰﻛﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻄﻬﺮﻫﺎ ﻓﻴﺘﺒﻊ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﻨﺼﺮﻩ ، ﻓإﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺤﻚ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍلأﻋﻤﺎﻝ ﻭﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ لأﻧﻪ ﻳﻤﺜﻞ ﻋﻠﻲ-ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ- ﻭﻭﻻﻳﺘﻪ ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻥ ﻧﻮﻃﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻗﺒﻮﻟﻪ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﻛﻲ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻦ أﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺔ) إنتهى كلام الأستاذ.
مسك الختام ---عيد سلمٍ وسلامٍ وإخاء
أقبلتَ أيّها العيد الكريم، ونسأل الله بقدومكَ أن ينزل على الأرض الرحبة كلّ خير ونماء وصفاء وحبّ وإخاء، وسلم وسلام وإسلام وعطاء، عطاء الإيمان والوفاء، وفاء العهد لله ورسوله بالتخلّي عن الذميم من الأفكار والأفعال، عيد الأضحى مرحبًا وسهلًا بك ونتوسّم فيك الخير للبشرية جمعاء، وأنّ الله منجز ما وعد عباده الصالحين المطيعين، فلنرفع التهنئة الزكيّة بهذا العيد المبارك لمقام الرسول وآله الأطهار لاسيَّما القائم المنتظر والإنسانية جمعاء والأمّة الإسلاميّة يتقدّمها السيّد الأستاذ الصرخيّ الحسنيّ السائر على نهج آبائه الأطهار.
١٠ ذي الحجّة عيد الأضحى المبارك
https://i.top4top.io/p_1672xbpjd0.jpg