عَاشُورَاءُ تَّقْوَى واعْتِدالِ ووسُّطيَّة – المُحقِّق الأُستاذ معَزِّياً
-بقلم أحمد الحياوي-
ماذا تضمنت رسالة الفكر والاعتدال للحسين-عليه السلام- وهو يقول ؟
«إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد
أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا
أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين»
.ويقول أيضا (عليه السلام) في مسيره إلى كربلاء : إنّ هذه الدنيا قد تغيرت وتنكرت ، وأدبر
معروفها ، فلم يبق منها إلا صُبابة كصبابة الإناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون أن
الحق لا يُعمل به ، وأنّ الباطل لا يُنتهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقّا ، فإني لا أرى
الموت إلا الحياة ، ولا الحياة مع الظالمين إلا بَرَما ، إنّ الناس عبيد الدنيا والدين لعق على
ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معائشهم ، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الدّيّانون……..
أليس العدل هو رفع الظلم أليس الحق هو ردع الباطل فلماذا نرى الباطل في كل مكان وزمان !
وقد أظلم وافترى على الناس كما هو يزيد ومعاوية في الأمس ومنهم الكثير في
مجتمعنا اليوم
هناك الكثير أمثالهم من القادة السلوكية و من يتكلم باسم الدين وبعض المستئكلين والبعض
من أهل عمائم السوء
وهناك ايضا استفحال الفساد المستشري في كل مفصل من مفاصل حياتنا فنحن أيننا من شعار
الحسين عليه السلام- الحقة أيننا نحن من ذلك العدل والخلاص والإخلاص !
فأين نحن من الحق واهله و الذي رفعه ومن أجله خرج أبا الأحرار -عليه السلام-
وضحى بكل مايملك اليس من أجل الكرامة والأخلاقيات والاعتدال وأن لا تهان النفس البشرية
وقيم الإنسان المسلم .
وحتى استشهد وعياله سلام الله عليه مظلوما وحيدا غريبا ساعد الله قلبك ياسيدي …
هل اتعظنا من أمامنا وسرنا على الحق ورأيته ام لا نبالي وما يحصل علينا هو من ايدينا لننا
تركنا صاحب الحق
ونرى الظلم والاستهتار والقمع والقتل واستباحة الدماء ونترك نصرة الدين وشعار التقوى
و الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك نرى العصابات والإلحاد والكفر فاين شعار
هيهات منا الذلة ولا للذل… ولا للمهانة …ولا للخضوع …
فيقول الحسين-عليه السلام- قبل استشهاده أ يُّها الناس ! إن رسول الله قال مَن رأى سلطاناً
جائراً مستحلاً لحرام الله ناكثاً عهده مخالفاً لسنة رسول الله ،
يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله
مدخله ،ألا وإن هؤلاء قد لزموا الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود
واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله وأنا أحق ممن غير ،وقد أتتني كتبكم وقدمت
عليَّ رسلكم ببيعتكم إنّكم لا تسلموني ولا تخذلوني فإن أتممتم عليَّ بيعتكم تصيبوا رشدكم ….
الأستاذ المحقق الصرخي. قائلا:
(لا بُدّ من أنْ نتوجه لأنفسنا بالسؤال: هل إنّنا جعلنا الشعائر الحسينية: المواكب والمجالس
والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدّسات هل جعلنا ذلك
ومارسناه وطبّقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنّه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى
وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من
أهل الصلاح والإصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الأمين- عليهما الصلاة
والسلام-؟)
مقتبس من المحطة الأولى من بيان {69}” محطات في مسير كربلاء” لسماحة المرجع الأعلى
السيد الصرخي الحسني- دام ظلّه-.
بعض مظاهر تطبيق فكرة الاعتدال والسير على خطى جده الحسين-عليه السلام- حيث دعم
المحقق الأستاذ الصرخي تلك الشباب والذي استطاع أن يحفظهم من حبال الغدر والشرك
والشيطان ويدلهم طريق الخلاص من الفتن والمنزلقات والمتاهات .
فجعل من وسيلة الشور، والراب الحسيني المهدوي الإسلامي المباركة رسالة تربوية وعلمية التي
أسس لها أساس رصين لتكون هذه الرسالة معبرة عن فكر معتدل، وحب ووئام بين الناس
والمجتمع لتعكس بمهنية الشعائر الحسينية الحقة التي تمثل شعائر الله تعالى.
ومن البين أن ما قام به الشباب مثل الندوات والمهرجانات والمجالس والتي تخللتها قراءة القرآن
والدروس الحوارية و العقائدية والفلسفية والعلمية للمعلم الأستاذ.. تستحق المجد والتبريك؛ لما
حملته من قيم، وأخلاق، وتقوى، تعم أوساط المجتمع وهي لا تحمل أي دوافع أخرى غير إصلاح
الشباب، والسير على النهج الرسالي، والتعاليم الإسلامية الرصينة، والتي تبعث عن الأمن
والاطمئنان لشعب عريق، ينادي من جديد بأمل وحياة حرة كريمة كشباب العالم البقية لا يريد إلا
الاستقرار والتطور ليرجع العراق إلى سابق عصره طاقة من العلم والثقافة والنور.
#عرفان_حماقه_جهلشور حسيني | درب الخيم | أمير
الطائيhttps://youtu.be/8q_EeWy4SgY