المفكر الاسلامي المعاصر -هَل يُشتَرَط فِي المُثَقّف، الشّاهد عَلَى العِرفَان، نَفسُ ما يُشتَرَط فِي الشّاهد عَلَى أعلمِيّة المُجتَهد الفَقيه؟!
--- بقلم احمد الحياوي ---
من الواضح أن أمتنا الاسلامية تعاني من التخلف على أكثر من صعيد، فهي تعاني الفرقة الطائفية، والاستبداد، والظلم، والجهل، والخرافة، والابتعاد عن القرآن الكريم والعقل والعلم. وهو ما يدعو إلى تنوير الناس ثقافيا وفكريا وعلميا و روحيا وأخلاقيا تعيد توحيد المسلمين وتحريرهم من الأوهام والضعف وتضعهم على خطى التقدم العلمي والحضاري. وبالطبع يفترض أن يقوم العلماء والحوزات العلمية والمعاهد الدينية بنهوض المجتمع، ولا شك بوجود محاولات جادة بتوضيح الامور واخص بالذكر موضوع العرفان وما تحقق منه العلماء والمحققين والمفكرين لبيان الموقف، و نحن نواجه اليوم الكوارث والآلام والمشاكل التي تعاني منها أمتنا الاسلامية في مختلف الأصعدة.
وفي الوقت الذي نحتاج لتعزيز تلك الحركة العلمية و العقلية والقرآنية فإننا نشاهد في بعض زوايا الحوزات العلمية وخاصة في ايران، رجالا يسمون بالعرفاء ويدعون العرفان، ويدعون أو يدعى لهم معالجة المشاكل الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية وحتى الصحية والشخصية بطرق بعيدة عن العقل والعلم والمناهج القرآنية العلمية، أي بطرق غيبية، هي أقرب الى الدجل والخزعبلات، ويذهب البعض منهم الى ادعاء المعاجز وعلم الغيب وقراءة ما في النفوس، مما لم يدعه النبي الأكرم محمد (صل الله عليه وعلى ال بيته الاطهار) ولا أئمة أهل البيت، ومع ذلك يزعم هؤلاء "العرفاء" بأنهم يسيرون على نهج النبي وأهل البيت، تماما كما
فهل الانسان المؤمن اذا ذكر الله وسبحه وادى ماعليه من فرائض وعبادات ودعاء وزيارة والمناجاة والعهد مع الله ورسوله واحسن مع الجار وعمل بالمعروف وعمل الصدقات وبينه وبين رب العز والجلال اليس افضل من ان يقول الاستاذ الصدر رحمه الله انا عرفاني واناا شيخ العرفانيين و الزعيم الأوحد و يمدح نفسه بدل ان يكون عالما ناصحا مربيا بعيدا عن حب الانا والله هو الذي يزكي الانفس ونعرف في ان تَحديد الأعلَم من أجلِ التّقليد، يوجَد عِدّةُ طُرق، مِنها شَهادَة عَدلَيْنِ، فَهَل يُشتَرَط فِي المُثَقّف، الشّاهد عَلَى العِرفَان، نَفسُ ما يُشتَرَط فِي الشّاهد عَلَى أعلمِيّة المُجتَهد الفَقيه؟!.اترك القول للمفكر الاسلامي المعاصر لبين لنا في تغريدته المباركه {{٣٥- لِصّ الحَمّام ...الشّهرَة... حُسْن ظَنّ المُثَقّف!!!
١- المَعروف عَن التّصَوف وَالعِرفَان، أن يَتَوَجّه العبدُ خَالِصًا إلى الله سُبحَانَه، وَيَنقَطع كُلّيّا عَمّا سواه، فَيذلّ النّفس إلَى مُنتَهَى الضّعة وَالإذلال مَع الإعرَاض التّام عَن شَهَوَات الدّنيَا وَمُغرِيَاتِها!! قَالَ الجنيد:{أخَذْنا التصوّفَ عَن الجُوعِ وَتَركِ الدّنيَا وَقَطعِ المَألوفَات...لأنّ التّصوّف هُو صِفَة المُعامَلة مَع الله تَعَالى وَأصْله التّعزّف عَن الدّنيَا}[الرّسَالة القشيرية٤٣٠، طَبَقات الصّوفيّة ۱۳۱، النّثر الصّوفيّ لخالد حوير ۱۷۹]
٢- هَل يَتَناسَب هذا مَع السّمعَة وَالشّهرة بَين النّاس والسكوت عنها لِعدّة سِنِينَ بَل وَتَسبيبها مِن الأصل؟! وَهَل يَتَنَاسَب مَعَ البَحث عَن مُثَقّفين يُحسِنونَ الظّن بالشّخص، كي يَجعَلها شَهَادَةً عَلى تَصَوّفِه وَعِرفَانِه وَصِحّة بَاطِنِه؟! إنّها تَزكيَة نَفْسٍ غَريبَةٌ مُستَهجَنة!...
۳- قَالَ الأستَاذ: {أنَا أيضًا يَدّعِي النّاس أنّه لِي جَنَبة بَاطِنِيّة... وأيضًا أقول أنّ جَمَاعَة مِن المُثَقّفِين!! وَخاصّة مِن المُثَقّفين دِينيّاً يُحسِنونَ الظّن بي!! وَلا يُحتَمَل أن يَكونَ اتّجَاهي البَاطِني بَاطلا!! فمن هذِه النّاحيَة أيضًا صَار هناك قَرينَة على صحّة الاتّجَاه البَاطِنيّ!!}[الحنّانة ٣، مواعظ ولقاءات ٥٤]...
٤- لِتَحديد الأعلَم من أجلِ التّقليد، يوجَد عِدّةُ طُرق، مِنها شَهادَة عَدلَيْنِ، فَهَل يُشتَرَط فِي المُثَقّف، الشّاهد عَلَى العِرفَان، نَفسُ ما يُشتَرَط فِي الشّاهد عَلَى أعلمِيّة المُجتَهد الفَقيه؟!... ٥- في حَال تَعَارُض شَهَادَات المُثَقّفينَ، فَهَل تَسقط الشّهَادَات؟! وَلَا يَخفَى أنّ التّعَارُضَ ثَابتٌ قَطعًا، حَيث يوجَد دَائِمًا مَن يُسِيء الظّنّ فِي مُقابِل مَن يُحسِنه؟! مَع مُلَاحَظَة أنّ الّذينَ يُسيئونَ الظّنّ بالأستَاذ كَانوا وَمَازالوا أضعَاف الّذين يُحسِنونَ الظّنّ به!!...
٦- لِنَطّلع الآن عَلى حِكَايَة "لصّ الحَمّام" الشّيخ السّالك الصّوفي الّذي لَم يَرضَ أن يَعرفَ النّاسُ أنّه مِن أهلِ الصّلاح، فَبقيَت نفسُه غيرَ مُستَقِرّة ولَا سَاكِنَة حَتّى صَارَ مَعروفًا بلصّ الحَمّام!! قَالَ الغَزالي: {لَقَد انتَهَى المُريدونَ لِولايَة الله تَعالَی في طلب شروطها؛ بِإذلال النّفْس إلى مُنْتَهَى الضّعَة والخِسّة... حَتّى رُوِيَ أنّ ابن الكُرَيبي(وَهُوَ أستَاذ الجَنيد)، قَال: [نَزَلتُ فِي محَلّة، فَعُرِفتُ فِيها بِالصّلَاح، فَتَشَتَّتَ عَلَيَّ قَلبِي، فَدَخَلتُ الحَمّامَ وَعَدَلتُ إلَى ثِيَابٍ فَاخِرة فَسَرَقتُها وَلَبَستُها ثُمّ لَبستُ مرقعَتِي فَوقَها وَخَرجتُ وَجَعلتُ أمشِي قَلِيلًا قَلِيلًا، فَلَحَقونِي فَنَزَعوا مرقعَتِي وَأخذوا الثّيابَ وَصَفَعونِي وَأوجَعونِي ضَربًا فَصرتُ بَعدَ ذلِك أعرَفُ بِلِصّ الحَمّام فَسَكنَت نَفسِي]}...
۷- يُكمِل الغَزالي كَلامَه بِالقَول:{فَهكذا كَانوا يُرَوّضونَ أنفسَهم حَتّى يُخَلّصَهم اللهُ مِن النّظَر إلَى الخَلْقِ ثُمّ مِن النّظَرِ إلَى النّفسِ، فَإنَّ المُلتَفِتَ إلَى نَفْسِه مَحجوبٌ عَن الله تَعَالَى، وَشُغله بِنَفسِهِ حِجَاب لَه، فَلَيس بَينَ القَلب وَبَينَ الله حجَابُ بُعْدٍ وَتَخلّل حائِل، وَإنّمَا بُعْدُ القلوبِ شغلها بِغَيرِه أو بِنَفسِها، وأعظَمُ الحُجُب شغلُ النّفس}[إحيَاء علوم الدّين:كِتَاب المحبّة والشّوق والأنس وَالرّضَا: مِن حِكَايَات المُحِبّين وَأقوَالهم وَمكَاشفَاتهم] الصّرخي الحسَنيّ ..}}...