العيد هو السلم والسلام والإخاء و عراق خالي من الدماء بقلم - أحمد الحياوي - قوله تعالى - وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ عيدنا اليوم هو التقرب من الباري-عز وجل- والتحلي بأخلاق القدوة والمثل الأعلى النبي الأطهار - صلى الله عليه وعلى آله وأهل بيته الأطهار- ومن كان فاسق وفاسد وقاتل وسيجزي بما عمل فالنار مثواه ومن استرشد وأبصر وعمل خير فلنفسه وأهله فهو في عيشة راضية وودت أن استطرق لما قاله الإمام الباقر-عليه السلام- وهو مدرسة العلم والتقوى والاعتدال لتلميذه جابر الجعفي -قائلا أُوصِيكَ بِخَمْسٍ: إِنْ ظُلِمْتَ فَلَا تَظْلِمْ، وَإِنْ خَانُوكَ فَلَا تَخُنْ، وَإِنْ كُذِّبْتَ فَلَا تَغْضَبْ، وَإِنْ مُدِحْتَ فَلَا تَفْرَحْ، وَإِنْ ذُمِمْتَ فَلَا تَجْزَعْ، وَفَكِّرْ فِيمَا قِيلَ فِيكَ، فَإِنْ عَرَفْتَ مِنْ نَفْسِكَ مَا قِيلَ فِيكَ فَسُقُوطُكَ مِنْ عَيْنِ اللَّهِ جَلَّ وَعلا عِنْدَ غَضَبِكَ مِنَ الْحَقِّ أَعْظَمُ عَلَيْكَ مُصِيبَةً مِمَّا خِفْتَ مِنْ سُقُوطِكَ مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى خِلَافِ مَا قِيلَ فِيكَ فَثَوَابٌ اكْتَسَبْتَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتْعَبَ بَدَنُكَ. وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ لَا تَكُونُ لَنَا وَلِيّاً حَتَّى لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْكَ أَهْلُ مِصْرِكَ وَقَالُوا: إِنَّكَ رَجُلُ سَوْءٍ لَمْ يَحْزُنْكَ ذَلِكَ، وَلَوْ قَالُوا: إِنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ لَمْ يَسُرَّكَ ذَلِكَ، وَلَكِنِ اعْرِضْ نَفْسَكَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كُنْتَ سَالِكاً سَبِيلَهُ زَاهِداً فِي تَزْهِيدِهِ رَاغِباً فِي تَرْغِيبِهِ خَائِفاً مِنْ تَخْوِيفِهِ فَاثْبُتْ وَأَبْشِرْ، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّكَ مَا قِيلَ فِيكَ، وَإِنْ كُنْتَ مُبَايِناً لِلْقُرْآنِ فَمَاذَا الَّذِي يَغُرُّكَ مِنْ نَفْسِكَ؟ إِنَّ الْمُؤْمِنَ مَعْنِيٌّ بِمُجَاهَدَةِ نَفْسِهِ لِيَغْلِبَهَا عَلَى هَوَاهَا، فَمَرَّةً يُقِيمُ أَوَدَهَا وَيُخَالِفُ هَوَاهَا فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ، وَمَرَّةً تَصْرَعُهُ نَفْسُهُ فَيَتَّبِعُ هَوَاهَا فَيَنْعَشُهُ اللَّهُ فَيَنْتَعِشُ، وَيُقِيلُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ فَيَتَذَكَّرُ وَيَفْزَعُ إِلَى التَّوْبَةِ وَالْمَخَافَةِ فَيَزْدَادُ بَصِيرَةً وَمَعْرِفَةً لِمَا زِيدَ فِيهِ مِنَ الْخَوْفِ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ?إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ?. يَا جَابِرُ، اسْتَكْثِرْ لِنَفْسِكَ مِنَ اللَّهِ قَلِيلَ الرِّزْقِ تَخَلُّصاً إِلَى الشُّكْرِ، وَاسْتَقْلِلْ مِنْ نَفْسِكَ كَثِيرَ الطَّاعَةِ لِلَّهِ إِزْرَاءً عَلَى النَّفْسِ وَتَعَرُّضاً لِلْعَفْوِ، وَادْفَعْ عَنْ نَفْسِكَ حَاضِرَ الشَّرِّ بِحَاضِرِ الْعِلْمِ، وَاسْتَعْمِلْ حَاضِرَ الْعِلْمِ بِخَالِصِ الْعَمَلِ، وَتَحَرَّزْ فِي خَالِصِ الْعَمَلِ مِنْ عَظِيمِ الْغَفْلَةِ بِشِدَّةِ التَّيَقُّظِ، وَاسْتَجْلِبْ شِدَّةَ التَّيَقُّظِ بِصِدْقِ الْخَوْفِ، وَاحْذَرْ خَفِيَّ التَّزَيُّنِ بِحَاضِرِ الْحَيَاةِ، وَتَوَقَّ مُجَازَفَةَ الْهَوَى بِدَلَالَةِ الْعَقْلِ، وَقِفْ عِنْدَ غَلَبَةِ الْهَوَى بِاسْتِرْشَاءِ الْعِلْمِ، وَاسْتَبْقِ خَالِصَ الْأَعْمَالِ لِيَوْمِ الْجَزَاءِ، وَانْزِلْ سَاحَةَ الْقَنَاعَةِ بِاتِّقَاءِ الْحِرْصِ. هذه فقرات من وصيّة الإمام الباقر عليه السلام لتلميذه جابر الجعفي (ره )، وهو يحدِّد من خلالها مُواصفات الشخصية الإسلامية الحقيقية وكلَّ أبعادها، تلكَ التي يوفّرها الرّجوع إلى القرآن الكريم في فكره ومفاهيمه ومقاييسه، وأنت حين تستقرئ هذه الفقرات الشامخة في معانيها ومضامينها، فإنّك لا بدّ وأن تشعر ببصمات النبوّة مشرقة بين حروفها بشكل يجعلك تقطع أنّ قائلها ليس إنساناً عاديّاً كسواه من الناس في عصره، وإنّما له ارتباط وثيق بالمنابع الصافية المتدفقة بالفكر الإلهي الأصيل. انّه وريث جدّه رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- في حمل الرِّسالة الخاتمة في تلك الفترة من تاريخ الإنسان. فلتكن هي رسالتنا وشعارنا في الحياة ونتمسك بوطنيتنا وأخلاقنا نريد عراق خالي من القنل والأرهاب والتفرقة نريد نعمر هذه الأرض لا نفسد ولا ندمر العراق للجميع والمحافظة عليه تقع على الكل وليس لكيان أو طائفة أو حزب . نسأل الله أن يرحم الشهداء ويجعل البلد آمنا مستقرًا يقول المحقق الأستاذ الصرخي - (المحبون والعاشقون للنبي الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني والتاريخي يلزمنا نصرة النبي المظلوم المهضوم- صلوات الله وسلامه عليه وآله- بكسر جدار وجدران الصمت وشق حجاب وحجب الظلام وإثبات أنّ العراقيين الأخيار الصادقين الأحرارهم الأنصار الحقيقيون للإسلام والقرآن والنبي- صلى الله عليه وآله وسلم -، وهم المحبّون العاشقون لنبي الإسلام وقرآنه الناطق ولدستوره الإلهي الخالد.) انتهى كلام المرجع المحقق . نعم إنه عيد سلمٍ وسلامٍ وإخاء أقبلتَ أيّها العيد الكريم، ونسأل الله بقدومكَ أن ينزل على الأرض الرحبة كلّ خير ونماء وصفاء وحبّ وإخاء، وسلم وسلام وإسلام وعطاء، عطاء الإيمان والوفاء، وفاء العهد لله ورسوله بالتخلّي عن الذميم من الأفكار والأفعال، عيد الأضحى مرحبًا وسهلًا بك ونتوسّم فيك الخير للبشرية جمعاء، وأنّ الله منجز ما وعد عباده الصالحين المطيعين، فلنرفع التهنئة الزكيّة بهذا العيد المبارك لمقام الرسول وآله الأطهار لاسيَّما القائم المنتظر والإنسانية جمعاء والأمّة الإسلاميّة يتقدّمها السيّد الأستاذ الصرخيّ الحسنيّ السائر على نهج آبائه الأطهار. ١٠ ذي الحجّة عيد الأضحى المبارك VIDEO